احتفالية مسيحية إسلامية في جبيل - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
احتفالية مسيحية إسلامية في جبيل - تكنو بلس, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 03:08 مساءً

رولا ايليا

لقاء إسلامي مسيحي أعاد إحياء طقوس قديمة وصلوات في هذه المناسبة الجامعة وإيضاحات حول أربعاء أيوب الذي جمع في جبيل المسيحيين والمسلمين لأول مرة في تاريخ العلاقات الإسلامية المسيحية في أجواء من الأخوّة والسلام.

 توافد اللبنانيون من كل الطوائف، بمن فيهم سماحة الشيخ غسان اللقيس مفتي جبيل، وشخصيات جبيلية وبيروتية يوم "أربعاء أيوب" في ١٦ نيسان ٢٠٢٥ إلى كنيسة مار زخيا الفيدار حيث تم إحياء المناسبة بمظاهر لتقاليد شعبية وهي مزيج من الموروث الديني والثقافة الشعبية يجمع بطقوسه ورمزيته الإسلام والمسيحية.

 

 أعيد إحياء هذه المناسبة القديمة لأول مرة في لبنان بحضور إسلامي ومسيحي، فكان الاحتفال في جبيل بكل تقاليده الشعبية الجميلة من طقوس وعادات وصلوات ولكن بحلّة جديدة مشتركة بين الإسلام والمسيحية.

كيف أصبحت الفكرة واقعاً؟

بدأت الفكرة بتنسيق بين الشيخ د. محمد نقري والأب باسم الراعي اللذان سارعا الى الخطوات العملية لوضع هذا المشروع حيز التنفيذ، فكانت الدعوة الى هذا اللقاء في كنيسة مار زخيا في الفيدار لما لها من طابع مميز بموقعها الفريد على شاطئ البحر، الذي له رمزية مرتبطة بأربعاء أيوب حسب التراث.

 

استهل اللقاء بتجمّع أبناء جبيل ووافدين من مختلف المناطق اللبنانية إلى باحة الكنيسة حيث وضع طبق المفتقة" وهو من التراث البيروتي القديم الذي اعتاد البيروتيون إعداده في أربعة أيوب على شاطئ البحر، حيث وضع على النار بهمّة افراد جمعية cedars for care والذي استغرق إعداده وتحريكه اكثر من ساعتين بسواعد المشاركين في الاحتفال عملاً بالطقوس الشعبية، ثم تبعه عادة غسل وجه المشاركين بمياه سبق أن نقعت فيها عشبة العرعر  أو ما تعرف باسم "حشيشة أيوب" وهو أيضا من الطقوس الشعبية المشتركة بين الديانتين المسيحية والإسلام في اعتقاد ان المياه في هذا اليوم هي مباركة وشافية تغسل الجسد من المرض وتطرد الحسد.

 

ثم توجه المشاركون إلى الإحتفال بالذبيحة الإلهية التي ترأسها الأب باسم الراعي تلاها كلمة للأب الراعي رحب فيها بالموجودين وتوجه بكلمة روحية خاصة بهذه المناسبة المميزة والجامعة، ثم كانت كلمة للشيخ د. محمد نقري تحدث فيها عن قصة أيوب الواردة في القرآن الكريم في سورة الأنبياء وما نعرفه اليوم باللغة المحكية "صبر أيوب" وكيف خلّد أهالي بيروت هذه القصة منذ قديم الزمان حتى اصبحت جزءاً من التراث البيروتي كذلك أصل فكرة طبق المفتقة المرتبطة بهذه المناسبة والتي لا يمكن إعدادها إلا بتجمع عدد من الأشخاص يتناوبون على تحريكها بمشهد يعكس بدلالاته الإلفة والتعاون، بعد انتهاء هذه الكلمات رفع أذان صلاة المغرب الشيخ صالح حامد تلاها تواشيح إسلامية بأجواء من الخشوع والسلام، وأداء صلاة المغرب.

 

احتفالية مسيحية إسلامية في جبيل (تصوير رولا ايليا)

 

ثم أدى الكشاف المسلم النشيد الوطني اللبناني وأناشيد كشفية توازياً مع تقديم طبق "المفتقة" اللذيذ (الذي تم تقديمه من قبل حلويات المكاري في عائشة بكار)  بأجواء من الإلفة والأخوة والوئام.

وفي الختام، تم توجيه الشكر لكل من ساهم في انجاح هذا اللقاء ، كجمعية Cedars For Care  التي اهتمت بترتيب وتقديم طبق المفتقة،  وأصحاب حلويات المكاري في عائشة بكار الذين تبرّعو بالطبق، والكشاف المسلم الذي أحيا الاحتفال بأجمل الأناشيد والشيخ صالح حامد والمحامية رولا إيليا لمساهمتهما بتنفيذ الاحتفال، كذلك منظمي الإحتفال الأب د. باسم الراعي والشيخ د. محمد نقري.

 

احتفالية مسيحية إسلامية في جبيل (تصوير رولا ايليا)

احتفالية مسيحية إسلامية في جبيل (تصوير رولا ايليا)

 

إن هذه المناسبة المميزة بتاريخها وطقوسها، والتي تصادف عند الديانتين المسيحية والإسلام في فصل الربيع أي فصل التجدد والحياة، كانت واضحة بدلالاتها، وهي أن الذاكرة المشتركة عند الشعوب هي أقوى من الانقسام، وأن الشعوب اللي عاشت مع بعضها لقرون – مسلمين ومسيحيين – بنت مع الوقت ثقافة مشتركة أعمق من كل الخلافات. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق