ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 19 أبريل 2025 11:50 مساءً - محمد أبوزيد، محمد فرج

سجلت الأسواق العالمية أداءً متبايناً خلال الأسبوع الماضي، والذي طغت عليه المخاوف الناجمة عن التوترات التجارية جراء حرب الرسوم التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأغلقت مؤشرات «وول ستريت» على تراجعات جماعية في حدود 2 %، تحت ضغط التطورات المرتبطة بملف التعريفات الجمركية والتصريحات المتقلبة الصادرة عن الإدارة الأمريكية، وتحذيرات رئيس الفيدرالي جيروم باول بشأن التضخم وتداعيات سياسات ترامب.

بينما على الجانب الآخر، سجلت المؤشرات الأوروبية الرئيسية محصلة خضراء، مدفوعة بتخفيضات أسعار الفائدة. كذلك خيّم تفاؤل آسيوي على الأسواق دفع بالمؤشر الياباني إلى كسر سلسلة تراجعاته، انتظاراً لنتائج المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين.

هذا التباين بين الأسواق العالمية يعكس حجم الغموض الذي يلف الاقتصاد العالمي، في ظل تجاذبات تجارية واقتصادية متسارعة قد تعيد رسم ملامح حركة رؤوس الأموال والاستثمارات خلال الفترة المقبلة.

«وول ستريت» حمراء

سجلت المؤشرات الأمريكية الرئيسية محصلة أسبوعية حمراء، في وقت تستمر فيه حرب الرسوم الجمركية في الضغط على الأسواق والتأثير على معنويات المستثمرين. وسجل مؤشر «داو جونز» الصناعي تراجعاً بأكثر من 2 % خلال الأسبوع منهياً التعاملات عند مستوى 39142.23 نقطة. كما خسر مؤشر «ناسداك» المركب أيضاً خسائر بأكثر من 2 % ليغلق عند مستوى 16286.45 نقطة. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1.5 %، عند النقطة 5282.70، خلال أسبوع تداول قصير من أربع جلسات فقط بسبب عطلة الأعياد يوم الجمعة.

تأتي تلك التراجعات في أسبوع كان مزدحماً بالتطورات والتصريحات المرتبطة بالرسوم الجمركية، بينما الأسواق تراقب مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول حول العالم، وكذلك تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن توقعاته المرتبطة بالتوصل لاتفاقات تجارية مع كل من الاتحاد الأوروبي والصين.

ورغم رسائل ترامب الإيجابية في هذا الصدد، إلا أن نبرته التصعيدية العامة تنعكس على شهية المخاطرة لدى المستثمرين، الذين فضلوا الابتعاد عن الأصول عالية التقلب، في انتظار وضوح أكبر في مسار السياسات التجارية والنقدية.

كما أضفت تصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول الكثير من الضبابية وعدم اليقين بالأسواق، بعدما أكد أن سياسات الرئيس الأمريكي المرتبطة بالتعريفات الجمركية قد تسهم بدورها في رفع معدلات التضخم على المدى القريب، وبما يشكل تحدياً للبنك المركزي. فيما هاجم ترامب يوم الخميس باول، داعياً إلى خفض الفائدة. بينما يُلوح بـ«خيار إقالة باول» من منصبه.

ويوم الجمعة، جدد ترامب هجومه الحاد على باول، قائلاً: «لو كان لدينا رئيس للاحتياطي الاتحادي يفهم ما يفعله، لكانت أسعار الفائدة ستنخفض. عليه أن يخفضها».

وبالنسبة لأداء مجموعة من أبرز الأسهم في «وول ستريت» خلال الأسبوع، فقد خالفت شركة «أبل» اتجاه السوق مسجلة مكاسب بنحو 3.44 %، فيما تراجعت عملاق الرقائق «إنفيديا» بما يزيد على 5.5 %، وأيضاً «ميتا» التي سجلت خسارة بأكثر من 8 % خلال تعاملات الأسبوع. وبالنسبة لأسهم «أمازون» فقد تكبدت خسائر أسبوعية بأكثر من 4.7 %، وهبطت أسهم تسلا بنسبة 4.37 % خلال الأسبوع.

يأتي ذلك في وقت تتأرجح فيه الأسواق بين مؤشرات إيجابية مرتبطة بالتصريحات الإيجابية من عدد من الأطراف المختلفة بخصوص مساعي التوصل لإبرام صفقات تجارية ناجحة مع الولايات المتحدة، ومؤشرات سلبية متعلقة بتواصل التصعيد الأمريكي وحرب تكسير العظام التي يخوضها الرئيس ترامب مع حلفائه وخصومه على حد سواء.

أسهم أوروبية

على الجانب الآخر، خالفت الأسهم الأوروبية اتجاه «وول ستريت» واستطاعت أن تسجل مكاسب لافتة في الأسبوع الذي شهد الإعلان عن قرار الفائدة المنتظر من البنك المركزي الأوروبي. وسجل المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» مكاسب أسبوعية بأكثر من 4 %، منهياً التعاملات عند مستوى 506.42 نقاط، مقارنة بمستوى 486.80 نقطة بنهاية الأسبوع الماضي.

وأنهى مؤشر «داكس» الألماني تعاملات الأسبوع عند النقطة 21205.86، بما يسجل ارتفاعاً بأكثر من 4 % أيضاً خلال الأسبوع، مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي عند 20374.10 نقطة. وسجل مؤشر «كاك» الفرنسي مكاسب أسبوعية بنحو 2.5 %، بعدما أنهى التعاملات عند مستوى 7285.86 نقطة، مقارنة بـ7104.80 نقاط الأسبوع الماضي. أما مؤشر «فوتسي» البريطاني، فقد أنهى تعاملات الأسبوع مرتفعاً عند 8275.66 نقطة، مقارنة بمستوى 7964.18 نقطة، وبارتفاع نحو 4 %.

وللمرة السابعة على التوالي، والثالثة هذا العام، خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة على الودائع، الخميس، بمقدار 25 نقطة أساس إلى 2.25 %، وذلك بالتزامن مع حالة عدم اليقين التي تضغط على الاقتصادات الأوروبية، في ضوء اللغط الذي تثيره رسوم ترامب الجمركية وتداعياتها المختلفة على التوقعات الاقتصادية، بما في ذلك توقعات النمو الاقتصادي.

تفاؤل في اليابان

وعلى صعيد الأسهم اليابانية، وبعد ارتفاعه بنسبة 1 % يوم الجمعة، سجل مؤشر «نيكاي» الياباني أفضل أداء أسبوعي في ثلاثة أشهر، وذلك بدعم من تفاؤل المستثمرين بشأن احتمالات التوصل لـ«صفقات تجارية» بين الولايات المتحدة وشركاء التجارة الرئيسيين، بما في ذلك اليابان. وأنهى المؤشر تعاملات الأسبوع عند 34730.28 نقطة (أعلى مستوى منذ 20 يناير الماضي) مُنهياً خسائر أسبوعية متواصلة على مدى ثلاثة أسابيع.

سيف الحموري

كاتب مقالات في موقع كلمتك, حيث أقوم بكتابة المقالات بمجالات مختلفة ومتنوعة. لدي سنوات عديدة من الخبرة في مجال الإعلام والصحافة والتسويق وأحمل شهادة البكالوريوس في التسويق كما قد قمت بتطوير مواهبي في الصحافة بعد أن بدأت العمل في هذا المجال.