في خطوة سريعة ومثيرة تعكس التحديات التجارية العالمية وتأثيرها على سلاسل الإمداد، قامت شركة أبل بنقل خمس طائرات شحن محمّلة بهواتف آيفون ومنتجات أخرى من الهند إلى الولايات المتحدة خلال 3 أيام فقط، وذلك وفقًا لتقرير نشرته تايمز أوف إنديا نقلًا عن مسؤول هندي رفيع. وتأتي هذه الخطوة في محاولة واضحة من الشركة العملاقة لتجنب الرسوم الجمركية المتبادلة الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تبلغ نسبتها 10% على واردات محددة، خاصة القادمة من الصين.

وأوضحت الصحيفة أن عملية الشحن هذه تم تنفيذها في وقت قياسي، واعتُبرت بمثابة استجابة فورية وذكية من أبل لتجنب التكاليف الإضافية التي كانت ستُفرض على المنتجات المستوردة من الصين. فبينما لا تزال الشركة تسعى للحصول على إعفاء رسمي من الرسوم، اتجهت إلى الاعتماد على منشآتها في الهند كبديل مؤقت لتلبية الطلب الأمريكي دون التأثر بالضرائب المفروضة.

ويذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، سبق أن نجح في تأمين استثناءات من الرسوم الجمركية خلال ولاية ترامب الأولى، مما يدل على قدرة الشركة على التفاوض السياسي إلى جانب مرونتها التشغيلية.

هذا وتوضح التقارير الإخبارية أن شركة أبل ليس لديها خطط فورية لزيادة أسعار منتجاتها، وأن مثل هذه الإجراءات سوف تسمح لها كذلك بالحفاظ على الأسعار الحالية مؤقتًا. حيث قد فرض الرئيس الأمريكي ترامب رسوما جمركية بنسبة 54% على السلع الصينية، وذلك جاء في الوقت الذي تواجه فيه الهند معدلا أقل يبلغ 26%. حيث يقدر المحللون أن الرسوم الجمركية على الصين قد تضيف 300 دولار لتكلفة إنتاج هاتف آيفون 16 برو، والذي يكلف بالفعل نحو 550 دولارا. حيث تشير التقديرات لأن أكثر من 90 % من تصنيع منتجات شركة أبل يجري بالصين.

كما تخطط شركة أبل لإنتاج 25 مليون هاتف آيفون في الهند حاليا وذلك خلال عام 2025، مع تخصيص ما يصل لـ 10 ملايين منها في الأصل للبيع محليا، وذلك وفقا لما تشير له التقارير، وبحسب بنك أوف أميركا، فإن إعادة توجيه تلك الوحدات قد يغطي نحو نصف الطلب الأميركي.

وكانت شركة التكنولوجيا العملاقة تعمل على توسيع الإنتاج الهندي منذ عام 2017 وذلك ليس فقط لتجنب الرسوم الجمركية، ولكن لتقليل اعتمادها على الصين والاستفادة من سوق الهواتف الذكية سريعة النمو بالهند.

هذه الخطوة تسلط الضوء أيضًا على الدور المتنامي للهند كمركز رئيسي لتصنيع منتجات أبل، وخاصة هواتف آيفون. فمع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بدأت أبل وغيرها من شركات التكنولوجيا العالمية بتوسيع عملياتها خارج الصين لتقليل الاعتماد على المصانع هناك. ويبدو أن مصانع فوكسكون وويسترون في الهند أصبحت الآن في قلب هذه الاستراتيجية الجديدة، خصوصًا مع الدعم الحكومي الهندي المتزايد لتعزيز التصنيع المحلي عبر مبادرات مثل "صنع في الهند".