نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دبي واحة للمواهب اللبنانيّة... التشكيليّة شفى غدّار: فلسفة "لغة الجداريّات" والجسد والمدينة - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 08:58 مساءً
النهار - دبي
كيف يُمكن لجدارية بألوان ترابية أن تُرشد المشاهِد إلى المنزل وأركانه؟ هكذا نجحت الفنانة التشكيلية شفى غدّار في عكس "فلسفة" الفنّ على الأسطح ببياضها وتدرّجاتها وتناقضات معانيها أيضاً.
قبل 7 سنوات، ضمّت غدّار إرث بلدها الثقافي لبنان في كيانها، واختارت إمارة دبي وجهة لصقل موهبتها في الفنّ التشكيلي، بعدما وجدت في الإمارات العربية المتحدة واحةً لإطلاق المواهب، حيث كان لـ"النهار" لقاء معها، على هامش فاعليات معرض "آرت دبي 2025"، ما يؤكّد رؤية المؤسسات الحكومية الإماراتية، عاماً تلو الآخر، على دعم الفنان وخلق برامج إبداعية وفرص نجاح جديدة.
عُرِفت غدّار بتخصّصها بتقنية "فيسكو تكنيك" التاريخية، التي درستها في إيطاليا، فيما تبحث اليوم في كيفية جعل تقنيات الفن التشكيلي التاريخية تقنيات معاصرة، "تُعرّفنا أكثر على أبعاد اللوحات في عصرنا الحالي". كما تُعلِّم الجيل الجديد تقنيات الفن "كمادة ملموسة، والنظر إلى كيفية أن نستوحي منها لخلق معلومات جديدة عن الرسم والسطح".
"آرت دبي" 2025... 120 معرضاً فنياً معاصراً وحديثاً ورقمياً
يُقدّم معرض "آرت دبي" بنسخته الـ18 هذا العام أكثر من 500 فنان من أبرز الأسماء الإقليمية والعالمية، عبر 120 معرضاً فنياً معاصراً وحديثاً ورقمياً. كما يجمع الحدث فنانين من أكثر من 65 مدينة و40 دولة، ما يجعله أكبر وأهم فعالية فنية سنوية في المنطقة.
الأعمال الفنية للفنانة التشكيلية شفى غدّار، في دبي.
جوهر الأعمال الفنية التي تُقدّمها غدّار مرتبط بالأسطح وعمقها قبل تكوين الرسم أو موضوعه، وهذا ينطلق من "لغة الجداريات". إلّا أنّ الاهتمام بالجداريات مرتبط بشكل وثيق بالمدينة التي نشأَت فيها، بيروت.
قُبيل الشروع في تنفيذ أعمالها الفنية، بحثَت غدّار عميقاً في تاريخ الجدار، فرأَت فيه "ركن البيت والمأمن النفسي لقاطنيه، وهو أيضاً مركز الاتّكاء والثبات. وفي تاريخنا الحديث وخاصة في لبنان، الجدار معنيّ بمنازلنا المدمّرة... أنا جزءٌ من هذا التاريخ، تربّيتُ بين جنوب لبنان وبيروت، وحفظتُ جغرافيا الوطن وتاريخه".
وبحسب "الفسلفة الفنية" التي تعتقد بها غدّار، لا يُمكن فصل الظروف المحيطة بالفنان بأعماله، إذ تقول: "إن ما ينتجه خارجاً يعود إلى ذاته، كعلاقة تشاركية تُغذّي النفس من جهة، وتُبرز إبداع الفنان من جهة ثانية". هذه علاقة تصفها غدّار بالـ"DNA"، من خلال "الحاجة إلى خلق سطح صافٍ ومن ثمّ البحث عن الرسمة المناسبة له، على أن يعكسها للمشاهِد إمّا بقوّة وثقة، وإمّا بهشاشة ولا ثبات".

الأعمال الفنية للفنانة التشكيلية شفى غدّار، في دبي.
للألوان الترابية معنى في "استديو" شفى غدّار الفني بدبي، قبل أن تُطلق عنان "العودة بقوّة" إلى أعمالها بالألوان النارية. فاللون يُعَدّ "مادة بحث"، وهو "مرتبط بالمرحلة التي تُرافق العمل"، إن كان على مستويات اجتماعية أو ثقافية أو ربّما سياسية، باعتبار أنّ الترابط ما بين الفنّ والحياة بات اليوم كانصهار الحديد والنار.
ثمّة التزام خاص نشأ بين غدّار واهتماماتها الفنية، ينتج عنه "التزام بين المادة واللون والتعمّق في أبعاد الرسم". كما تعكس أعمالها الفنية "فكرتَي الوقت والتجزئة على السطح... فالسطح هو الجسد، وقد يُجسّد تجربتي أو أحساسي وتجاربي".
ومن خلال أعمالها الفنية، ترغب غدّار في "الوصول إلى عُمق الجسد ومتغيّراته والتساؤل عمّا يدور في داخله، ليس فقط كأحداث بل أيضاً علاقة الجسد بالوقت وبالآخر".
مسيرة العمل الفنية الممتدّة 13 عاماً بين لبنان والإمارات، مروراً بالوطن العربي والعالم، قادت غدّار إلى شغف اكتشاف الآخرين، فعلى "الفنان الاطّلاع على أفكار أقرانه في عالم الفن، يقرأ ما في داخلهم، ويتشارك معهم قصصه ونجاحاته، فاختلاء الفنان بنفسه ليس صحيّاً على الدوام".

الأعمال الفنية للفنانة التشكيلية شفى غدّار، في دبي.
أبرز المشاركات الفنّية
قدّمت شفى غدّار معرضاً خاصّاً بعنوان "سولو شو" في "مؤسسة مرايا للفنون"، في إمارة الشارقة" في الفترة الممتدة من تشرين الثاني/نوفمبر 2024 إلى شباط/فبراير 2025. كما كان لديها العديد من المشاركات في معارض داخل الإمارات وخارجها، بينها "آرت دبي" الذي تنطلق فعاليته اليوم الأربعاء 16 نيسان/أبريل في مدينة جميرا.
وكانت غدّار قد أسّست عروضاً سابقة في بيروت مع مؤسسة "سارادا" و"بيروت آرت سنتر"، إلّا أنّ الأحداث الأخيرة التي فرضت نفسها على البلد في السنوات الأربع الأخيرة حالت دون العودة. أمّا اليوم، فتقول غدّار: "أتطلّع إلى فرصة للتفكير من جديد في كيفية أن أكون فاعلة في مجتمعي".
[email protected]
0 تعليق