"ميت مترنح"... سبب آخر وراء "اصطياد" والتز - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ميت مترنح"... سبب آخر وراء "اصطياد" والتز - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 06:46 صباحاً

بدأ خلط الأوراق. وقد لا ينتهي قريباً. يوم الخميس، نقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشاره لشؤون الأمن القومي مايك والتز إلى منصب سفير في الأمم المتحدة. تورط والتز في إنشاء دردشة على تطبيق "سيغنال" غير الآمن، وذلك لمناقشة ضربة على الحوثيين في آذار/مارس الماضي. ودعا إلى مجموعة القرار، عن طريق الخطأ، الصحافي جيفري غولدبرغ الذي كشف في تقرير مطوّل ما حدث معه. عُرفت تلك الحادثة بفضيحة "سيغنال".

 

دافعَ ترامب عن غولدبرغ بمواجهة التدقيق الإعلاميّ في البداية، وهو دفاعٌ لم يدم طويلاً. إنّما وبسبب العلاقة الشخصية الجيّدة بين الرجلين، أو ربّما بسبب عدم رغبته بصبّ الزيت على نار الانتقادات، لم يُخرجه من الإدارة (على الأقل لغاية الآن)، بل نقله إلى المنصب الديبلوماسي الجديد. بحسب نائب الرئيس جيه دي فانس، كانت خطوة ترامب "ترقية". بحسب "وول ستريت جورنال"، حصل المستشار السابق في منصبه الجديد على "تعزية".

 

"الخطيئة الأصليّة"

بطريقة غير مباشرة، كان ترامب يقول إنّه يعاقب المسؤولين في إدارته على أخطائهم، خصوصاً إذا كانت مؤثّرة على صورته الإعلاميّة، لكن بالطريقة والتوقيت اللذين يناسبانه فقط. مع ذلك، ثمّة أسئلة في الدافع وراء الإقالة غير المباشرة. هل كانت إضافة غولدبرغ إلى المحادثة هي "الخطيئة الأصلية" لوالتز؟ ماذا عن مناقشة موضوع عسكريّ حسّاس على تطبيق غير آمن؟

 

علاوة على ذلك، وحين تمّ إجراء الدردشة على "سيغنال"، تمّ إدخال موفد ترامب الخاص ستيف ويتكوف في مجموعة صناعة القرار، علماً أنه كان في روسيا. نفى ويتكوف لاحقاً أن يكون قد حمل هاتفه الشخصيّ في موسكو وقال إنّ الحكومة منحته خطاً آمناً للتواصل.

 

مع وضع جانباً التمييز، أو عدم التمييز بين إطلاع صحافيّ على خطط عسكريّة سرّيّة وبين مناقشتها على تطبيق غير آمن، يبقى أنّ الفضيحة بمجملها تستدعي قراراً معقولاً بالمحاسبة... إلى حين النظر في سبب محتمل آخر لا يتعلّق مباشرة بالحادثة: الاختلاف الفكريّ العميق في السياسة الخارجيّة.

 

الصقر المزعج... و"الميّت"

يعد والتز من "الصقور" الجمهوريّين في هذه الإدارة. لقد خدم والتز في ذروة قوّة المحافظين الجدد في ولاية جورج بوش الابن. لقد كان مديراً للسياسة الدفاعية في وزارة الدفاع مع دونالد رامسفيلد أولاً ولاحقاً مع روبرت غيتس، كما كان مستشاراً لنائب الرئيس ديك تشيني، أحد أبرز الوجوه المكروهة بين الانعزاليين. بمعنى آخر، لا شيء من السياسات التي يعتمدها ترامب حيال روسيا أو إيران تتطابق مع توجهاته، بالرغم من أنّه أيّد علناً جميع مواقف الرئيس. وهذا من دون الحديث عن حروبه التجارية وتعامله مع الشركاء الدوليّين التقليديّين أو سياساته الداخليّة.

 

ثمّة توافق كبير على أنّه قد يكون لمروّجة نظريّات المؤامرة لورا لومر تأثير على قرار ترامب. لومر، وبصفتها منتمية إلى جناح "ماغا" الانعزاليّ في الحزب الجمهوريّ، قادرة على "الهمس" في أذن ترامب لتعزيز بعض وجهات نظرها. اشتكت لومر في السابق من عدم وجود ما يكفي من أنصار "ماغا" في مجلس الأمن القوميّ. ولم تكن علاقة والتز جيدة مع مسؤولين آخرين في الإدارة من بينهم كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزان وايلز، كما نقل "أكسيوس" عن مصادر في البيت الأبيض: "لقد كان مايك والتز رجلاً ميّتاً يمشي في البيت الأبيض خلال الشهر الماضي وبدأ مستشار الأمن القومي المنتهية ولايته يتصرّف على هذا الأساس". لكن مجدّداً، لا تقول الخلافات الشخصيّة، أو الفضيحة نفسها، الكثير عن أسباب الإقالة.

 

ترامب ووالتز (أ ب)

 

تتساءل "وول ستريت جورنال" مثلاً عن سبب عدم إقالة وزير الدفاع بيت هيغسيث بما أنّه ارتكب خطأ نشر خطة تفاصيل الهجوم. قد يكمن الجواب في أنّ التخلّص من مستشار للأمن القومي أسهل من إقالة وزير دفاع، بما أنّ الأخير يحتاج إلى مصادقة مجلس الشيوخ. هذا مع التذكير بأنّ المصادقة على تعيين هيغسيث حصلت بشقّ الأنفس، إذ كسر صوت فانس التعادل في مجلس الشيوخ. وفي جانب آخر، ربما يحظى هيغسيث بمزيد من الدعم والأصدقاء في البيت الأبيض بالمقارنة مع والتز، بحسب ما نقلته "بوليتيكو" عن "مسؤول مطلع على الديناميّات" الداخليّة.

 

زوارق النجاة

مهما تكن دوافع الإقالة المخفّفة، يصعب التشكيك في أنّ الفريق الانعزاليّ داخل الإدارة يريد تقييد "الصقور"، إن لم يكن اصطيادهم. كما كتبت "وول ستريت جورنال"، يريد الجناح الانعزاليّ أن يقلب سياسة ترامب تجاه إيران كما يعارض الخطّ المتشدّد ضد روسيا. "هم يرون طرد والتز فرصة للتأثير على الرئيس كي يعتنق نهج أوباما-بايدن". وذكرت "بوليتيكو" أيضاً أنّ مسؤولين آخرين من جناح "ماغا" عرقلوا خيار والتز لدى محاولته تعيين المدير الأول للشؤون الأفريقيّة في فريقه – ثلاث مرات على التوالي.

 

بالتالي، يبقى الاستنتاج الأوّليّ لكن الصّلب أنّ "سيغنال غيت" كانت مجرّد رأس "جبل الجليد" الذي أطاح بوالتز من المنصب الاستشاريّ. حتى نائبه أليكس وانغ، وهو مسؤول بارز متشدّد تجاه الصين، وقع الخميس ضحيّة ذلك الاصطدام، كما حصل مع مسؤولين آخرين في المجلس، قبل أسابيع.

 

زوارق النجاة قليلة على سفينة تديرها "ماغا".

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق