"النهار" تنفرد بنشر مقدمة رسالة للبابا فرنسيس عن الزواج كتبها قبل وفاته - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"النهار" تنفرد بنشر مقدمة رسالة للبابا فرنسيس عن الزواج كتبها قبل وفاته - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 01:33 مساءً

عن رقصة التانغو والزواج الدائم 

هذا هو النص الكامل لمقدمة كتبها البابا فرنسيس لكتاب يُلخّص التعاليم الكاثوليكية حول الحب والزواج للشباب. ترجمتها من الإيطالية الى الانكليزية إيزابيلا كورليتو، ونشرتها "نيويورك تايمز". اما بالعربية فقد خصت بها "النهار" جمعية "يوكات" العالمية (اختصار لـ التعليم المسيحيّ الكاثوليكيّ للشبيبة، المُصمم أيضًا باسم YOUCAT) وتولى الترجمة الاب جورج يرق. يذكر ان البابا فرنسيس توفي قبل اصدار الرسالة التي ستنشر كاملة في وقت لاحق.  

 

وفي ما يلي نص المقدمة:  

 أصدقائي الأحبّاء،
في وطني، الأرجنتين، هناك رقصة أُحبُّها كثيراً، غالباً ما كنتُ أرقصُها عندما كنتُ شاباً : التانغو. التانغو هي لعبة حرّة رائعة بين الرجل والمرأة، مليئة بسحر الإثارة والانجذاب. الراقصُ والراقصة في التانغو يتغازلان، يعيشان القرب والبعد، الإحساسات، الانتباه، الانضباط والكرامة. يبتهجان بالحبّ، ويستشعران ماذا يعني أن يَهَبَ الإنسان نفسَه بالتمام. من ذكرياتي القديمة مع هذه الرقصة ربّما، اخترتُ أن أسمّي إرشادي الرسولي الكبير عن الزواج : Amoris Laetitia أي فرح الحبّ. 

 

 

رأي

الأب فادي سميا

في وداع فرنسيس... البابا المُثيرُ للجَدَل

في يومِ وداعِه، في زمنِ قيامةِ الربِّ يسوع، نصمُتُ أمامَ سِرِّ الحياةِ والموت، لكنّنا اليومَ لا نَنظرُ إلى رَحيلِ رجلٍ فحسب، بل نشهدُ على حياةٍ أُعطِيَت بالكامِلِ من أجلِ اللهِ والإنسان

 

 

يهزُّني دوماً أن أرى شبّاناً وشابات يتحابّون، ويملكون الشجاعة لتحويل حبّهم إلى شيءٍ عظيم من نوع «أريدُ أن أحبّك إلى أن يفرّقنا الموت». يا له من وعدٍ استثنائيّ! طبعاً، أنا لستُ أعمى، ولا أنتَ كذلك. فكم من الزواجات تنهار اليوم بعد ثلاث، أو خمس أو سبع سنوات؟ ربما باشرَ والداكَ سرّ الزواج بالشجاعة نفسها، ولكنهما لم ينجحا في الوصول بحبِّهما إلى كماله. ألا يكون من الأفضل، والحالة هذه، أن نتحاشى الألم، وأن نكتفي بلمسٍ عابر كما في رقصةٍ عابرة، وأن نستمتع ببعضنا البعض، وأن نلهو معاً ثمّ ننفصل؟

 

 

لا تصدّق ذلك! آمن بالحبّ، آمن بالربّ، وآمن بأنّك قادر على خوض مغامرة حبٍّ يدوم مدى الحياة. فالحبّ يريدُ أن يكون نهائياً ؛ وعبارة «حتّى إشعارٍ آخر» ليست حبّاً. نحن البشر نرغبُ أن نُقبَل دون شروط، ومن لا يعِشْ اختبار القبول هذا يحملْ غالباً في ذاته -دون أن يعرف – جراحاً مدى الحياة. أما الذين يقبلون الاتّحاد، فلا يخسرون شيئاً، بل يربحون كلّ شيء : الحياةَ بملئِها. 

 

 

في وداع البابا فرنسيس (أ ف ب).

 

 

 

يقول لنا الكتاب المقدّس بكلّ وضوح : «لذلك يتركُ الرجل أباه وأمّه ويلزم امرأته ويصير الاثنان جسداً واحداً» (تك 2، 24). جسدٌ واحد! ثمّ يحمل يسوع هذا كلّه إلى ذروته : «فلا يكونان اثنين بعد ذلك، بل جسدٌ واحد» (مر 10، 8). جسدٌ واحد. بيتٌ واحد. حياةٌ واحدة. عائلة واحدة. حبٌّ واحد.

 

لقد دعوتُ الكنيسة كلّها أن تبذل المزيد لأجلكم، كي نساعدكم على تأسيس علاقتكم على حبِّ الله الأمين. فنحن لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال : كثيرون يرون رتبة الإكليل الجميلة فقط. ثمّ، بعد بضع سنوات، ينفصلون. الثقة تُدَمَّر. الجراحُ تُفتح. وغالباً ما نرى أولاداً بدون أبٍ أو أمّ. إنّ ذلك، بالنسبة لي، أشبه برقصة تانغو سيّئة. فالتانغو رقصة تحتاج أن نتعلّمَها. وهذا ما يصحّ، بشكلٍ أكبر، على الزواج والعائلة. فقبل أن نقتبل سرّ الزواج، نحن بحاجة لتحضيرٍ ملائم. بل أجرؤ على القول : نحن بحاجة حقاً لتعليمٍ مسيحيّ كتعليم الموعوظين، لأن الحياة كلّها تُعاش في الحبّ، والحبّ لا يؤخذ بخفّة. 
ربما لا تعني لكَ كلمة "موعوظين" شيئاً. في بدايات الكنيسة، كان إلزامياً على كلّ من يريد أن يصير مسيحيّاً أن يمرّ بالموعوظيّة، أي بمسيرة تَعلُّم وتَثبُّت شخصيّ، كانت تدوم سنواتٍ وسنوات. ولطالما حلمتُ بتنشئة مشابهة لها في سرّ الزواج: فهي قد تخلّصنا من خيبات الأمل، ومن الزواجات الباطلة أو المهزوزة. 

 

وما أروعَ ما شعرتُ به عندما رأيتُ أن يوكات YOUCAT قد قبلَت اقتراحي هذا! فمنذ سنوات عدة، عندما سمعتُ عن هذا المشروع، وعلمتُ أن شباناً كاثوليك من ثلاثين بلداً يشاركون فيه، طلبتُ من فريق العمل أن يقرأوا "فرحَ الحبّ Amoris Laetitia " وأن يترجموه إلى لغة الشباب. والآن، أرى أنّهم نجحوا في ذلك! فهذا الكتاب هو رفيقٌ مثاليّ في المسيرة نحو سرّ الزواج. يتحدّث بطريقة جذّابة وإيجابيّة عن "فرح الحبّ" ولا يتجاهل، في الوقت عينه، العقبات التي تحول دون حياةٍ مشتركة ناجحة. 

 

خذوا هذا الكتاب واجعلوه قراءة أساسيّة لكلّ أنواع التحضير للزواج تستحقّ اسم "موعوظيّة الزواج". شاركوا حتماً في دورات التحضير للزواج! وكلّما كانت متطلبّة، كلّما كان ذلك أفضل. تناقَشوا هذا الكتاب في ما بينكم، أو مع أزواجٍ آخرين من أصدقائكم. وكما كتبتُ في "فرح الحبّ" : « في الحبّ الشابّ، الرقصُ -خطوةً خطوة، باتّجاه الرجاء، وبعيونٍ مليئة بالدهشة – لا يجب أن يتوقّف». 

 

خادمكم
البابا فرنسيس

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق