نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماريو فارغاس يوسا الحائز نوبل للآداب يطوي كتابه ويرحل - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 10:17 مساءً
خسر الأدب العالمي أحد أبرز رموزه برحيل الكاتب البيروفي الحائز نوبل، ماريو فارغاس يوسا، الذي توفي الأحد عن 89 عاماً في ليما، حيث أمضى أشهره الأخيرة بعيداً عن الأضواء. بكلماتٍ حفرت في ذاكرة أجيال، وصوتٍ لم يهادن السلطة يوماً، شكّل فارغاس يوسا مرآةً لأوجاع أميركا اللاتينية، مستكشفاً دهاليز الاستبداد وأعماق النفس البشرية، وراسماً في أدبه خريطة معقدة للمعاناة السياسية والأخلاقية.
ولد فارغاس يوسا في عائلة بيروفية من الطبقة المتوسطة وكان أحد أبرز الأسماء في "الفورة" الأدبية الأميركية اللاتينية في الستينات والسبعينات مع الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز والأرجنتيني خوليو كورتازار.
لم يكن روائياً عادياً، بل كان ضميراً حيّاً لشعب رفع صوته. في رواياته مثل "حديث في الكاتدرائية"، "حفلة التيس" و"حرب نهاية العالم"، كشف عن جراح التاريخ، وسطوة الاستبداد، ومقاومة الإنسان في وجه القمع. وقد جمع في أسلوبه بين القوة والنعومة، بين جرأة البنية السردية وصدق التجربة الإنسانية.
موجة أدبية جديدة
اقتحم فارغاس يوسا الساحة الأدبية بقوة عام 1963 من خلال روايته الأولى الرائدة "زمن البطل"، التي استلهمها من تجاربه في أكاديمية عسكرية في البيرو، وقد أثارت سخط المؤسسة العسكرية في البلاد. وأقدمت السلطات على حرق ألف نسخة من الرواية، واعتبرها بعض الجنرالات "كاذبة"، ووسموا فارغاس يوسا بالشيوعي.
الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا. (أ ف ب)
رسّخت هذه الرواية، إلى جانب أعمال لاحقة مثل "حديث في الكاتدرائية" (1969)، مكانة فارغاس يوسا كواحد من أعمدة ما يُعرف بـ"الطفرة الأدبية" أو موجة الكتّاب الجدد في أميركا اللاتينية خلال الستينيات والسبعينيات، إلى جانب غابرييل غارسيا ماركيز وكارلوس فوينتس. وقد واصل كتابة المقالات الصحافية طوال حياته، وأصبح مع الوقت مدافعاً شرساً عن الحريات الفردية والاقتصادية، مبتعداً تدريجياً عن خلفيته المرتبطة بالشيوعية، ووجّه انتقادات لاذعة إلى قادة اليسار في أميركا اللاتينية الذين اعتبرهم "طغاة".
لكمة لصديقه ماركيز
رغم أنه كان من أوائل المؤيدين للثورة الكوبية بقيادة فيديل كاسترو، فإنه أصيب بخيبة أمل لاحقاً، ووجّه انتقادات قاسية لنظام كاسترو. وبحلول عام 1980، أعلن أنه لم يعد يؤمن بالاشتراكية كحلّ للدول النامية.
وفي حادثة شهيرة في مكسيكو سيتي عام 1976، وجّه فارغاس يوسا لكمة إلى صديقه السابق ماركيز، الذي وصفه لاحقاً بـ"محظية كاسترو". ولم تُعرف حتى اليوم أسباب الشجار، سواء كانت سياسية أم شخصية، لأن كلا الكاتبين رفض الحديث عنها علناً.
ومع تحوّله التدريجي نحو الليبرالية الاقتصادية والمحافظة السياسية، خسر فارغاس يوسا تأييد العديد من رفاقه من كتّاب أميركا اللاتينية، وتعرض لانتقادات حتى من بعض معجبيه.
تُرجمت أعمال فارغاس يوسا إلى نحو ثلاثين لغة، وكان أول كاتب أجنبي يدخل مجموعة "بلياد" المرموقة خلال حياته عام 2016. وانتُخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 2021.
0 تعليق