تداولت منصات التواصل الاجتماعي في سوريا، خلال الساعات الماضية، صورًا ومقاطع فيديو تظهر نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد في قريته القرداحة بريف اللاذقية، ونقل رفاته إلى مكان مجهول.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تم تداولها اليوم الإثنين، تعرض الضريح لأضرار جسيمة، مع مؤشرات على فتح القبر واختفاء الرفات، بحسب قناة «روسيا اليوم».

تفاصيل نبش قبر حافظ الأسد

وفقا لما تم تداوله، يظهر في المقاطع التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشهد قبر حافظ الأسد المعروف بـ “ضريح القائد الخالد”، وهو في حالة من الخراب بعد أن تم نبشه من قبل مجهولين.

وقال ناشطون سوريون أن الفيديو المنتشر صُوّر في 18 أبريل الجاري، ومن غير المعلوم تماما متى تمت عملية النبش.

الحادثة تأتي بعد شهور من إحراق القبر على يد مجموعات مسلحة وصلت إلى قرية القرداحة في ديسمبر 2024، عقب سقوط نظام بشار الأسد في ذلك التوقيت.

وكانت قرية القرداحة قد شهدت تطورات كبيرة بعد سقوط النظام، حيث عمدت بعض المجموعات المعارضة إلى التوجه إلى المكان الذي كان يمثل رمزًا كبيرًا للنظام السابق، هذا التطور يأتي في سياق تغييرات كبيرة تشهدها سوريا، مع تغييرات في السلطة والصراع الدائر على الأرض.

إشعال النيران في قر حافظ الأسد

تظهر بعض الفيديوهات التي تم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الشخصيات المعارضة لنظام الأسد، بما في ذلك بعض المؤثرين الذين صوروا أنفسهم وهم يصلون إلى القبر.

في مشهد استفزازي، ظهر عدد من هؤلاء وهم يشعلون النيران في القبر، وأثار البعض الجدل بتوثيق تصرفات أخرى غير لائقة، منها التبول على القبر وتصوير تلك اللحظات ونشرها عبر الإنترنت.

هذه التصرفات لاقت تفاعلات واسعة بين مؤيدي ومعارضي النظام السوري السابق، وسط تساؤلات حول الأبعاد السياسية والأمنية لهذه الحادثة.

من هو حافظ الأسد

حافظ الأسد، الذي تولى حكم سوريا في عام 1971 بعد انقلاب عسكري، كان شخصية محورية في تاريخ البلاد الحديث. وُلد في 6 أكتوبر 1930 وتوفي في 10 يونيو 2000.

قبل وصوله إلى سدة الرئاسة، شغل العديد من المناصب العسكرية والحكومية، وكان ضابطًا في الجيش السوري، خلال فترة حكمه التي استمرت نحو ثلاثين عامًا، نجح في تثبيت سلطته بشكل قوي عبر سياسات قمعية في الداخل وتوجهات استراتيجية في الخارج عززت من مكانته في المنطقة.

وتولى بعده نجله بشار الأسد رئاسة سوريا، ليظل في منصبه حتى سقوط نظامه في 8 ديسمبر 2024.

تداعيات حادثة قبر حافظ الأسد

بحسب تقاريير فإن حادثة نبش قبر حافظ الأسد ونقل رفاته إلى مكان غير معلوم تثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت خطوة مدبرة من قبل المعارضة السورية التي تسعى إلى إظهار سقوط رمزية النظام السابق، أم أنها تصرفات عفوية من قبل أفراد مجهولين.

وفق مراقبون تعتبر هذه الحادثة بمثابة نقطة تحول في العلاقة بين مؤيدي النظام السابق ومعارضيه، كما أنها تعكس التوترات المستمرة في سوريا بعد سقوط حكم عائلة الأسد.

كما أن هذا الحدث يمكن أن يشير إلى رغبة من بعض الأطراف في سوريا في إعادة كتابة تاريخ هذا النظام ودفنه بشكل نهائي، بعيدًا عن الصورة التي رسمها حافظ الأسد لنفسه كـ “قائد خالد”.

اقرأ أيضا

رامي مخلوف يعلن تشكيل حركة مسلحة بـ150 ألف مقاتل في الساحل السوري- ما أهدافها؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط