الشرقية والغربية في كرة القدم: خطف وتهديدات وتهجير - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الشرقية والغربية في كرة القدم: خطف وتهديدات وتهجير - تكنو بلس, اليوم الجمعة 11 أبريل 2025 05:56 صباحاً

في كرة القدم، واحد يهاجم والآخر يدافع، والأهم في النهاية من يفوز. في الحرب، واحد يهاجم والآخر يدافع، والأهم في النهاية من يقلّل الخسائر.

أطلق الحكم صفارته، بعدما رفع مساعده الراية، بسبب وجود تسلل على كرة القدم، التي انتظرت سنوات طويلة حتى تعود إلى تقنية الفيديو المساعد، فتكتشف أن قرار "الحكام" خطأ فادح، ووراءه مَن "راهن" على اللعبة.

"النهار" جمعت ما فرّقته السياسة قبل 50 عاماً. جلس المدرب الوطني إميل رستم، أحد الأسماء البارزة في تلك الفترة، بوجه المدرّب الوطني سمير سعد، الذي كان حاضراً في كلّ لحظة. 

نحو نصف ساعة من الذكريات بينهما؛ كلّ منهما يتحدّث عن منطقته، فيقول رستم عن "الشرقية": "البلاد كانت تعيش أجمل أيامها بين عامي 1970 و1975، الحياة وقتها كانت رائعة. فجأة، اندلعت الحرب، ودمّر كل شيء، وانقطع التواصل بين الرياضيين. لم نكن نتخيّل ما حصل من قتل؛ وكلّ الأسباب تصبّ في خانة واحدة: هدم لبنان وتغيير شكله".

يؤكد سعد: "لم يكن أحدٌ يتمنّى أن تندلع الحرب بين أبناء الوطن الواحد. كنا نعيش مع بعضنا البعض بسلام ومحبة، وكانت الرياضة أكثر قطاع يجمعنا، في مختلف الملاعب اللبنانية: مدينة كميل شمعون الرياضية، برج حمود، المرداشية زغرتا وبيروت البلدي".

يضيف: "في ظلّ الحرب البشعة، التي عاشتها البلاد بين الأحزاب والطوائف، كانت الرياضة أساساً في جمع الشمل والطوائف، وكان هناك لاعبون في المنطقة الشرقية من المسلمين؛ وكذلك الأمر في المنطقة الغربية كان هناك لاعبون مسيحيّون".

يعترف رستم، بعد مرور 50 عاماً، أنه حاول مع أشخاص من المنطقتين "أن نوحّد الاتحاد، لكن للأسف كان هناك من لا يريد ذلك".

إميل رستم. (النهار)

نشاط غير رسمي
أجبرت كرة القدم على التقسيم، فكان النشاط يقتصر على مبادرات فردية ودورات هامشية سنوية في المنطقة الشرقية، وكان عمل الاتحاد فقط تأمين مشاركة المنتخب الوطني خارجياً.

يتابع رستم: "المأخذ على الاتحاد وقتها أنه لم ينظّم أي نشاط، وكلّ ما فعله اقتصر على دورة مدربين، ثم بعد ضغوط عدة، أطلق أول نشاط بإقامة كأس الاتحاد عام 1981 من ثلاث مجموعات: المنطقة الشرقية، المنطقة الغربية والشمال، وحتى هذه الكأس لم تكتمل".

يستطرد: "حصل تغيير كبير في الاتحاد، بالاشتراك مع أصدقائنا وقتها في المنطقة الغربية، وعلى رأسهم الأمين العام السابق للاتحاد رهيف علامة. انتفضنا على الاتحاد ونجحنا بإسقاطه، حتى جاء اتحاد 2 أيار/مايو".

مع الاتحاد الجديد في "الشرقية"، أقيمت بعض النشاطات، مثل 4 كؤوس للاستقلال، و3 بطولات، والثالثة لم تكتمل بسبب حرب التحرير، وتوقفت حتى عام 1990، حين اعترف الاتحاد الدولي باتحاد واحد. بدأت الأندية تلتحق باتحاد المنطقة الغربية، وكانت أول بطولة موحدة هي موسم 1991-1992.

وفي الغربية، يبدو الوضع مشابهاً إلى حد كبير، يقول سعد: "النشاط كان بين فرق مثل النجمة والأنصار والشبيبة المزرعة والصفاء وغيرها. كانت تقام دورات مثل الأضحى و16 آذار".

يتابع: "شكلنا فريقاً اسمه شباب النبعة في الغربية، وهو جاء نتيجة تهجير منطقة بأكملها من سن الفيل والنبعة".

يكشف مستاءً: "حتى في دورتي الأضحى و16 آذار، الأحزاب كانت في صلبهما. التدخل السياسي حاضر في كرة القدم اللبنانية، لدرجة أنه كان فريق الرسالة ممثل حركة أمل في المنطقة الغربية".

سمير سعد. (النهار)

سمير سعد. (النهار)

خطف وتهديدات!
كانت تلك الفترة حساسة لدرجة أنه كان ممنوعاً على اللاعبين الانتقال من الشرقية إلى الغربية، إلا عن طريق التهريب، أو بالـ"واسطة" السياسية والحزبية.

يضيف رستم: "العبور بين المنطقتين كان محفوفاً بالمخاطر. أول منتخب لاتحاد 2 أيار كان الشباب، وأشرفت عليه، واخترنا لاعبين من كل مكان. أتذكر كيف كنا نحتاج إلى إذن للدخول إلى معظم المناطق".

يتابع: "كنا نسلك طرقاً عدة للدخول إلى بعض المناطق، لأن المعابر كثيرة. يمكن أن تتعرض لرصاصة من هنا وأخرى من هناك. أحياناً نسلك طرقاً ليست رئيسة، إحداها كانت تسمى الكرامة".

يكشف: "احتاج تحضير المنتخب 6 أشهر، وخلال هذه الفترة كنت سأتعرض للخطف وتلقيت تهديدات من كل الأطراف".

ويختم سعد: "تنذكر وما تنعاد، 50 سنة، مرّ جيل كبير لا يعرف ما هي الحرب الأهلية. عشنا الحرب وعشنا السلم، وتأكدنا أن أهمّ شيء هو البلد ثم البلد ثم البلد".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق