احتفل الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا بمرور عقدين كاملين على زواجهما في التاسع من أبريل 2025، وذلك خلال زيارة رسمية إلى إيطاليا استمرت لأربعة أيام، وهي أولى الجولات الدولية للملك هذا العام.

الذكرى العشرون لم تكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل تحولت إلى لحظة تأمل نادرة ألقت فيها الملكة الضوء على جانب غير معتاد من حياتها الشخصية والعاطفية، بعيداً عن أروقة القصور وقيود البروتوكولات الملكية.

سر الزواج الناجح على مدار 20 عاماً

في لحظة عفوية خلال زيارة مدرسة "أليساندرو مانزوني" في العاصمة الإيطالية روما، حيث كان الطلاب يتعلمون عن شخصية "بادينغتون بير" البريطانية الشهيرة، عبّرت الملكة كاميلا أمام الصحفيين عن دهشتها من مرور عشرين عاماً على زواجها من الملك تشارلز، قائلة: "عشرين سنة، من يصدق؟".

وبنبرة صريحة، أضافت: "ما هو السر؟ لا أعلم... أظن أنه الصداقة، فعلاً".

الملكة كاميلا لم تكتفِ بالإشارة إلى مفهوم "الصداقة" فقط كسر نجاح العلاقة، بل توسعت قائلة: "الضحك على نفس الأشياء، والمضي قدماً في الحياة"، وهي جملة تحمل في طياتها فلسفة إنسانية تتجاوز إطار الحياة الملكية.

وأردفت مازحة أثناء الزيارة: "أعتقد أن مجرد الانشغال الدائم بهذا النوع من الجولات والواجبات يأخذ معظم وقتنا"، في إشارة إلى الضغط الكبير الذي تفرضه الحياة العامة على علاقتهما الزوجية.

ورغم ما يبدو من انسجام، لم تُخفِ الملكة حقيقة أن جدول أعمال كل منهما مزدحم بشكل يجعل تواصلهما محدوداً، قائلة: "نحن دائماً في اتجاهات مختلفة، مثل السفن التي تمر في الليل. نمر بسرعة بجانب بعضنا البعض. في الواقع، لدينا موعد لرؤية بعضنا هذا العصر".

هذا الوصف الصادق يكشف عن واقع الحياة الملكية اليومية، حيث تتوزع المهام الرسمية بين الزوجين، لكن اللقاءات القليلة تظل ذات قيمة عاطفية كبيرة، خصوصاً في مناسبات خاصة كهذه.

لم يتبادلا الهدايا

رغم أهمية الذكرى، لم يتبادل الملك تشارلز والملكة كاميلا الهدايا في يوم المناسبة نفسه، حيث أوضحت الملكة: "سنؤجل تبادل الهدايا حتى نعود إلى المملكة المتحدة. لا فائدة من التسرع. يجب أن يكون هناك وقت للكلمات".

وعندما سُئلت عن الهدية المتوقعة من الملك، لمّحت إلى تقليد الهدية المصنوعة من الخزف الصيني، المرتبط بالذكرى العشرين للزواج، لكنها سرعان ما قالت بضحكة: "تابعوا الأحلام!".

كاميلا لم تُخفِ مشاعر الحنين تجاه إيطاليا، التي زارتها لأول مرة في طفولتها. وقالت في تصريح لافت: "حين تأتي إلى إيطاليا، تشعر بتحسن. الجميع هنا ودود. الأجواء رائعة، الطعام، الطقس... هناك شيء ما في الهواء".

كما أن حضور الذكرى العشرين في بلد يحمل ذكريات الطفولة أعطى المناسبة طابعاً شخصياً وعاطفياً مميزاً بالنسبة لها.

وبعد يوم حافل بالارتباطات الرسمية والحوارات الصحفية، اختتم الملك تشارلز والملكة كاميلا يومهما بحضور مأدبة عشاء رسمية فاخرة في قصر كويرينالي، حيث جُمعت فيه الأناقة الدبلوماسية بروح العلاقة الخاصة التي تربط الزوجين.

قصة حب بدأت قبل نصف قرن 

تعود علاقة الملك تشارلز بالملكة كاميلا إلى أكثر من خمسين عاماً، حين تعارفا للمرة الأولى عام 1970 من خلال صديق مشترك.

ومع أن كل منهما اتجه إلى زواج آخر لاحقاً، عاد الحنين ليجمعهما من جديد في تسعينيات القرن الماضي، عقب الانفصال عن شركائهما السابقين. ورغم العواصف الإعلامية والسياسية، صمدت علاقتهما حتى تزوجا رسمياً في التاسع من أبريل عام 2005 في قلعة وندسور، بعد مراسم دينية تبعتها صلاة تكريس.

وقوف إلى جانب الملك في أصعب اللحظات

منذ تتويج تشارلز ملكاً في سبتمبر 2022، عقب وفاة الملكة إليزابيث الثانية، كانت كاميلا إلى جانبه في كل محطة. وعندما أُعلن عن إصابة الملك بالسرطان في فبراير 2024، كانت دعائم الدعم النفسي والمعنوي له حاضرة في شخص شريكته الملكية.

العلاقة بينهما لم تكن مجرد ارتباط رسمي، بل شراكة عميقة تتجاوز حدود البروتوكول، وتكشف أن خلف الجدران الملكية، توجد قصة حب حقيقية.