شهدت الأراضي الفلسطينية وتحديدا مدينة غزة مؤخرًا تطورات ميدانية وسياسية لافتة، حيث أعربت دول أوروبية عن قلقها العميق إزاء الأوضاع الإنسانية في القطاع، في الوقت الذي استمرت فيه الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

مواقف أوروبية موحدة تجاه الأزمة في غزة

أعربت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني في غزة، واصفة إياه بـ"الجحيم". 
وأكدت ضرورة تمكين المنظمات الدولية من إيصال المساعدات دون عوائق، محذرة من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تفاقم المعاناة.
كما شددت على أن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها يجب أن يكون ضمن حدود القانون الإنساني الدولي.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الوضع في غزة بأنه "مأساوي أكثر من أي وقت مضى"، داعيًا إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. وأكد أن الحل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ليس عسكريًا بل سياسيًا.

في السياق ذاته، أكدت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونن، على ضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، معتبرة منعها أمرًا غير مقبول.
ودعت جميع الأطراف للعودة الفورية لوقف إطلاق النار، وطالبت حركة حماس بالإفراج عن الرهائن دون شروط.

انتهاكات في المسجد الأقصى: اقتحامات واستفزازات متواصلة

في خطوة استفزازية جديدة، سمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي لمجموعات من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك عبر باب الأسباط، لأول مرة منذ عام 1967. المستوطنون أدوا رقصات تلمودية في باحات المسجد، ما أثار استنكار دائرة الأوقاف الإسلامية التي اعتبرت ذلك انتهاكًا للوضع القائم.

كما أفادت الأوقاف الإسلامية بأن أكثر من 600 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة خلال ثلاث ساعات، بحماية من الشرطة الإسرائيلية. المستوطنون نفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية في باحات المسجد، ورددوا شعارات استفزازية.

تطورات ميدانية أخرى

على الصعيد الميداني، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إصابة مجندة في عملية دهس قرب الظاهرية جنوب الخليل. 
كما قام رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية باقتحام موقع سبسطية الأثري شمال نابلس، برفقة مئات المستوطنين، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال.

تستمر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في التدهور، مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية تزداد، في ظل تحديات ميدانية وسياسية معقدة.