ميلوني وفون دير لاين... الشرطيتان "الجيدة والسيئة"؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ميلوني وفون دير لاين... الشرطيتان "الجيدة والسيئة"؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 05:38 صباحاً

"نأمل أن يصبح الغرب عظيماً مجدداً". بكلمات رنّانة، حاولت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني انتشال الرئيس الأميركي دونالد ترامب من غربته عن الغرب نفسه. قالت ميلوني هذه الكلمات حين زارت البيت الأبيض يوم الخميس الماضي. راعى ترامب مشاعرها: "يمكننا ذلك".

 

تسير الديبلوماسية الأوروبية على خطين متوازيين. واحد يعتمد على إمكانية إعادة استمالة ترامب إلى الحلف أو الشراكة التاريخية مع أوروبا، وآخر يئس من هذه الإمكانية ويفضل أن يأخذ أموره المصيرية على عاتقه. ثمة سؤال وجيه عما إذا كانت بروكسل تنسق هذين الخطين أم أنّ كل زعيم أوروبي ينفذ السياسة التي تتوافق مع نظرته الشاملة.

 

صراع ماكرون-ميلوني

كان الفرنسيون بالتحديد قلقين من تلك الزيارة، كما من إمكانية تقسيم ترامب للأوروبيين. في الثالث من نيسان/أبريل، بدا تحذير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صارماً بعد فرض الرسوم الجمركية الأميركية: "في العمق، نحن بحاجة، في هذه المرحلة، إلى البقاء متحدين وإلى الحزم. وأقول ذلك لأنني أعرف ما الذي سيحدث، القوى الكبرى ستشعر بنزعة للّعب بشكل فردي. وهذه ليست فكرة جيدة".

 

وقبل نحو أسبوع من توجه ميلوني إلى الولايات المتحدة، قال وزير الصناعة الفرنسي مارك فيراتشي إنه "إذا بدأنا محادثات ثنائية (مع ترامب)، فبالتأكيد سيكسر ذلك الزخم (حول الوحدة الأوروبية)". أطلق ذلك رد فعل سريعاً من الوزير الإيطالي للشؤون الأوروبية توماسو فوتي: "كيف يصدف أنه حين يذهب الرئيس ماكرون إلى واشنطن يكون كل شيء على ما يرام، لكن حين تكون ميلوني هي الزائرة، لا تعود الأمور على ما يرام؟"

 

واستضاف ترامب ماكرون في أواخر شباط/فبراير من دون أن تثمر الزيارة نتائج إيجابية للعلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا. بعد نحو أيام من تلك الزيارة، حصلت المشادة الكلامية الشهيرة بين ترامب وضيفه الأوكراني الرئيس فولوديمير زيلينسكي. أيد كل القادة الأوروبيين ومن ضمنهم ماكرون الرئيس الأوكراني، لكن ميلوني ظلت صامتة. وبينما كان الرئيس الفرنسي في طليعة الداعين إلى إرسال "قوات طمأنة" إلى أوكرانيا، أحجمت إيطاليا عن دعم هذه الفكرة.

 

بصيص أمل

بالرغم من كل الخوف الذي ساد في بروكسل من زيارة ميلوني البيت الأبيض، لم يكن باستطاعة القادة الأوروبيين تصعيد لهجتهم كثيراً، لأنهم أدركوا أن ميلوني تمثّل الأمل شبه الوحيد بالنسبة إلى إعادة تطبيع العلاقات عما قريب مع الأميركيين، وسط الحرب التجارية المعلقة بشكل موقت.

 

قال الرئيس الأميركي إنه "سيكون هناك اتفاق حول التعريفات بنسبة 100%" مضيفاً أن "القليل من المشاكل" سيحول دون إبرامه. وسادت أجواء عفوية بين الشخصيتين، إذ حين كانت ميلوني تجيب باللغة الإيطالية على سؤال مراسل من بلادها، أبدى ترامب إعجابه بلغتها قائلاً: "كان هذا جميلاً ما الذي قلتِه بحق الجحيم؟"

 

ميلوني في ضيافة الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أ ب)

 

والتقت ميلوني مجدداً بنائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس في إيطاليا يوم الجمعة حيث قضى عطلة عيد الفصح مع عائلته. وحين رحبت به باللغة الإيطالية مشيدة بالعلاقات الإيجابية بين البلدين وبلقائها مع ترامب، قال فانس: "رئيسة الوزراء الإيطالية... آمل أن ذلك بالتحديد هو ما قلتِه. بالطبع أمكنها أن تقول إنني أحمق، ولم أكن لأعرف ذلك، لكنه سيكون (قد قيل) بأجمل لغة يمكن تخيلها".

 

شرطيّتان جيدة وسيئة؟

في الشكل على الأقل، تحقق ميلوني "الديبلوماسية الأوروبية الساحرة" الأكثر نجاحاً في الولايات المتحدة. يسمح لها ذلك بتولي قيادة السياسة الخارجية الأوروبية في الشأن الأميركي. من جهة أخرى، كانت ميلوني قد نسقت رسالتها في البيت الأبيض مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل التوجه إلى واشنطن. لكن ثمة تفاصيل دقيقة لم تغب عن المشهد.

 

فقبل يوم من كلام ميلوني عن "جعل الغرب عظيماً مجدداً"، أطلق تصريح فون دير لاين صدمة بين بعض الأوروبيين. "إن الغرب كما عرفناه لم يعد موجوداً". هل جاء كلام ميلوني رداً على كلام رئيسة المفوضية؟ أم أنهما كانتا تتبادلان دوري الشرطي السيئ والشرطي الجيد؟

 

بصرف النظر عن الأسباب التي وقفت وراء إطلاق التصريحين المتضاربين، ثمة احتمال وازن في أن تكون بروكسل أقرب إلى رؤية ماكرون منها إلى رؤية ميلوني، ومع ذلك، تشكل السياسة الإيطالية تحوطاً قصير الأجل. في نهاية المطاف، ليس لدى أوروبا ما تخسره من محاولات ميلوني. هذا ريثما تكون خططها المستقبلية مثل "الجاهزية 2030" و"استراتيجية حماية أوروبا" قد بدأت بالتبلور.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق