هل يتمكن الناتو من الاتفاق على خطة إنفاق ترضي ترامب؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يتمكن الناتو من الاتفاق على خطة إنفاق ترضي ترامب؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 4 أبريل 2025 02:25 مساءً

يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعضاء حلف شمال الأطلسي بزيادة إنفاقهم الدفاعي ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مستوى يبدو بعيد المنال بالنسبة إلى كثيرين.

ولكن مع سعي دول التحالف لتعزيز ميزانياتها، هل من الممكن التوصل إلى اتفاق على هدف جديد خلال قمة الناتو في حزيران/يونيو يسمح لترامب بإعلان الفوز؟

 

اجتماع في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، (ا ف ب).

 

ما الذي تريده واشنطن؟ 
لطالما اتهم ترامب كغيره من الرؤساء الأميركيين، الحلفاء الأوروبيين بأنهم يعتبرون الحماية الأميركية من المسلمات وتقصيرهم في الإنفاق الدفاعي.

لكنه اتخذ موقفا أكثر صرامة وهدد بعدم الدفاع عن الدول التي يعتقد أنها تختصر نفقاتها.

أبلغ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو نظراءه في حلف الناتو الخميس بضرورة الاتفاق على "مسار واقعي" للوصول إلى إنفاق دفاعي بنسبة 5%، ما يعني أن واشنطن ستضطر أيضا إلى زيادة إنفاقها.

وأقر روبيو بأنه لا يُنتظر من أوروبا أن تنفذ هذه الزيادات "خلال عام أو عامين".

ما هو المستوى الحالي؟ 
في مواجهة حرب روسيا على أوكرانيا، زاد حلفاء الناتو إنفاقهم في السنوات الأخيرة.

ومع تأجيج ترامب المخاوف بشأن مدى إمكان الاعتماد على الولايات المتحدة، تعلن المزيد من الخطط لمزيد من الزيادات.

وقال الأمين العام للناتو مارك روته: "قد تكون هذه أكبر زيادة في الإنفاق الدفاعي هنا في الجانب الأوروبي من الناتو منذ نهاية الحرب الباردة. لكننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد".

ويرى روته أنه لتحقيق خطط مواجهة روسيا، يتعين على الدول إنفاق أكثر من 3%.

وأفاد دبلوماسيون بأن التقديرات الداخلية لحلف الناتو تُشير إلى أن النسبة تتراوح بين 3,5 و3,7%.

وقطعت الدول التي تشعر بالتهديد الأكبر من روسيا شوطا كبيرا. فقد تعهدت بولندا ودول البلطيق بالوصول إلى 5% قريبا.

ومهّدت ألمانيا الطريق لزيادة كبيرة في الإنفاق وأعلن الاتحاد الأوروبي تدابير لتعزيز الإنفاق.

لكن بعض الدول مثل إسبانيا وإيطاليا وكندا لا تزال أقل بكثير من هدف الناتو الحالي البالغ 2%.

وأنفقت الولايات المتحدة التي تتصدر دول الحلف من حيث الانفاق الدفاعي، العام الماضي أقل بقليل من 3,4% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

ما الذي يتطلبه الوصول إلى 5%؟ 
سيكون الوصول إلى 5% مهمة ضخمة للدول التي تُعاني صعوبات مالية.

وسيعني ذلك زيادة تتجاوز 1,1 تريليون دولار سنويا في ميزانية الناتو، وفقا لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي.

بالنسبة إلى الولايات المتحدة، يعني ذلك إضافة أكثر من 400 مليار دولار.

وقال إيان ليسر من مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني: "بالنسبة إلى بعض الدول مثل بولندا وحتى اليونان، يُعد هذا هدفا ممكنا بالنظر إلى تصوراتها للتهديدات. لكن بالنسبة إلى دول أخرى فهو بالتأكيد بعيد المنال بالنظر إلى المزاج العام السائد وحاجات الإنفاق الأخرى".

ويمكن أن تتمثل إحدى طرق زيادة المبالغ في توسيع تعريف ما يُعتبر إنفاقا عسكريا ليشمل مسائل مثل أمن الحدود والطرق والأمن السيبراني.

لكن روته عارض ذلك.

ويتحدث مسؤولون عن عقبة محتملة أخرى قد تتمثل في تأثير حرب ترامب على أوضاع المالية الأوروبية.

وصرح رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر لوسائل إعلام محلية أن "تحقيق نسبة 5% على المدى القصير أمر غير ممكن".

وأضاف: "من الصعب بعض الشيء مطالبتنا بأمور بعد شن حرب تجارية وبعد أن تعرضنا للإهانة والإذلال طوال الوقت".

هل من حل وسط مطروح؟ 
حتى الآن لم يُبدِ معظم الحلفاء الأوروبيين التزاما بشأن مدى استعدادهم للمضي قدما.

وقال وزير الخارجية النروجي إسبن بارث إيدي إن "هناك اتفاق على أننا في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد، وأننا سنسعى مع توجهنا نحو قمة لاهاي لتحديد هدف جديد".

أضاف: "نسبة الخمسة في المئة بالطبع أعلى بكثير مما تنفقه الولايات المتحدة نفسها، وهو هدف كبير جدا، ولسنا مستعدين للالتزام برقم محدد في الوقت الحالي".

وقال دبلوماسيون إن روبيو لم يحدد أي إطار زمني واضح للموعد الذي تتوقع واشنطن أن يصل فيه حلف الناتو إلى نسبة الخمسة في المئة ما يُعطي أملا في وجود مجال للمناورة للتوصل إلى تسوية بحلول القمة.

ومن المتوقع أن تبدأ المناقشات بجدية في حلف الناتو في أيار/مايو، ويقول الدبلوماسيون إنهم يتطلعون إلى إيجاد حلول مبتكرة لإرضاء الجميع.

وإذا لم تقبل الولايات المتحدة اتفاقا صريحا بزيادة الإنفاق إلى ما يزيد عن 3%، فقد اقترح دبلوماسيون تأجيل أي تعهد.

وقد يعني ذلك تحديد رقم أكثر واقعية على المدى القصير مع اعتبار نسبة 5% هدفا على المدى الأبعد.

ويُؤمل بأن يُمكّن أي اتفاق ترامب من إعلان النصر، وأن يُبقيه داخل الحلف وفي حرب أوكرانيا.

وقال دبلوماسي في الناتو إن ذلك "قد يمثل نجاحا باهرا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق