تم تخصيص يوم للاعبي الغولف للاحتفاء بهذه الرياضة ومحبيها. يقام هذا اليوم في العاشر من أبريل من كل عام تخليدا لذكرى تأسيس رابطة لاعبي الغولف المحترفين، التي انطلقت في هذا التاريخ عام 1916.

ربما لا تتمتع هذه اللعبة بشعبية كبيرة مثل كرة القدم أو كرة السلة على سبيل المثال، وغيرها من الألعاب والرياضات الأخرى. لكن هذا لا ينفي أهميتها وفوائدها التي تجعل منها واحدة من الألعاب التي تجمع بين التسلية والترفيه والمتعة، وكذلك الفوائد الصحية والنفسية. لذلك، تستحق أيضا الاحتفاء بها والتعرف على تاريخها.

وفي السطور التالية، نستعرض معكم تاريخ لعبة الغولف، والبلد التي نشأت بها هذه اللعبة. بالإضافة إلى قواعدها وفوائدها وأهم المعلومات الأخرى عنها.

تتعدد الآراء حول الأصل اللغوي لكلمة "غولف". يرى البعض أنها اختصار لعبارة "للرجال فقط، ممنوع السيدات"، وهو اعتقاد لا تدعمه عادة نشأة الكلمات الإنجليزية الشائعة من المختصرات. لذلك، يقترح آخرون جذورا أخرى، من بينها الكلمة الهولندية "كولف" التي تشير إلى نوع من العصا، أو الكلمة الاسكتلندية القديمة "غولف" التي تعني الضرب أو اللكم.

تجمع هذه اللعبة بين المهارة البدنية والدقة الذهنية والاستراتيجية المحكمة. ففي الوقت الذي تبدو فيه هذه اللعبة للوهلة الأولى أنها مجرد ضرب كرة صغيرة بعصا نحو حفرة، يتضح في الواقع أنها رحلة تجمع بين التحدي الذاتي والتنافس الشريف مع الآخرين، في أحضان الطبيعة الخلابة.

بغض النظر عن التفسير اللغوي، فإن لعبة الغولف بشكلها المتعارف عليه اليوم نشأت في اسكتلندا خلال القرن الرابع عشر. ويعد أول ذكر موثق للعبة في التاريخ حظرا فرضه الملك جيمس الثاني عام 1457، وذلك لاعتقاده بأن الشباب يمضون وقتا طويلا في ممارسة الغولف على حساب التدرب على الرماية.

بعد رفع هذا الحظر عام 1502، تأسس أول ناد للغولف عام 1552. ولمن لا يفضلون ممارسة الغولف التقليدي ذي المساحات الشاسعة والتسديدات الطويلة، هناك بديل ممتع وهو الغولف المصغر. ظهرت هذه اللعبة لأول مرة عام 1916 عندما تم إنشاء أول ملعب مصغر في باينهورست بولاية نورث كارولينا الأمريكية.

 وعلى الرغم من اختلاف الغولف المصغر عن الغولف التقليدي في طبيعة اللعب، إلا أن الغولف المصغر يتميز بتحدياته الفريدة، مثل التسديدات المرتدة المعقدة والمنحدرات.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن لهذه اللعبة هيئة تنظيمية دولية خاصة بها تعرف باسم الاتحاد العالمي لرياضة الغولف المصغر.

يعتبر الهدف الأساسي في لعبة الغولف هو إدخال الكرة في مجموعة من الحفر الموجودة داخل الملعب الذي تقام فيه المنافسة. ولكن يجب إدخالها بأقل عدد ممكن من الضربات.

يتكون ملعب الغولف النموذجي من 18 حفرة، ولكل حفرة نقطة بداية تعرف باسم "نقطة الانطلاق" ومنطقة خضراء مجهزة بحفرة تعرف باسم "المنطقة الخضراء".

في البداية، يجب التعرف على مكونات ملعب الغولف، حتى تتمكن من تعلم اللعبة وممارستها فيما بعد. وفي السطور التالية، نستعرض معكم مصطلحات لعبة الغولف.

نقطة الانطلاق  (Tee box)

هي المنطقة المخصصة لبدء اللعب لكل حفرة. غالبا ما تكون هناك علامات تحدد مناطق انطلاق مختلفة للاعبين ذوي المستويات المختلفة.

الممر  (Fairway)

هو المنطقة ذات العشب القصير التي تقع بين نقطة الانطلاق والمنطقة الخضراء. يُفضل أن تهبط الكرة في هذه المنطقة لتسهيل الضربة التالية.

العشب الخشن  (Rough)

هي المناطق المحيطة بالممر والمنطقة الخضراء، وتتميز بعشب أطول وأكثر كثافة. تجعل هذه المناطق ضرب الكرة أكثر صعوبة.

العوائق  (Hazards)

تشمل العوائق المائية (مثل البرك والجداول) والعوائق الرملية (المخابئ الرملية أو البنكرز). تهدف هذه العوائق إلى إضافة تحد إضافي للعبة.

المنطقة الخضراء  (Green)

هي المنطقة المحيطة بالحفرة، وتتميز بعشب قصير ومُعتنى به بعناية فائقة لتوفير سطح أملس لدحرجة الكرة.

الحفرة  (Hole)

هي الهدف النهائي لكل مسار، وعادة ما يكون قطرها 4.25 بوصة.

يحتاج لاعب الغولف إلى مجموعة متنوعة من الأدوات، بين العصي والكرات. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أدوات لعبة الجولف.

العصي أو  (Clubs)

تختلف أنواع العصي في تصميم رؤوسها وزواياها وأطوالها، مما يسمح للاعب بضرب الكرة لمسافات وارتفاعات مختلفة وبزوايا متنوعة. تشمل الأنواع الرئيسية الخشب للضربات الطويلة من نقطة الانطلاق أو الممر، والحديد لضربات متوسطة وقصيرة، وتوفر دقة أكبر. وكذلك الهجين التي تجمع بين خصائص الخشب والحديد.

هنا أيضا الوتد الذي يستخدم للضربات القصيرة والمرفوعة بالقرب من المنطقة الخضراء أو للخروج من العوائق. وكذلك المضرب المستخدم لدحرجة الكرة على المنطقة الخضراء لإدخالها في الحفرة.

الكرة

كرة الغولف الحديثة مصممة بعناية لتحقيق أقصى قدر من الديناميكية الهوائية والتحكم.

بعد التعرف على المصطلحات والأدوات، يجب فهم قواعد لعبة الغولف حتى تتمكن من ممارستها، وهي:

البداية

يبدأ اللاعب بضرب الكرة من نقطة الانطلاق لكل حفرة.

ضرب الكرة

يجب ضرب الكرة من حيث تستقر، ما لم تسمح القواعد بتخفيف أو إسقاط الكرة في ظروف معينة، مثل وجود عائق غير قابل للحركة.

احتساب النقاط

يتم احتساب عدد الضربات التي يقوم بها اللاعب لإدخال الكرة في كل حفرة.

تحديد الفائز

الفائز هو اللاعب الذي يكمل جميع الحفر بأقل عدد إجمالي من الضربات.

لا تعد لعبة الغولف مجرد رياضة عادية، بل تجربة شاملة تختبر قدراتك البدنية والعقلية والاستراتيجية في بيئة طبيعية هادئة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي فوائد لعبة الغولف؟

التحدي المستمر

تقدم كل حركة، وكل ضربة جديدة تحديا مختلفا يجب أن يخوضه اللاعب للوصول إلى اللعب.، يجعل ذلك اللعبة مثيرة ومتجددة باستمرار.

التنافس مع الذات

لا يتوقف الأمر فقط عند حدود التنافس مع الآخرين، بل تعتبر لعبة الغولف رحلة لتحسين الذات وتجاوز حدود قدراتك.

الاستمتاع بالطبيعة

تعتبر ملاعب الغولف في حد ذاتها مواقع طبيعية خلابة، مما يوفر فرصة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والهواء النقي.

الآداب والسلوك

تعتمد لعبة الغولف بشكل كبير على الآداب والسلوك الرياضي الرفيع. يتحمل فيها اللاعبون مسؤولية كبيرة لتطبيق القواعد وإظهار الاحترام للمنافسين والملعب.

الصبر والهدوء

تجمع هذه الرياضة بين الدقة والتركيز والهدوء والصبر، وتمنح اللاعب شعورا بالإنجاز عند إتقان ضربة صعبة أو التغلب على تحد في الملعب.