السياحة المستدامة: استثمار للمستقبل أم مجرد شعار؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السياحة المستدامة: استثمار للمستقبل أم مجرد شعار؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 10:56 مساءً

في زمن تتسارع فيه وتيرة التغيرات البيئية والاجتماعية، أصبحت السياحة المستدامة مفهومًا يتردد كثيرًا في الأوساط البيئية والاقتصادية على حد سواء. لكن يبقى السؤال الجوهري: هل هي استثمار فعلي لمستقبل أفضل، أم مجرد شعار دعائي يُستخدم لتجميل واقع لا يزال بعيدًا عن الاستدامة الحقيقية؟

ما المقصود بالسياحة المستدامة؟

بحسب منظمة السياحة العالمية (UNWTO)، تُعرَّف السياحة المستدامة بأنها:

"السياحة التي تأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتلبي احتياجات الزوار، والصناعة، والمجتمع المضيف، والبيئة".

بكلمات أبسط، هي السياحة التي تحترم البيئة، وتُشرك المجتمعات المحلية، وتضمن استدامة الموارد الطبيعية والثقافية.

لماذا تُعد السياحة المستدامة استثمارًا للمستقبل؟

الحفاظ على الموارد الطبيعية

البيئات الساحلية، الجبال، الغابات، والحياة البرية هي رأس مال السياحة. الحفاظ عليها يضمن ديمومة النشاط السياحي للأجيال القادمة.

تمكين المجتمعات المحلية

عبر دعم الصناعات المحلية مثل الحرف اليدوية، والإقامة في النُزل الريفية، يمكن للسياحة أن تصبح وسيلة فعالة لمحاربة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية.

تقليل البصمة الكربونية

المبادرات السياحية التي تعتمد على الطاقة المتجددة، وتقليل النفايات، والنقل البيئي، تسهم في خفض التأثير السلبي على المناخ.

تحسين صورة الوجهات السياحية

الدول والمدن التي تطبق ممارسات السياحة المستدامة تُعتبر وجهات أكثر جاذبية للمسافرين المهتمين بالبيئة والمسؤولية الاجتماعية.

لكن، هل يُطبق هذا المفهوم فعلاً؟

رغم أن العديد من الدول تبنّت خططًا واستراتيجيات لدعم السياحة المستدامة، إلا أن التطبيق على الأرض لا يزال يواجه تحديات كبيرة:

الاستهلاك المفرط للموارد في المواسم السياحية المرتفعة

غياب الرقابة على الشركات السياحية التي تمارس "الغسل الأخضر" (Greenwashing)، أي التظاهر بالاستدامة دون تطبيق فعلي.

ضعف البنية التحتية في بعض الوجهات الريفية التي يمكن أن تكون بيئة مثالية للسياحة المستدامة

نماذج ملهمة للسياحة المستدامة

كوستاريكا: أكثر من 25% من أراضيها محمية، وتُعد من أبرز الدول التي ربطت بين السياحة وحماية الطبيعة.

بوتان: تفرض رسومًا سياحية مرتفعة لدعم التعليم والصحة والحفاظ على الهوية الثقافية والبيئية.

خاتمة: الشعار أم الاستثمار؟

السياحة المستدامة ليست مجرد شعار إذا ما أُحسن تطبيقها. بل يمكنها أن تتحول إلى أداة قوية لحماية الكوكب، وتنمية المجتمعات، وتحقيق أرباح اقتصادية طويلة الأمد. ولكن ذلك يتطلب إرادة سياسية، ووعيًا مجتمعيًا، وتعاونًا عالميًا بين الحكومات، والشركات، والمسافرين أنفسهم.

فالسؤال الحقيقي يجب أن يكون:

هل نحن – كأفراد ومجتمعات – مستعدون لجعل السياحة أداة للتغيير الإيجابي؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق