نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انفجار إيران يعيد إلى الأذهان شحنة مكوّن رئيسي لوقود الصواريخ وصلت من الصين - تكنو بلس, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 06:56 صباحاً
انفجارات قوية هزّت ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عباس جنوب إيران، لم تعرف مسبباتها بعد. تقرير شركة "أمبري" للأمن البحري تحدّث عن انفجار "شحنة من الوقود الصلب المخصّص لصواريخ بالستية"، فيما نقلت "نيويورك تايمز" عن مصدر على صلة بالحرس الثوري الإيراني قوله إنّ المواد المتفجّرة كانت بيركلورات الصوديوم، وهي مكوّن رئيسي في الوقود الصلب للصواريخ.
ووفق آخر حصيلة أعلنتها السلطات الإيرانية، فقد أسفر الانفجار عن مقتل 40 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.
الانفجار أعاد إلى الواجهة قصة شحنة مشبوهة في كانون الثاني (يناير) الماضي، حينما كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" معلومات استخباراتية من مسؤولين أمنيين في دولتين غربيتين، عن سفينتي شحن إيرانيتين تحملان اسمي "غولبون" و"جيران" تنقلان أكثر من 1000طنّ من بيركلورات الصوديوم، المستخدم في صنع بيركلورات الأمونيوم، المكوّن الرئيسي للوقود الصلب للصواريخ، من الصين.
وفق تقرير الصحيفة البريطانية، فإنّ سفينة "غولبون" حملت 34 حاوية تحتوي على المادة الكيميائية من ميناء تايتسانغ الصيني، أمّا سفينة "جيران"، فقد حملت على متنها 22 حاوية، كلاهما مملوكتان لكيانات إيرانية، غادرت الأولى الصين أواخر كانون الثاني (يناير) والثانية أوائل شباط (فبراير)، وتوجّهتا دون توقّف نحو إيران، وقال اثنان من المسؤولين إنّ المواد الكيميائية كانت تُشحن إلى الحرس الثوري.
ما أهميّة المواد المنفجرة؟
كميات بيركلورات الصوديوم المذكورة قادرة على إنتاج 960 طناً من بيركلورات الأمونيوم، والتي تشكّل 70 في المئة من وقود الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب. وبحسب ما تنقل "فايننشال تايمز" عن مسؤولين، أنّ هذه الكمية قادرة على إنتاج 1300 طنّ من الوقود، وهو ما يكفي لتزويد 260 صاروخاً إيرانيّاً متوسّط المدى بالوقود.
الدخان يتصاعد من موقع الإنفجار (أ ف ب).
أياد خفيّة
لم تتبنَّ أي جهة مسؤولية الانفجارات، وإيران لم تعلن السبب بعد، لكنّ مؤشرات عديدة تفتح الباب على جملة من الاحتمالات، تشي بأنّ أياديَ خفية قد تقف خلف الحدث، منها تزامن هذه الانفجارات مع مرحلة حساسة من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، واحتمال لجوء الأخيرة إلى هذا العمل الأمني لإرسال رسائل تحذير واستقواء.
إسرائيل أيضاً ليست بعيدة عن الشبهات. وبالعودة إلى سجلّات عملياتها الاستخباراتية ضد إيران، يسجّل هجوم إلكتروني شنّته تل أبيب عام 2020 ضدّ ميناء الشهيد رجائي عوّق عملياته، وصنّف ضمن إطار الحرب الأمنية التي طالت حينها "أب القنبلة النووية" محسن فخري زاده، وثمّة إشارات إلى أنّ إسرائيل قد تكون خلف الانفجار لضرب قدرات إيران الصاروخية وحتى اللوجستية.
تداعيات "قاسية" على إيران
الانفجارات أدّت إلى حريق ضخم في ميناء الشهيد رجائي، أهمّ مركز استيراد بضائع في إيران، وفق "نيويورك تايمز". وبحسب عبد الله باباخاني، وهو مستثمر في مجال الطاقة المتجدّدة ومحلّل اقتصادي، فإنّ توقف العمليات في هذا الميناء الاستراتيجي لمدة 15 يوماً قد تكون له آثار مدمّرة على الاقتصاد، وخصوصاً أنّه لا يمكن إجراء بعض عمليات التحميل والتفريغ إلّا باستخدام مرافق هذا الميناء بسبب ظروف الحاويات المحدّدة.
وفي سياق متّصل، يقول الباحث الخبير في الشؤون الإيرانية في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بيني سبتي، لصحيفة "معاريف" العبرية، إنّ الميناء مهم جدّاً للنظام الإيراني، ووفق تقديراته، فإنّ الحرس الثوري يستخدمه لنقل الأسلحة إلى الفصائل الإيرانية في المنطقة، مثل "حزب الله" والحوثيين، إضافة إلى نقل النفط بشكل غير قانوني إلى الصين.
في المحصّلة، فإنّ الانفجارات الغامضة ليست غريبة عن إيران، وعادةً ما تحصل خلال مراحل سياسية دقيقة، كتلك التي تمرّ بها المنطقة اليوم في ضوء المفاوضات النووية والصراع الإيراني – الإسرائيلي، وخصوصاً أنّها طالت موادّ عسكرية وفق التقارير الغربية، والأنظار تشخص نحو تداعيات هذه الانفجارات على إيران ومستقبلها.
0 تعليق