شُهود الحق وأتباع بَرأبّا - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شُهود الحق وأتباع بَرأبّا - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 11:10 صباحاً

أكثر ما استوقفَني من تأملات في أسبوع الآلام، هذه السنة، هذه الآيات من إنجيل القديس متى:

"وكان من عادة الحاكِم، في كُل عيد، أن يُطلق للجمع سجينا، أي واحد أرادوا. وكان عندهُم إذ ذاك سجين شهير يُقال له يسوع بَرأبّا. فيما هُم مُجتمعون، قال لهُم بيلاطُس: مَن تُريدون أن أُطلق لكُم؟ أيسوع بَرأبّا أم يسوع الذي يُقال له المسيح؟. وكان يعلم أنهُم مِن حسدهم أسلموه. وبينما هو جالس على كُرسي القضاء، أرسلت إليه امرأته تقول: دعك وهذا البار (السيد المسيح)، لأني عانيت اليوم في الحُلم آلاما شديدة بسببه.

ولكن عُظماء الكهنة والشُيوخ أقنعوا الجُموع بأن يطلبوا بَرأبّا ويُهلكوا المسيح" (متى 37 / 15 – 19)...

وأما باقي الحدَث فيعرفه الجميع!.

سريعا عبرت في الزمن من الحدث الخلاصي، إلى الخلاص الضائع، وقد اجتزت 2025 عاما!.

رأيت الفساد يُصيبنا خبط عشواء... فنصرُخ بلا وعي: "بَرأبّا... بَرأبّا".

وسُلطانُه يضرب القيم المُجتمعية... وما بقي فينا من ضمائر مُتحللة.

وأتباعه يُقنعون الجُموع بأن يطلبوا بَرأبّا، ويتركوا المسيح وشأنه... مع كُل ما قام به لخلاص البشرية.

سألت نفسي: "أين المبادئ والقيم والدين... في عالمنا الرقمي المُستسلم بكُل بساطة لما يجتاحه، ولو كان مِن صنيعة إبليس إبن إبليس!.

وأين نحن في زمن "الإشاعات"، و"القدح والذم"، و"التشهير" و"الافتراء" والشهادة للباطل؟

ولِمَ لا تكون شهادتنا للحق فنتحرر من عُبودية الأبالسة؟.

أيُعقل أننا –وبعدما نِلنا الخَلاص– نُهرَع مُجددا إلى أحضان المعاصي.

وبماذا تُرانا نختلف عمّن صرخوا مُنذ 2025 سنة: "اصلُبوا يسوع... اصلُبوه".

ألا نصلب المسيح اليوم، بأفعالنا والمعاصي، ألف، ألف مرة؟.

وأنا في خِضَم تأمُلاتي، استذكرت قصيدة للشاعر الياس أبي شبكة، أحد مُؤسسي "عصبة العشرة"، البارزة في حركة النهضة العربية.

وفي القصيدة يقول أبو شبكة، صاحب الشخصية العميقة التي "غالبا ما تحتوي على نغمات كتابية، تُركز على صراعاته الخُلُقية الداخلية":

"رباهُ عَفوَكَ إِنّي كافِرٌ جانِ

جَوَّعتُ نَفسي وَأَشبَعتُ الهَوى الفاني

تَبِعتُ في الناسِ أَهواءً مُحَرَّمَةً

وَقلتُ لِلنّاسِ قَولاً عَنهُ تَنهاني

وَلم أُفِق مِن جُنونِ القَلبِ في سُبُلي

إِلا وَقَد مَحَتِ الأَهواءُ إيماني

رَبّاهُ عَفوَك إِنّي كافِرٌ جانِ"

إن كتاب "أفاعي الفردوس"، للشاعر أبي شبكة، والذي كان يُنظر إليه على اعتبار أنه يتضمن فحشا، بسبب مُحتواه الجنسي العلَني... ينطبق علينا اليوم!.

ويُعزى هاجس الشاعر بالآثار الروحية للكارثة التي ظهرت في كتاباته، إلى الشُعور بالذنب الذي تسبب به هُروبه الجنسي مع الكثير من النساء، عندما كان مُتزوجا، وحتى وفاته في سرطان الدم، في العام 1947.

ولكن الشاعر "استلحق" نفسه من الهلاك، بالإشارة إلى البيتَيْن الشعريَيْن أعلاه، إذ تجلى تائبا، و"الله سَموح غَفور"... و"مَن كان منا بلا خطيئة، فليرجم (الياس أبو شبكة) بحَجر"!.

ولكن هل مِنا مَن يضمن أن "يستلحق نفسه" في اللحظة الأخيرة؟.

ومَن يعلم متى تأتيه الساعة؟

إنها كاللص لا وقت مُحددا لها.

ولكن على رُغم كل شيء، فإن الكلمة الأخيرة ما قيلَت بعد، والخير سيفرض حُضوره على ألوان الشُرور كُلها... وفي الانتظار، علَيْنا أن نسهر بـ "مصابيح مُشتعلة، ننتظر عودتك" أيها الفادي.

والأهم الأهم... أن نبقى شُهودا للحق، ونرتد عن اتِّباع بَرأبّا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق