في سياق مساعيها لتقوية تحالفاتها الآسيوية بمواجهة التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع إندونيسيا، وذلك خلال مكالمة هاتفية جمعته اليوم الأحد بالرئيس الإندونيسي المنتخب برابوو سوبيانتو، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.

وأكد شي على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى تأثيرها الإقليمي والدولي، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة.

وقد جاءت هذه التصريحات في مناسبة الاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بكين وجاكرتا.

في الوقت الذي تصعّد فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من سياساتها الحمائية، عبر فرض رسوم جمركية قاسية طالت الواردات الصينية، تسعى بكين لحشد دعم إقليمي ودولي لمواجهة تلك الإجراءات.

وفي هذا السياق، يستعد الرئيس شي للقيام بجولة آسيوية تشمل فيتنام وماليزيا وكمبوديا، بدءًا من يوم الاثنين، بهدف ترسيخ علاقات بلاده مع الدول المجاورة لإندونيسيا.

على الضفة الأخرى، تبنّت إندونيسيا موقفًا أكثر براغماتية، معلنة الأسبوع الماضي عن سلسلة من التنازلات الجمركية تجاه الولايات المتحدة.

فقد خفضت الحكومة الضرائب على عدد من السلع الأميركية، بينها الإلكترونيات والصلب، قبيل إعلان ترامب عن تأجيل فرض رسوم جمركية جديدة لمدة تسعين يومًا.

ووفقاً للبيانات، فإن إندونيسيا مهددة برسوم تصل إلى 32% على صادراتها إلى السوق الأميركية، بينما تواجه المنتجات الصينية رسومًا جمركية أكثر حدة تبلغ 125%.

وفي خطوة تهدف لاحتواء آثار التصعيد التجاري، تستعد جاكرتا لإرسال وفد اقتصادي رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، بقيادة وزير الاقتصاد إيرلانغا هارتارتو، الذي أكد أن بلاده ستوسع وارداتها من الغاز الطبيعي المسال وفول الصويا الأميركي كجزء من مفاوضاتها التجارية.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزيرة المالية سري مولياني إندراواتي عن تخفيضات جديدة في الرسوم الجمركية على واردات الصلب، المعدات الطبية، والمنتجات التعدينية الأميركية لتتراوح بين 0% و5% فقط، بدلًا من نسب سابقة تراوحت بين 5% و10%.

ولا تقتصر التسهيلات على المنتجات الأميركية، إذ تدرس الحكومة الإندونيسية خفض الرسوم الجمركية على واردات الإلكترونيات والهواتف وأجهزة الكمبيوتر من جميع الدول إلى 0.5% بدلاً من 2.5%، في خطوة تهدف لزيادة جاذبية السوق الإندونيسية وتحقيق التوازن بين شركائها التجاريين.

كما أشارت إندراواتي إلى أن إندونيسيا تملك القدرة على سد الفجوة في السوق الأميركية الناتجة عن الرسوم المفروضة على الصين ودول أخرى مثل فيتنام وبنغلاديش وتايلاند، من خلال تقديم نفسها كمصدر بديل لعدد من المنتجات.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت ثالث أكبر سوق لصادرات إندونيسيا في عام 2024، إذ بلغت قيمة تلك الصادرات 26.3 مليار دولار، محققة فائضًا تجاريًا لصالح جاكرتا بلغ 16.8 مليار دولار.