مرافعة قوية للنيابة العامة بإنهاء حياة شخص علي يد تاجر مخدرات  - تكنو بلس

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مرافعة قوية للنيابة العامة بإنهاء حياة شخص علي يد تاجر مخدرات  - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 12:05 صباحاً

"النيابة العامة سيف الأمة البتار"

بدأ مدير نيابة الخصوص الجزئية "آنس عفيفى" بقوله بِسْم اللهِ الْحَقِ الْعَدْل.. بِسْم اللهِ الْقَاهِرِ فوْقَ عِبَادِهِ.. بِسْم اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اِسْمِهِ شئٌ فِي الْأرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وهو السميعُ العليم.. بِسْم اللهِ الْقَائِلِ فِي مُحْكَمِ آيَاَتِه.. بِسم اللهِ الرحمنِ الرحيم ((ولا تقتلوا النفسَ التي حرمَ اللهُ إلا بالحق)) صَدَّقَ اللهُ الْعَظِيم... فسبحانَ اللهَ العدلِ الجَبار الذى أقامَ الشرائِعَ لصونِ الدِماء وأحاطَ النفسَ بسياجٍ من القداسةِ والإحترام وسبحانَهُ لا تخفى عليهِ خافية.. ولا يفلِتُ من عدلهِ جانٍ.

إستكمل "عفيفى" الهيئة الموقرة قَدْ جَعَلَكُم اللهُ خُلَفَاءً فِي أَرَضِهِ تَحْكُمُونَ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَق فبسْمِ الْعَدْلِ الْذَى نَطَقَتْ بِهِ شِفَاهُكُمْ.. وَخَطَّتْ بِهِ أَقْلَاَمُكُمْ فأنتمُ الحصنُ الحصينُ لهذا الوطن وأنتم من يعيدونَ للعدالةِ هيبَتَها... وللقانونِ سُلطَتُه فلكم كلَ التقدير... وكلَ الرجاء وبسمِ الْمُجْتَمَعِ الَّذِي مَنحنَا أمَانَةَ تَمْثيلِهِ أَمَامَكُمْ.. فَحَمَلْنَاهَا بِشَرَفٍ وَاِعْتِزَاز.. وإن كانتْ العدالةُ لا تنطِق.. فإن النيابةَ العامةَ هي لِسانُها.. هي سيفُ الأمةِ البتار.. ودرعُ المجتمعِ وحارسِه.. هي الساهرةُ على أمنِ هذا الوطن تلاحقُ الباطلَ حيثُما كان وتحملُ لِواءَ القِصاصِ باسمِ الشعبِ و القانون.

 "سفك الدماء"

قائلاً الْهَيْئَةُ الْمُوَقَّرَة.. إِنَّ الْقَتْلَ مِنْ أَعْظَمِ الْجَرَائِم.. فَهُوَ هلَّاكٌ لِلنَّفْس.. وَهَدَمٌ لِبُنْيَانِ اللهِ وَشَرَائِعِه.. إِنَّ جريمةَ الْقَتْلِ وَهِي مَوْضُوعُ قَضِيَّتِنَا الْيَوْم.. إِنَّمَا هِي جريمةٌ أَزِلِّية.. بَدَأَتْ مُنْذُ أَنْ خَلْقَ اللهُ الْإِنْسَان.. فَقَتَلَ الْأَخُ أَخِيه.. وَقَتَلَ الْمَرْءُ بَنيه.. فَهِي لَيْسَتْ بِأَمَرٍ.. مُسْتَغْرِبٍ عَنْ عَدَالَتِكُمْ.. وَلَكِن تَأْبَى شِرْذَمَةٌ قَلِيلُونَ.. إِلَّا فَسَادًا فِي الْأرْضِ وَإفْسَادا.. فَسَفَّكُوا الدِّمَاء.. وَجَارَوْا عَليَّ حُقوقِ الْعِبَاد.. فَأَيُ جُحُودٍ هَذَا،، وَأَيُ نُكْرَان؟!!

{الوقائع.. المخدرات أصل البلاء}

وأشار مدير نيابة الخصوص "عفيفى" إننا اليومَ لا نقِفُ أمامَ جريمةٍ عابرة.. ولا أمامَ قتلٍ في لحظةِ غضبٍ عشوائية.. بل نحنُ أمامَ مأساةٍ بدأتْ بخُطوةٍ في طريقِ الحرام.. فكانتْ المخدِراتُ أصلَ البلاء.. وبذرةُ الخراب فأغوتْ العقول.. وأفسدتْ القلوب.. وأوقدتْ الغدر.. فهى منبعُ الطمع .. وآفةُ المجتمع.. الذى أستشرتْ فيه.. فأورثتْنا جريمة.. جريمةٌ تُجَسِدُ معانى الغدرِ وإنعدامِ الأمان.. حيثُ فُقِدَ القانون.. واعتلى قانونُ الغابِ المكان نعم.. المجنىُ عليهِ كانَ تاجرُ سموم فظالمُ أمسٍ.. اليومَ مظلوم لأنَ القِصاصَ لا يكونُ بسفكِ الدماء.. وخارجُ ساحاتِ القضاء ولا يكونُ الحكمُ بيدِ عصبةٍ من الضالينَ المفسدين فلو فسدَ المجنىُ عليه.. فليسَ للقاتلِ أن يُنصِبَ نفسِهِ خصماً وحكماً وجلاداً فالقتلُ جريمة.. مهما كانتْ الذريعة.. ومهما كانتْ خِصالُ الضحية وللدمِ حرمة.. لا تباحُ إلا بقانونٍ ناطق.. وعدلٍ قائم.

"واقعتنا بدأها الإدمان وأنهاها الضلال"

وتابع "عفيفى" الهيئة الموقرة جئناكمُ اليومَ بقضيةٍ انطفأً فيها صوتُ الرحمة.. وارتفعتْ فيها رايةُ الغدر.. قضيةٌ بدأها الإدمان.. وأنهاها الضلال.. ودُفِنَ فيها صوتُ العقلِ والضمير

اليوم.. نحنُ أمام مشهدٍ تتجلى فيهِ كلُ معانى الخسةِ.. والوضاعة.. ففي زمنٍ اختلطتْ فيهِ المعايير وضاعتْ فيهِ القيمُ بين غياهبِ الإدمانِ وأوهامِ الشيطان.. كان المتهمُ أحدَ أولئِكَ الذينَ باعوا أنفُسَهُم للمخدِرات.. ورهنوا ضمائِرَهُم لجرعاتٍ منَ الهلاك.. ولكن قبلَ أن نخوضَ في ذمامِ واقِعَتِنا

كانَ لزاماً علينا أن نوضِحَ ما ألمتْ بهِ الأوراقُ من معلوماتٍ.. حولَ المتهم، مضيفا فمن هو المتهم ؟
هو الضال / رجب محمود أحمد عبد المنعم شابٌ فى نهايةِ العقدِ الثالثِ من العمر لم يعرفْ للكرامةِ وزناً.. ولا للرحمةِ قدراً تملكَهُ الإدمان.. فصارَ عبداً للسمومِ والأوهام وسعى في الأرضِ فساداً.. وضلَ طريقَهُ إلى الجحيم متزوجٌ وربُ أسرة.. رزقَهُ اللهُ بمولودٍ أسماهُ سند.. فبدلاً من أن يكونَ له السندَ والذخر.. صار لهُ الهمَ والوزر سارقٌ وقاتلٌ ومدمنٌ للمخدرات.. فمن يريدُ أن يولدَ في الحياةِ ويجِدُ له أباً كهذا ؟؟، تغلبَ عليهِ شيطانُه فأغرَقهُ في مستنقعِ الإدمان.. ليُلقى ما على عاتقِهِ من مسئولية.. وصارَ يلهَثُ وراءَ شهواتِه.. فأصبحَ كالوحشِ الذى انفلتَ من عقالِه.. تحملتْ أسرتُهُ تجرعهِ المستمرِ للموادِ المخدرة.. وما يستتبِعُ ذلكَ من ضيقِ رزقه.. حتى أصبحَ لا يملِكُ ما يسِدُ بهِ حاجَتهُ من موادٍ مخدرة باعَ كلَ شئ.. أضاعَ كلَ شئ.. انفقَ ما معَهُ من مالٍ على شراءِ ما أدمَنهُ من سموم حتى نفِدَ ماله.. فهداهُ تفكيرهُ الشيطانىُ إلى السرقة فأستقلت جريمةٌ جديدةٌ قِطارَ جرائِمه فأخذَ يبحثُ عما يسِدُ بهِ رمقَ إدمانِه.. وأولُ من ظلمَهُم هم أقاربُه.. فظلَ يبحثُ حتى وجدَ ضالتَهُ فى مصوغٍ ذهبى.. سرقَهُ من إحدى قريباتِه وهى نجلةُ خالتهُ / حنان قرنى رجب السيد، وذلك أثناءَ زيارةٍ منزلية حال اطمئنانهِ على زوجِها لمرورِه بعمليةٍ جراحية فكانتَ الزيارةُ في ظاهِرها الإطمئنان.. وفى باطِنها سبيلاً للإدمان وما أن ظفرَ بالمسروقاتِ حتى فَرِحَ وانفرجتْ أساريرُه وهرولَ مسرعاً إلى المجنىِ عليه ومن هنا نتسائل من هوَ المجنىُ عليه؟؟ ولماذا اختارَهُ المتهم ؟؟

"شرارة تشعل الجريمة"

فأضاف مدير نيابة الخصوص أن المجنىُ عليهِ هو المقتول / إمام عيسى إمام محمد.. رجلاً فى نهايةِ العقدِ الخامسِ من العمر تاجراً للمخدِرات -كما ثبُتَ بالأوراق- فلم يكن أقلَ خِسةً من قاتِلهِ كان هو من يَمِدُ المتهمَ بجرعاتِ الخراب حتى نَفِدَ مالُ الأخير.. فرفضَ إعطاءَهُ ما يبيعهُ من سمومٍ بدونِ مقابل وكانت هنا الشرارة.. التي أشعلت فَتيلَ الجريمة فعقِبُ إتمامِ المتهمِ لجريمةِ السرقة.. تقابلَ مع المجنىِ عليه وسلَمَهُ المسروقات.. ليقايضُها بالمخدرات.. سلمَ المتهمُ المجنىَ عليهِ آخرَ ما يملُك.. أعطاهُ ذهباً.. لا ليشترىَ بهِ طعاماً لصغيرِه بل ليشترىَ بهِ زيفاً فى صورةِ مادةٍ سامة.. لكنَ المجنىَ عليهِ قبضَ الثمن.. ورفضَ أن يُسَلِمَهُ المخدرات.. خانَ العهد.. فكأنما صبَ الوقودَ فوقَ نارٍ مشتعلة.. ومن هنا تبدلَ الحال.. اشتدَ الغل.. وتعاظمَ الإنتقامُ فى قلبِ المتهم لم يفكرْ فى العتاب.. ولم يلجأ لساحاتِ العدل فأىُ عدلٍ هذا قد ينصرُ باطلاً

بل أسلمَ أمرَهُ لشيطانِه.. وعقدَ العزمَ على القتل فها هو المتهمُ يُحَدِثُ نفسَهُ الآثمة وكأنى أسمعُ الحديثَ الآن،، ماذا أفعل؟؟ أريدُ المخدراتِ بأىِ وسيلةٍ وبأىِ ثمن، يجبُ أن أحصُلَ على ما معهُ من مخدراتٍ حتى وإن وصلَ بىَ الحالُ إلى قتلِه ولكن كيف ؟؟.. فيجيبُهُ شيطانه.. انتظرْ حتى يخلُدَ للنومِ وخذ ما تطالُهُ يداك.. فيسألُهُ المتهم.. وماذا ان استيقظَ إمام أو شعرَ بى؟؟، ماذا أن قاومنى وأنا لا أقوى على المقاومة؟؟، فيجدُ الردَ حاضراً.. فلتقتلهُ أثناءَ نومِه حتى تعدِمَ مقاومتَه وتسعدَ بمغانمِه.. ولكن بقىَ سؤالٌ أخير.. كيفَ أقتله؟؟ وبأىِ طريقةٍ أفعلُها؟؟، فيجيبُهُ شيطانُهُ.. القتلُ طعناً بسكينٍ منزلى.

"أعتاب جريمة غاشمة"

مضيفاً فما كانَ من المتهمِ إلا أن عقدَ العزمَ على إتيانِ جرمِه وإختمرتْ فى رأسِه كلُ دقائِقِه..وتمهيداً لتنفيذِ جريمته.. صعدَ إلى سطحِ العقارِ القاطنُ به المجنىُ عليه.. اختبأً هناكَ بينَ جدرانٍ صامتة.. وسماءٍ تشهدُ على نوايا الغدر.. انتظرَ حتى استسلمَ المجنىُ عليهِ للنوم.. إستغرقَ في نومِه ظناً منهُ أنهُ نامَ آمناً.. لا يدرى أن الموتَ ينتظرُ فوقَه عزمٌ وإصرار.. تفكيرٌ وروية.. تربصٌ لتحقيقِ المنية ونحنُ هنا على أعتابِ جريمةٍ غاشمة.

"مشهد دموى شنيع"

وأشاد إنهُ أولُ أيامِ شهرَ يونيو لعامِ ألفينِ وأربعةٍ وعشرين.. وإنها الساعةُ الخامسةُ فجراً والناسُ نيام.. خيمَ الظلام.. وفرشَ الليلُ أجنحتَهُ على المدينة.. والسكينةُ تهمِسُ فى أذُنِ الطرقات مرتْ أربعةُ ساعات.. حتى تأكدَ المتهمُ من دخولِ المجنىِ عليهِ في ثُبات.. فدلفَ إلى العينِ محلَ تواجُدِه من إحدى نافذاتِه.. تسللَ كالثعبانِ لينهىَ حياتَه.. وقفَ فوقَ رأسِ ضحيتِه.. لم ينظر إليهِ كإنسان.. بل كغنيمةٍ تُذبَح.. فلما أيقنَ ثُباتَهُ العميق استلَ سكيناً من محلِ الواقعة.. وباغتَ المجنىَ عليهِ بعدةِ طعنات.. طعنةٌ تلتها أخرى فكانَ المشهد.. طعناتٍ وصرخاتٍ وأنينٍ وبكاء حتى سالتْ الروحُ من الجسدِ.. وفارقَ المجنىُ عليهِ الحياة ثم مدَ المتهمُ يداه إلى ما كانَ بحوزةِ المجنىِ عليهِ وسرقَ ما طالتَهُ يداه.. وتركَ جسداً بارداً بلا حراكٍ وبلا حياة.. وفرَ المتهمُ بعدها.. حاملاً معهُ سلاحَ الجريمة ظناً منهُ أنهُ نالَ لِذةَ انتقامِه.. وأخفى جريمتَهُ لكن اللهَ لا ينام.. والعدالةَ لا تغفو.. ويمكرونَ ويمكرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين فقد تمكنَ رجالُ البحثِ بعدَ ساعاتٍ قليلةٍ من ضبطِه وسقناهُ اليومَ إليكمُ مكبلاً بإثمِه.. فيداهُ استرخصتَ الدماء.. ونصبَ نفسَهُ قابضاً للأرواح.. فجاءَ أمامَ عدلِكُم لتنفيذِ القِصاص.. فقد كمنَ المتهمُ للمجنىِ عليهِ متربصاً.. وسفكَ دماءَهُ متروياً.. وغدرَ به عامداً.. وطعنهُ غادراً.. لا رحمةً ولا شفقة.. لم يوقفهُ فزعه.. ولم يسمعْ لأنينِه حتى أضرجهُ بدمائِه.. أيُ جرمٍ هذا ؟؟، أيُ بشاعةٍ هذه؟؟ مشهدٌ دمويٌ شنيع القتلُ فيهِ فظيع والموتُ فيهِ سريع.. هذهِ كانت وقائعُ دعوانا مشاهدٌ.. تُدمىَ لها القلوب.. وتشيبُ من هولِها العقول.

الْأَدِلَّةَ

وذكر الْهَيْئَةُ الْمُوَقَّرَة.. إِنَّ النِّيَابَةَ الْعَامَّةَ عَلي يَقِينٍ مِنْ إِلْمَامِ هَيْئَةِ الْمَحْكَمَةِ بِكَافَّةِ ثَنَايَا الدَّعْوَى.. وَمَا كُنَّا نَسُوقُ الْمُتَّهَمَ إِلَى سَاحَةِ عَدْلِكُمْ.. دُونَ دَليلٍ وَبُرْهَانٍ عَلَى اِرْتِكَابِهِ لْلاتِّهَامَاتِ الْمُسْنَدَةِ إِلَيْهِ.. قَالَ تَعَالَى.. بِسم الله الرحمن الرحيم "وَإِذْ قَتَلْتُم نَفْسًا فادارءتم فِيهَا وَاللهُ مُخْرَجُ مَا كنتم تَكْتُمُون" صَدَّقَ اللهُ الْعَظِيمِ.

وأوضح "عفيفى" بعْدَ أَنِ اِنْتَهَيْنَا مِنْ سَرْدِ وَقَائِعِ الْقَضِيَّة اِسْمَحُوا لَنَا أَنَّ نَعرِضُ علي مَسَامِعِ حَضَرَاتِكُم.. أَدِلَّةَ صِحَّتِهَا وَثُبُوتِهَا فِي حَقِّ الْمُتَّهَمِ وَالَّتِي تَمَاسَكَتْ وَتَرَابطت كَحَبَّاتِ عُقْدٍ لَمْ تَنْفَرِط لَهُ حَبَّة  فَقَدِ اِسْتَقَامَ الدَّليلُ عَلَيْهِ مِنْ وَاقِع أَدِلَّةٍ قَوْلِيَّةٍ وَفَنِّيَّةٍ حَوَتهَا سُطُورِ الدَّعْوَي {وَنَسْتَهِلُّهَا بِالدَّليلِ الْقَوْلِي} ونبدأها بإقرارِ المتهمِ بذاتهِ بالتحقيقات.. فقد أقرَ بالواقعةِ إقراراً تفصيلياً هادئاً مطمئناً.. وقصَ علينا القصةَ فعايشناها وكأننا جميعاً رافقناهُ فى رحلتهِ إلى الضلال.. فها هو المتهمُ يقرُ منذُ الوهلةِ الأولى بوجودِ خلفٍ سابقٍ بينَهُ وبينَ المجنىِ عليه، عندما أخذَ الأولُ من الأخيرِ حافظةَ نقودِه بقصدِ سرقةِ ما تحويهِ من أموال، فلما خابَ أثرُهُ ولم يجدْ فيها سوى بطاقة تحقيقِ الشخصيةِ ورخصةِ القيادةِ الخاصتين بالمجنى عليه، رفضَ إعادتها لهُ إلا مقابلَ موادٍ مخدرة، مما أثارَ غضبَ المجنىِ عليهِ واستردَ منهُ حافظةَ نقودِهِ دونَ مقابل، ووردَ ذلكَ بالتحقيقاتِ وتحديداً بالصحيفةِ الثانيةِ والعشرين عندما قال "أنا لقيت محفظة امام عيسى وأخدتها ومشيت وبعد لما فتحتها لقيت أن مفيهاش غير بطاقة ورخصة وكلمته وقولتله انى لقيت المحفظة وقولتلوا هات خمسة جرام آيس وأديهالك فقالى طب تعالى وقابلته وخد منى المحفظة وقالى مش هديك حاجة وكفاية إنى مش هعمل معاك الغلط"... وعندما سُئِلَ عن طبيعةِ العلاقةِ بينَهُ وبينَ المجنىِ عليهِ أجاب "أنا أعرفه كويس لأنه فاتح دولاب مخدرات وأنا كنت بشترى منه مخدرات كتير".

وأردفَ إقرارَهُ بتعاطى الجواهرِ المخدرةِ قائلاً "أنا بشرب بودر وآيس من حوالى أربع سنين".

مضيفاً أما بشأنِ إقرارِهِ بجريمةِ السرقةِ فقد وردت أقوالُهُ بالصحيفةِ الثالثةِ والعشرين "أنا كنت عند بنت خالتى حنان قرنى رجب السيد في الفيوم لأن جوزها كان عامل عملية وأنا كنت بزوره، ولما دخلت اوضة النوم لقيت غويشة دهب روحت سارقها وأنا ماشى، وبعدين كلمت إمام وقولتلوا انى معايا غويشة دهب واتفقنا انه ياخدها منى ويدينى بنص تمنها مخدرات، منها أبيع ومنها أأمن الكيف بتاعى فترة حلوة".. وأردفَ مقرراً بذاتِ الصحيفةِ بالتحقيقات "أنا بسرق عشان أجيب فلوس أعرف أشرب بيها مخدرات وكل السرقات بتبقى من أهلى".. فلما خانَ إمامُ العهدَ والإتفاقَ وأخذَ منهُ المصوغَ الذهبىَ المسروقَ ثمَ رفضَ إعطاءَهُ المقابل ، اتضحَ لنا جلياً عزمَ المتهمِ على الخلاصِ من المجنىِ عليه عندما قالَ بالصحيفةِ السادسةِ والعشرين "كنت محروق من اللى عمله معايا وانه أخد منى الغويشة ومدانيش أي حاجة.. وحسيت إنى إتغدر بيا"... إما بشأنِ تخطيطِهِ المحكمِ لإتمامِ جريمةِ القتلِ بكافةِ تفاصيلِها، فقد جاءَ الإقرارُ بالصحيفةِ السابعةِ والعشرينِ وما بعدَها من صحُفٍ حيثُ رددَ المتهمُ "أنا طلعت على السطح وقعدت فوق حوالى ساعتين بفكر أنا هعمل إيه".. وفى موضعٍ آخر "فكرت إنى هنزل على الشقة وافتشها وآخد اللى فيها وقررت إنى هدخل الشقة من شباك الحمام، ولو لقيت امام نزل من الشقة كده هتبقى مصلحة لأنى هاخد اللى انا عايزه براحتى، لكن لو لقيته نايم في الشقة لازم هقتله عشان لو صحى و شافنى ممكن يموتنى لأنه عفى عليا".. وجاءَ إقرارُهُ بتنفيذِ جُرمِهِ البشعِ عندما قال "أنا نزلت على المواسير ودخلت الشقة من شباك الحمام وبصيت عليه لقيته لوحده في الشقة ونايم، فأنا خفت يصحى روحت داخل على المطبخ وسحبت سكينة من الدرج طولها حوالى عشرين سنتى".

 "جريمتنا تجسد الغدر والخسه"

أكد مدير نيابة الخصوص أنه يتضحُ لنا معنى الغدرِ والخسةِ والإصرارِ على تنفيذِ مأربهِ الشيطانى عندما قرر "أنا ضربته بالسكينة في صدره لقيت قام وقف وصرخ.، روحت ضربته تانى بالسكينة في بطنه عشان ميعملش صوت ، وبعدها لقيته اترمى على الأرض ومطلعش منه صوت وبدأ يودع".. أما عن فرحَتِهِ بإتمامِ جريمتَهِ وشعورِهِ بلِذَةِ الإنتصارِ فقد قرر "أخدت الغويشة بتاعتى من على السرير ولقيت ٣ تليفونات أخدتهم و ٤٥٠ جنيه وبنطلونين وساعة إيد وصندل أسود وبعدها أخدت السكينة ومفاتيح البيت ولفيتهم في فوطة وبعدين رميتهم في مقلب الزبالة اللى قدام المطافى".. وقد شهِدَ شاهدا الواقعةِ بالتحقيقاتِ وهما / سعيد سيد حسن يوسف -صديقُ المجنىِ عليه- وعبد الرحمن محمد عيسى إمام -نجلُ شقيقُ المجنىِ عليه- بأن المتهمَ / رجب محمود أحمد عبد المنعم هو آخرُ شخصٍ تقابلَ معهُ المجنىُ عليهِ ليلةَ حدوثِ الواقعةِ وكانَ ذلكَ اللقاءُ بمحلِ حدوثِها على النحوِ الواردِ بإقرارِ المتهم... هَذَا وَقَدْ تَأَيَّدَتْ تِلْكَ الشهاداتُ و الإقراراتُ بِتَحَرِّيَاتِ جِهَةِ الْبَحْثِ ومَا جَاءَ عَلَى لِسَانِ مُجرِيهَا بِالتَّحْقِيقَات فقد شَهِدَ النقيب / أمير عز الدين – ضابط مباحث قسم شرطة ثان شبرا الخيمة – بتوصلِ تحرياتهِ السريةِ إلى إرتكابِ المتهم / رجب محمود أحمد عبد المنعم للواقعةِ على النحوِ الواردِ بإقرارهِ بالتحقيقاتِ وعزى قصدُ المتهمِ قتلَ المجنىَ عليهِ بأن بيتَ النيةِ وتفكرَ برويةٍ وصممَ على تحقيقِ المنيةِ مستخدماً لهذا الغرضِ سلاحاً أبيضاً "سكين" استحصلَ عليها من محلِ حدوثِ الواقعة" وهذا عَنِ الدليلِ القولى.

الدَّليلِ الْمَادِّي

وأوضح أنه فَقَد اسفرتْ مناظرةُ النيابةِ العامةِ لجثمانِ المجنىِ عليه أنهُ رجلاً في نهايةِ العقدِ الخامسِ من العمر، متوسطُ الطولِ والبنية يرتدى ملابسً أفرنجيةً وجدت ملطخةٌ بالدماء وتبينت إصاباتَه بوجودِ طعنةٍ نافذةٍ بمنطقةِ الصدر، وأخرى بالجانبِ الأيسرِ من البطن.. كما أسفرت معاينةُ النيابةِ العامةِ لمسرحِ الجريمة لتطابِقِهِ من حيثُ الوصفِ حسبما جاءَ بإقرارِ المتهمِ بالتحقيقات.. فضلاً عن تمكُنِ رجالِ البحثِ من ضبطِ المسروقاتِ بإرشادِ المتهم.. فقد عُثِرَ بحوزتِه على كافةِ المسروقاتِ التي أقر بسرقتها من المجنىِ عليهِ عقبِ الخلاصِ مِنهُ.

الدَّليلِ الْفَنِّيِّ

ومن جانب آخر قال أنه قَدْ أَتَى تَقْريرُ الصِفَّةِ التَّشْرِيحِيَّةِ لِيَكْشِفَ عَنْ حَقِيقَةِ تَعَديِهِ عَلَى الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ حَيْثُ أَثَبْتَ أَنَّ إصَابَةَ الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ عِبَارَةً عَنْ:

أولاً: جُرْحٍ مستوى الحوافِ مائلُ الوضعِ طولُه حوالى ١،٥ سم
يقعُ أسفلَ مقدَمِ الصدرِ وأعلى مقدَمِ البطن، وجُرْحٍ مستوى الحوافِ طولُه حوالى ٣ سم أسفلَ مقدَمِ جدارَ البطن، وَهِى إصَاباتٌ طعنيةٌ حَيَويةٌ حَديثَة حَدَّثَتْ مِن الْمُصَادَمَةِ بِجِسْمٍ صَلْبٍ ذو حافةٍ حادةٍ أَياً كَانَ نَوْعِه وَجَائِزَةُ الْحُدوثِ من السكينِ المرسلِ للفحص.. وجائزةُ الحدوثِ وفقَ تصويرِ النيابةِ العامةِ وبِتَارِيخٍ مُعَاصِرٍ لِلْوَفَاة..

ثانياً: كدماتٍ منتشرةٍ بالوجهِ وخلفيةِ العنقِ والذراعين وهى إصَابَاتٌ حَيَوِيَّةٌ حَديثَة.. حَدَّثَتْ مِنَ الْمُصَادَمَةِ بِجِسْمٍ صَلْبٍ راضٍ أَياً كَانَ نَوْعِه وَجَائِزَةُ الْحُدوثِ بِتَارِيخٍ مُعَاصِرٍ لِلْوَفَاة.. وَتُعْزَى وَفَاةُ الْمَجْنَىُ عَلَيْهِ إلى الْإصَابَاتِ الْطعنيةِ بالصدرِ والبطنِ وما أحدثتهُ من قطوع بالغشاءِ البلورى والرئةِ اليمنى والكَبِدِ وما صاحبَ الحالةِ من نزيفٍ دموىٍ إصابى وصدمةٍ نزفيةٍ غيرَ مرتجعة وَبِذَلِك.. تَكَونُ أَرْكَانُ جَرِيمَةَ الْقَتْلِ الْعَمْدِ برُكنَيهَا الْمَادِّيَّ وَالْمَعْنَويَّ قَدِ اِكْتَمَلَتْ بظُروفِهَا الْمُشَدِّدَةِ لِلْعِقَاب.


" المخدرات وحش يفترس العقول"

وأختتم المستشار آنس عفيفى مدير نيابة الخصوص الجزئية مرافعتة بقولة تَعَالَيْ.. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم "يَا أَيُهَا الَّذِينَ أَمَّنُوا كُتِبَ عَلِيُّكُم الْقِصَّاصُ فِي الْقَتْلَيِّ" صَدَّقَ اللهُ الْعَظِيمِ.. نحنُ اليومَ نقِفُ على أطلالِ مأساةٍ كانتَ المخدراتُ وقودَها فأحرقتْ الأخضرَ واليابس.. وأهدرتْ في طريقِها أرواحاً وكرامات.. إن المخدراتِ ليستْ مجردَ مادةٍ قاتلةٍ وحسب بل هي وحشٌ يفترسُ العقول.. وتدفعُ بأصحابِها إلى هاويةِ الجرائم.. فقد رأينا كيفَ حولتْ إنسانً إلى سارقٍ وقاتلٍ غادر.. لم يترددْ لحظةً في قتلِ النفسِ التي حرمَ اللهُ قتلها، وإليه نقول يا من قتلتَ النفس.. أيُ يدٍ هذهِ التي استباحتَ النوم.. أيُ نفسٍ هذه التي تحركتْ بوقودِ السموم.. أيُ فكرٍ هذا الذى خادعكَ بأنَ الحقَ يستردُ بالسكين لقد اخترتَ طريقاً مظلماً.. فكانَ مصيرُكَ أن تغرِقَ فى وحلِه.. وها أنتَ اليومَ تقِفُ في قفصِ الإتهام.. لتواجِهَ عواقبَ أفعالِك.. فلتعلمْ أنَ القانونَ لا يرحمُ من لا يعرفُ الرحمة.. وأن العدالةَ ستأخذُ مجراها.. أما عن المجنىِ عليه.. فقد ترددتُ كثيراً وأنا أكتُبُ لهُ كلماتى.. أأقولُ لهُ أنَ القانونَ سيأخذُ مجراه ؟؟ وهو الذى عاشَ بلا قانون.. أأخبِرُهُ أن دماءَهُ لن تذهبَ هدراً ؟؟.. أم أخبِرُهُ أن جرائِمَهُ كانت لعنةً وإرتدتْ عليه.. أأقولُ لهُ ها قد جاءَ القِصاص ؟؟.. أم أقولُ لهُ عندَ اللهِ تجتمِعُ الخصوم وإلى المجتمَعِ نقول.. حاربوا هذه الآفةَ بكلِ ما اوتيتمْ من قوة فالمخدراتُ ليستْ داءً فردياً.. بل هي وباءٌ يفتكُ بالمجتمعاتِ

كونوا عوناً لمن زَلت قدمُه.. وسنداً لمن سقطَ في هذا المستنقع.. وإعلموا أننا في دولةٍ يحكُمُها القانونُ لا الأحقاد
نحنُ هنا في مجتمعٍ يقدسُ العدالةَ لا الثأر.. نحن لا نريدُ أن يصبِحَ الغدُ مسرحاً لجرائمِ الإنتقام.. ونقولُ بصوتٍ واضح..
لن نسمحَ بأن تكونَ العدالةُ بيدِ الأفراد.. لا يمكنَ أن تصبحَ شريعةُ الغابِ هي القانون.. وإلا سيتحولُ المجتمعُ بأسرِه إلى ساحةٍ للثأر.. إننا اليومَ نقف أمامَ مفترقِ طرق.. بين العدلِ الذى يحكُم بالعقل.. والإنتقامِ الذى يحكُم بالغضب بين القانونِ الذى يحفظ الحق.. والفوضى التي لا تُبقى على شيئ


 "نهاية الطريق"

مؤكداً أن المجنىُ عليهِ وإن كانَ من أهلِ المخدرات.. فلم يكن ذلكَ سبباً يبيحُ قتلَه.. ولا ذريعةً للخلاصِ منه.. ولا مبرراً لطعنِ جسدهِ بسكينِ الغدر .. وهو نائم لقد صعدَ المتهمُ إلى السطح لا ليطِلَ على سماءٍ فيها رحمة بل ليهبطَ إلى ظلامٍ أبدىٍ منَ الجُرم تسلقَ هذا الآثمُ الجدران .. لا ليطلبَ حقاً بل لينفذَ حكماً صنعَهُ بنفسِه.. لا ليستردَ ذهباً.. بل ليزهقَ روحاً فعلها بدمٍ بارد طعناً ونهباً ومضياً فوق جثةٍ لفظت أنفاسَها الأخيرةَ في ثُباتٍ عميق.. فها هو المتهمُ بين أيديكُم قابعٌ بقفصِ الإتهام
منكسُ الرأسِ يطلبُ العفو.. فلا تأخذُكُم به رحمةٌ ولا شفقة.. فمن قَتلَ يُقتَل ولو بعدَ حين.. فبشرونا بالحقِ وبشروهُ بعذابٍ أليم ومن ثمَ ،، فإن النيابةَ العامة.. وقد حُمِلَتْ أمانةُ الدفاعِ عن الأرواحِ والحقوق.. تطلبُ من عدالَتِكم الموقرة توقيعَ أقصى عقوبةٍ على المتهم وهى (الإعدامُ شنقاً).. جزاءً ووفاقاً لما اقترفتْ يداه ولتكنْ كلِمَتُكُم سيفاً يردع وعدلاً يُشفى.. وصوتاً يُسمع في وجهِ كلِ من ظنَ أن الغدرَ طريق أو أنَ المخدراتِ شريعة أو أن الِقصاص.. بل من ظنه يوماً قِصاص ويؤخذُ في نومٍ بسكين.. أما وقد وصلنا إلى نهايةِ الطريق.. حيثُ لا يبقى صوتٌ إلا صوتَ العدالة.

فأنهى حديثى في موضعى هذا بقولِ الحقِ سبحانُه وتعالى
{وسيعلمُ الذينَ ظلموا أىَ منقلبٍ ينقلبون} صدق الله العظيم
ألهَمَكُم اللهَ الصوابَ والرشادَ وسددَ على طريقِ الحقِ خطاكُم.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق