تشهد الأوساط الصحية والاستهلاكية في المغرب حالة من القلق المتزايد بسبب التقارير التي حذّرت من مخاطر استهلاك الحليب ومشتقاته غير المعقّمة، لا سيما في ظل استمرار تداول منتجات ألبان غير خاضعة للمراقبة الصحية في الأسواق التقليدية.

تحذيرات في المغرب من انتقال داء السل عبر الحليب غير المعقّم

ويعود مصدر هذا القلق إلى احتمالية انتقال داء السل من الحيوانات المصابة إلى الإنسان عبر الحليب غير المبستر، خاصة من الأبقار والماعز، التي تُعد من أبرز الوسائط الحيوانية لانتقال العدوى. ويُعد السل من الأمراض المعدية الخطيرة، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا عن تسجيل أكثر من 8 ملايين إصابة بالسل حول العالم خلال العام الماضي، وهو أعلى رقم مسجّل منذ بدء رصد المرض.

وفي هذا السياق، أصدر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) بيانًا رسميًا أكّد فيه أن منتجات الحليب القادمة من الوحدات المرخّصة تخضع لمراقبة صحية صارمة ولا تمثل خطرًا على صحة المستهلكين. لكنه في الوقت ذاته حذّر من الحليب الذي يُسوّق عبر قنوات غير مرخصة، مشيرًا إلى أنه قد يكون سببًا في نقل أمراض خطيرة، على رأسها السل، إضافة إلى أمراض أخرى تصيب الجهاز الهضمي.

كما شدد المكتب على أهمية قراءة البيانات الصحية المدونة على عبوات الحليب، مثل رقم الترخيص الصحي، لضمان التحقق من مصدر المنتج وسلامته.

وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 10% من حالات السل المسجلة عالميًا تُعزى إلى أسباب حيوانية، خاصة في البلدان التي لا تزال فيها ممارسات استهلاك الحليب غير المبستر منتشرة.

ولا تقتصر المخاطر على داء السل وحده، بل يشمل تناول الحليب غير المعقّم إمكانية التعرض لحالات تسمم غذائي حاد، والتهابات معوية، وإسهال مزمن، وهي أمراض تهدد بشكل خاص الأطفال، وكبار السن، والنساء الحوامل، ومرضى ضعف المناعة.

وفي ظل هذه التحذيرات، تُطالب الجهات الصحية بضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي، وتعزيز الرقابة على الأسواق التقليدية، وتشجيع المستهلكين على اقتناء المنتجات المُرخصة لضمان سلامتهم وسلامة أسرهم.