كتب – محمود كمال

كشفت مصادر أوكرانية مطلعة عن استعداد وفد رسمي للسفر إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري بهدف مناقشة مسودة الاتفاق المعدني التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والتي خضعت للمراجعة من قبل كييف في الأيام الماضية.

وأعلنت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، أن الوفد سيضم ممثلين من وزارات الاقتصاد والخارجية والعدل والمالية على أن يباشر محادثات مباشرة بشأن مسودة اتفاق جديد يتيح للولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى الموارد المعدنية الأوكرانية.

وشددت سفيريدينكو على أن المسودة الأميركية تبقي على نية تأسيس صندوق استثماري مشترك أو آلية تعاون تمويلي، لكنها أشارت إلى أن تفاصيل الاتفاق لا يمكن حسمها افتراضيا داعية إلى استمرار الحوار بشكل مباشر بين الفرق الفنية للطرفين.

وباشرت كييف إجراءات اختيار مستشارين قانونيين وماليين واستثماريين لدعم عملية التفاوض معتبرة أن المرحلة الحالية تمثل انتقالا إلى مستوى جديد من التعاون مع واشنطن يتطلب خبرات متعددة الجوانب.

وأوضحت وزيرة الاقتصاد أن المسودة الجديدة تتضمن تصورا أوليا من وزارة الخزانة الأميركية حول هيكلية الصندوق وآليات عمله لكنها ليست وثيقة نهائية ولا تمثل اتفاقا مشتركا بعد.

وأعلنت أوكرانيا نيتها تشكيل فريق فني متخصص للتفاوض وتحديد الخطوط الحمراء والمبادئ التفاوضية قبل إرسال الوفد الرسمي إلى واشنطن خلال أيام.

وامتنع الجانب الأوكراني عن كشف التقييم الرسمي للمسودة الأميركية، لكنه ألمح إلى تحفظات تتعلق بمستوى مشاركة كييف في إدارة الصندوق وحقوقها في العوائد المستقبلية.

وأثارت المفاوضات الجارية منذ شهور توتراً سياسياً بين أوكرانيا والولايات المتحدة بعدما تعثرت خطة توقيع اتفاق إطاري في فبراير على خلفية اجتماع مثير للجدل ضم الرئيس ترمب ونائبه جيه دي فانس مع الرئيس زيلينسكي داخل المكتب البيضاوي.

وهاجم بعض المشرعين الأوكرانيين النسخة المسربة من المسودة، واعتبروها محاولة لسحب السيطرة من كييف على مواردها الطبيعية، متهمين واشنطن بمحاولة فرض وصاية اقتصادية.

وشملت المسودة الجديدة وفق التسريبات مجموعة واسعة من الموارد الطبيعية من بينها المعادن النادرة والنفط والغاز ما زاد المخاوف من أن الاتفاق قد يُقيّد سيادة أوكرانيا الاقتصادية.

وعبر مسؤولون أوكرانيون رغم الخلافات عن رغبتهم في المضي نحو توقيع الاتفاق الإطاري معتبرين أن الشراكة مع إدارة ترمب تمثل ورقة ضغط مهمة لتعزيز الدعم الأميركي ضد الغزو الروسي.

ولم تحسم بعد طبيعة الدور الأوكراني في إدارة الصندوق المزمع تأسيسه، إلا أن محللين اطلعوا على الوثائق المسربة رجحوا أن تكون المشاركة الأوكرانية محدودة نسبيا وهي نقطة رئيسية تأمل كييف تعديلها في المفاوضات المقبلة.