"أيام السعودية الثقافية" تعزز حضور المملكة في معرض مسقط الدولي للكتاب - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"أيام السعودية الثقافية" تعزز حضور المملكة في معرض مسقط الدولي للكتاب - تكنو بلس, اليوم السبت 3 مايو 2025 07:13 مساءً

تتوشّح العلاقات العُمانية السعودية بأواصر المودة، وتمتد بجذور ضاربة في أعماق الجغرافيا وتدعمها القيم والموروثات المشتركة، وفي رحاب الفكر والإبداع تصنع الثقافة جسراً للتواصل نحو آفاق أرحب من التكامل والوعي والتنوير، إذ تُعد الروابط الثقافية بين البلدين أحد أبرز تجليات التقارب السياسي، وتفتح آفاقاً للتعاون بما يسهم في تعزيز الحضور الخليجي في المشهد الثقافي الإقليمي والدولي.

وبين أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب، يأتي انعقاد "أيام السعودية الثقافية" كاحتفاء بالثقافة والهوية، وتتويجاً للروابط والعلاقات العميقة بين السلطنة والمملكة. وقد دأبت سلطنة عُمان خلال الدورات السابقة للمعرض أن تخصّ إحدى المحافظات أو الحواضر العُمانية بلقب "ضيف الشرف"، وبجانب هذا التقليد، استضافة ما يمكن اعتباره "ضيف شرف موازٍ" من خارج السلطنة، وفي هذا الإطار تحل المملكة العربية السعودية ضيفاً مميزاً لهذا العام.

وأكد مدير معرض مسقط الدولي للكتاب أحمد بن سعود الرواحي لـ"النهار" أن انعقاد "أيام السعودية الثقافية" جاء "في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، وتتويجاً للتعاون بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب في عُمان، وهيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، فانطلقت فكرة للاحتفاء بالمثقفين السعوديين ضمن نسخة المعرض هذا العام، وتوسيع أفق التعاون بين الجانبين عبر تنظيم أيام السعودية".

 

جناح السعودية في معرض مسقط.

 

ويضيف الرواحي: "يغمرنا الفخر بهذه العلاقة الطيبة بين البلدين، ونؤكد على عمق هذه العلاقات ومكانة البلدين دائماً سواء على صعيد الجوانب الثقافية والمشتركات بين البلدين، أو في ما يتعلق بالتراث الثقافي غير المادي، أو على مستوى العلاقات السياسية، إضافة إلى أن هناك أكثر من لجنة عمل مشتركة بين السلطنة والمملكة، ونحن نركز هنا على الجانب الثقافي ونسعى للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى متقدم دائمًا".

برنامج ثقافي متنوع للجناج السعودي 
هي أيام تنبض بالإبداع، وتفوح بعبق التراث، حيث تفتح الثقافة السعودية نوافذها على العالم، لتكون هذه الأيام منبراً للتلاقي، ومناسبة للاحتفاء بالمشترك الحضاري والإنساني بين البلدين، وهو ما لاحظته "النهار" خلال جولتها في جناح السعودية، إذ انعكس تنظيم هذه "الأيام" على الحراك من حيث إقبال الجمهور على زيارة الجناح والتعرف إلى أنشطته والإصدارات المتاحة، إذ تشارك السعودية بمؤسسات عدة تقودها هيئة الأدب والنشر والترجمة، بجانب نخبة من المؤسسات الثقافية والعلمية السعودية، من بينها: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، دارة الملك عبد العزيز، مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وجمعية النشر، وجامعة طيبة، ويحتوي الجناح إصدارات قيّمة تعكس تراثها الثقافي، كذلك حرص الجناح على توزيع نسخ مجانية من المصحف الشريف وإصدارات مجمع الملك فهد.

بدوره، قال سفير المملكة العربية السعودية في سلطنة عُمان إبراهيم بن سعد بن بيشان، في تصريحات صحافية أن مشاركة المملكة هذا العام هي امتداد لمشاركاتها السابقة في معرض مسقط للكتاب، وهي بإشراف ورعاية هيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة العربية السعودية، إلى جانب مشاركة نحو ثمانية وثلاثين دار نشر.

 

جانب من معرض مسقط للكتاب.

جانب من معرض مسقط للكتاب.

 

وأضاف: "الأبرز في هذه المشاركة هو الاتفاق بين الإخوة في سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية على إقامة أيام ثقافية سعودية بهذا المسمى، وبلا شك هو امتداد لما توليه قيادة البلدين من اهتمام بالثقافة، ما سينعكس على الجانب الدولي ويطّلع عليها الجميع".

تنوّع المشهد الثقافي السعودي
وتضم "الأيام الثقافية" فعاليات متنوعة سواء الأدبية أو الفنية أو المعرفية، لتقدّم صورة واضحة عن الحراك الثقافي السعودي وثرائه، وإبراز جهود المملكة في دعم التبادل الثقافي وتعزيز الهوية الخليجية المشتركة، إذ تنعقد نحو 10 فعاليات متنوعة بينها 3 فعاليات تخص عمان ومنطقة الخليج العربي فيما يتعلق بالحرف اليدوية والتراث والتاريخ، بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين السعوديين.

من أبرز هذه الفعاليات جلسة حوارية بعنوان الاقتصاد اللغوي ورحابة المعنى، تحدثت خلالها أستاذ ودكتور الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حمدة العنزي عن تعريف القصة القصيرة جداً وتطورها وأهم خصائصها والفنون الأدبية التي تتقاطع مع القصة القصيرة جداً، ومدى انتشار هذا الفن في المشهد الثقافي الخليجي.

بالإضافة إلى جلسة حوارية عن "المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان: كنوز الماضي ورهان المستقبل"، تحدثت فيها الدكتورة حصة الشمري أستاذ الآثار والمتاحف. أدار الجلسة بدر الحارثي، والتي أوضحت أن منطقة الخليج العربي وبالأخص المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان من أغنى المناطق في التراث نظراً لموقعها الجغرافي الذي جعلها ملتقى للحضارات والهجرات البشرية والقوافل التجارية، حيث تعكس هذه المواقع الأثرية استمرارية الحياة والتطور الحضاري لهذه البقعة الجغرافية على مر التاريخ.

 

جناح المملكة في معرض مسقط.

جناح المملكة في معرض مسقط.

 

كما نُظمت ندوة عن المسرح التجريبي بين كسر القواعد وخلق لغات جديدة" والتي تناولت محاور عن مفهوم المسرح التجريبي وأهم تياراته، والمسرح التجريبي وأهم التجارب المسرحية التجريبية خليجياً وعربياً ودولياً. وجلسة بعنوان "الواقعية السحرية... تحولات السرد الخليجي الحديث"، وأخرى عن الحرف اليدوية في الثقافة الخليجية (السعودية وعمان أنموذجاً) وجلسة بعنوان شعراء المهجر الجدد: تجربة الشعر العربي في الشتات إضافة إلى أمسية شعرية فصيحة.

بدوره، رأى مدير معرض مسقط الدولي للكتاب أحمد بن سعود الرواحي أنّ "البرنامج الثقافي للأيام السعودية متنوع ويتضمن فعاليات مختلفة تأتي في إطار أمسيات شعرية، وأخرى تتناول السرد والترجمة، وندوات تتعلق بالمواقع الأثرية والتراثية في المملكة وسلطنة عمان، وبعض الفعاليات المشتركة تجمع بين مثقفين عمانيين وسعوديين، لكن غالبيتها يقدمه الجانب السعودي فقط، لإتاحة الفرصة أمام المثقفين والمبدعين السعوديين لتقديم سرديتهم وبرنامجهم الخاص".

وأضاف: "نأمل أن نسجل رقماً أفضل من الرقم المسجل في الدورة الماضية، وأن يقدم معرض مسقط الدولي للكتاب صورته المعهودة كواجهة ثقافية وحضارية لسلطنة عُمان".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق