أن تسير على طريق الأساطير، فهذه مجازفة، الخطوات محفوفة بالمجد من جهة، والخيبة من جهة أخرى، فليس كل من يقلّد العباقرة يصير عبقريًا، وليس كل من يمشي طريق الكبار، يصل إلى حيث وصلوا.

هناك خيط رفيع يفصل بين من يستلهم، ومن يستنسخ؛ وفي حالة فينيسيوس جونيور، النجم البرازيلي المتوهّج في ريال مدريد، يبدو أن الإلهام لم يكن كافيًا… تمامًا كما يرى ريو فرديناند، أسطورة مانشستر يونايتد.

فرديناند يُشعل المقارنة: فينيسيوس ليس مثل كريستيانو!

في حديثه عبر برنامج The Mo Show، قال فرديناند بوضوح لا يعرف التجميل: “كريستيانو كان كريستيانو. كان من كوكب آخر، لم أرَ مثله قط، ولا أعتقد أننا سنراه أبدًا“.

لعب فرديناند إلى جوار كريستيانو في مانشستر يونايتد، في فترة تحوّله من جناح مراوغ إلى ماكينة أهداف، ومن لاعب موهوب إلى أسطورة حقيقية، ثم تابع انتقاله إلى ريال مدريد حيث كتب فصولًا أخرى من المجد.

ويضيف فرديناند: “لا أعرف إن كان هناك لاعب حقق مسيرتين عالميتين في آن واحد. كريستيانو في يونايتد كان جناحًا ممتعًا وفاز بالكرة الذهبية، ثم تحوّل إلى هداف قاتل في مدريد، لاعبًا رقم تسعة يربح المباريات بمفرده“.

هذه القدرة على التطوّر والتكيّف، على إعادة تعريف الذات كرويًا، هي ما يميز كريستيانو عن البقية.

فينيسيوس.. جناح موهوب ولكن

القول إن فينيسيوس لن يكون كريستيانو، ليس إهانة، بل واقع؛ اللاعب البرازيلي يمتلك السرعة، المهارة، الحسم أحيانًا، لكنه يفتقد ما أسماه فرديناند بـ”المسيرتين في واحدة”، لا هو الجناح الخارق الذي يفوز بالكرة الذهبية، ولا هو الهداف المتحوّل الذي يحسم البطولات الكبرى بمفرده.

يقول فرديناند: “فينيسيوس لن يفعل ذلك. لن يكون جناحًا ثم رأس حربة، هذا لن يحدث. مبابي أيضًا لم يفعل“.

هذه الجملة تحمل الكثير، فحتى مبابي، رغم عبقريته، لم ينجح حتى الآن في إعادة اختراع نفسه كما فعل كريستيانو، فكيف يُنتظر من فينيسيوس أن يتجاوز سقفًا لم يبلغه حتى كيليان؟

رونالدو فاز بالكرة الذهبية 5 مرات، بأسلوبين مختلفين، في مركزين مختلفين، وبنسختين مختلفتين من نفسه، مرة جناح، ومرة قناص، فينيسيوس حتى الآن، هو نسخة واحدة؛ فعالة؟ نعم. ممتعة؟ أحيانًا. لكن هل هي كافية لعرش الكرة الذهبية؟ لا.

ولذلك، فإن السير على طريق كريستيانو لا يكفي، بل ربما يكون “سلاحًا ذو حدّين”، لأن من لا يعرف كيف يستخدمه، قد يجرح نفسه به، المطلوب أن تستلهم من الطريق لا أن تنسخه، أن تبني مسارك على ما يناسبك، لا أن تلبس عباءة ليست لك.

ويا لها من لعنة، أن تُشبه كريستيانو قليلًا! لأن المقارنة ستأتي لا محالة، وستُظهر الفرق بين “الوميض” و”الوهج”، بين من تألق أحيانًا، ومن أحرق كل شيء من حوله.

إحصائيات نجوم ريال مدريد