أريج ملاك - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أريج ملاك - تكنو بلس, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 12:38 مساءً

ريمون مرهج

 

 

نفحات من جنائن روحها هبّت على حنايا روحي بعد جفاف طويل كاد أن يزهق كل مبادئي ويبيد كل أمل وتفاؤل في ما تبقى من مسيرة العمر. أريج من فؤادها تنشّقته مهجتي وارتوت منه رئتاي إكسير الحياة مجدداً فأينعت أزهار الحياة في أعماقي واستردت حيويتها، فعادت ألوان الفرح وقوة الإرادة برشاقة وخفة تزركش أفكاري وتزخرف قلبي بنسائم الإيمان والقيم والأحلام الجميلة. 
شذا من سراديب حبها الخفي تسربل في شراييني وعروقي وامتزج بدمي فاستيقظ بعد غيبوبة طويلة إنسان مبادئي وقد كتم أنفاسه شبح اليأس علّ روحه تستسلم لموت سريري، فيبقى الجسد يحيا على هامش الحياة ينتظر ساعة أجله. نعم هو عطر ملاك الروح الطيب النقي الممزوج برياح السماء الطاهرة والمولود من رحم الطبيعة الفاتنة الصادقة. أرادت بكل عزيمة أن تبعث إلي هذه النفحة الطيبة لتقول لي بإيمان راسخ: "أنا هو وهو أنا" من دون أن تنطقها الألسن، بل بعبير حبنا الوجداني الأبدي ومع تغريدات الطيور البريئة وترانيم الملائكة وتحت أنوار شمس روحنا الواحدة.
 لقد كسرت كل قيود وداست على أشواك الخوف وجمر الأفكار البالية الظالمة الجاهلة في عالمنا، وواجهت ظلمة الجزع الحالكة في أعماقها بشعلة مبادئها وباكورة رابطنا المقدس، حينما شعرت بخطر الفناء لروحنا الواحدة وأدركت أهمية ما نكتنزه في أعماقنا معاً، فما بيننا ليس من هذه الأرض بل من أنفاس السماء ومن وهج نار الشمس الطاهرة، ما بيننا هو بريق البهجة في عيون الأطفال، هو تنهيدة الحكمة من تجاعيد الشيوخ، هو لمسة لطيفة من الملائكة. 
لقد إنتصرت على عادات هذا العالم وشهواته الزائلة وروتينه القاتل لمشاعر الإنسان، فتقلّدت تاج ملاك الروح وأنقذت الحياة لرابط روحنا الواحدة في اللحظة الحاسمة وإلى الأبد. نعم ما بيننا نادر جداً في هذا العالم ولكنه موجود وبه تكتمل لوحة الخالق وتزهو جمالاً أكثر في هذه الأرض.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق