نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطفل مصطفى حالة توحّد في بعلبك تفترض التفات الجهات الرسمية - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 2 أبريل 2025 03:42 مساءً
في زحمة الحروب وضجيج القذائف، تتوارى قصص لم تُروَ بعد، وآلام خرساء محجوبة. الحالة هنا طفل بريء، يعاني من مرض اضطراب طيف التوحد. إنه مصطفى علي شمص، البالغ من العمر ثلاثة عشر ربيعاً، في إحدى قُرى غرب بعلبك، "بوداي".
يعيش مصطفى اليوم معزولاً عن العالم ليس فقط بسبب حالته، بل أيضاً نتيجة القسوة التي نتجت عن غياب مراكز متخصصة لرعايته في أكبر محافظة في لبنان.
لا يحظى بفرحة الحياة كما يتمتع بها الآخرون، ولا تُتاح له فرصة العيش بسلام، في صراع دائم مع ذاته ومع محيطه، ومع ويلات الحرب التي اجتاحت وطنه.
في ذلك البيت الذي غدا ملاذاً لمختلف الآلام، ظل هذا الطفل وعائلته يسعون جاهدين للعثور على بصيص من الأمل وسط الأنقاض. تقول والدته فاطمة البزال لـ"النهار": "يحتاج مصطفى إلى بيئة هادئة وداعمة، ولكنه وجد نفسه في قلب الحرب حيث القصف الإسرائيلي يحول أنفاسنا إلى ذكريات بعيدة. لم تكن أصوات الصواريخ وحدها التي تلاحقه، بل كانت تلك الأصوات تجسد واقعاً مريراً فرض نفسه على عائلته التي تعيش في حالة توتر دائم. بينما يتنقل والداه بين جهودهما لإيجاد الأمان لطفلهما وتأمين احتياجاته، وبين محاولاتهما المستمرة للحفاظ على هدوء نسبي وسط هذه الظروف القاسية".
ازدادت حالة العائلة المؤلفة من الوالدين وخمسة أولاد صعوبة خلال الحرب الإسرائيلية. غاب الدعم المؤسسي ولم يكن هناك من يرشدهم أو يقدم لهم العون.
يقول شقيقه محمد لـ"النهار" إنهم "كانوا يتخبطون يوماً بيوم في انتظار الخلاص، في شغف الانتظار للهروب من قبضة قسوة الواقع التي لا ترحم. كان مصطفى يخوض أعظم التحديات: محاولة الاندماج في عالم لا يعي ظروفه، وعالم يتغير حوله بشكل يومي بفعل ويلات الحرب".
أما شقيقاته زينب، مريم، سارة وهاجر، فقد كان شعورهن بالفخر بشقيقهن هو الرفيق الدائم، بينما كن يسعين لزرع بصيص من الأمل في قلب شقيقهن، على الرغم من أن كل ما يحيط بهم هو فوضى ووجع.
يذهب مصطفى ثلاث مرات أسبوعياً إلى "مركز شعاع الأمل" وهي مدرسة متخصصة بحالته خارج المدينة في زحلة، مع غياب المراكز المتخصصة في بعلبك. ويستمر المشوار بموازاة الصراع في سبيل أن يحقق مصطفى انتصاره على التحديات التي تعترض طريقه.
تطرح حالة مصطفى معضلة اجتماعية توجب على المؤسسات الرسمية في الدولة الاهتمام أكثر بالتقديمات الصحية وخصوصاً بالأطفال في القرى والمناطق النائية، وإجراء الدراسات وإحاطة الحالات الخاصة، دعماً لهم ولتخفيف العبء عن الأهالي.
0 تعليق