نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عودة: الشكّ سلاح الشيطان في عصرنا ويُدمّر أنفسنا وعلاقتنا وعائلاتنا - تكنو بلس, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 12:29 مساءً
ترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قدس "الأحد الأول بعد القيامة" في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
وقال عودة في عظته الدينية: "الإِنْـسـانُ بِـطَـبْـعِـهِ شَـكَّـاكٌ، لَـكِـنَّ الـشَّـكَّ الَّـذي يَـسْـعَـى إلـى الـعِـلْـمِ الـيَـقِـيـنِ مُـبارَكٌ، وفِـيهِ يُـجَـدِّدُ الإِنْـسانُ إِيـمانَهُ مَعَ تُـوما، وقَـدْ أَصْـبَـحَ كُـلُّ شَـيْءٍ جَـدِيـدًا بِـقِـيـامَـةِ الـرَّبِّ. خـافَ الـتَّـلامِـيـذُ عِـنْـدَمـا شـاهَـدُوا سَـيِّـدَهُـمْ مُـعَــلَّـقًـا عـلـى الـصَّـلِـيـبِ ومُـضْـجَـعًـا فـي قَـبْـرٍ، فَـانْـزَوَوا فـي الـعِـلِّـيَّـةِ خَـوْفًـا مِـنَ الـيَـهـود. إِلَّا أَنَّ الـنَّـاهِـضَ مِـنْ بَـيْـنِ الأَمْـواتِ، كَـمـا دَحْـرَجَ الـحَـجَـرَ عَـنْ بـابِ الـقَـبْـرِ، هَـكَـذا دَحْـرَجَ حَـجَـرَ الـخَـوْفِ عـن قُـلُـوبِ تَـلامِـيـذِهِ، فَـدَخَـلَ عَـلَـيْـهِـمْ والأَبْـوابُ مُـغْـلَـقَـةٌ. لا قَـبْـرٌ، ولا حَـجَـرٌ، ولا أَبْـوابٌ تَـسْـتَـطِـيـعُ أَنْ تَـمْـنَـعَ لِـقـاءَ الـحَـبِـيـبِ بِـالـمَحْـبُـوب. تُـومـا لَـمْ يَـكُـنْ حـاضِـرًا، وعِـنْـدَمـا جـاءَ أَرادَ دَلِـيـلًا حِـسِّـيًّـا عـلـى قِـيـامَـةِ الـسَّـيِّـدِ، أَيْ طـالَـبَ بِـبَـراهِـيـنَ تُـثْـبِـتُ ذَلِـكَ، فَـمـا كـانَ مِـنَ الـرَّبِّ إِلَّا أَنْ عـادَ وظَـهَـرَ لِـلـتَّـلامِـيـذِ ولِـتُـومـا مُـجَـدَّدًا، مُـبَـدِّدًا شُـكُـوكَـهُـمْ ومَـخـاوِفَـهُـمْ".
أضاف: "هُـنـاكَ شَـيْءٌ مِـنْ تُـومـا فـي كُـلِّ واحِـدٍ مِـنَّـا. نُـشَـكِّـكُ فـي كُـلِّ عَـمَـلٍ وقَـوْلٍ، وفـي كُـلِّ أَخٍ لَـنـا. الـشَّـكُّ سِـلاحُ الـشَّـيْـطـانِ فـي عَـصْـرِنـا، بِـهِ يُـدَمِّـرُ أَنْـفُـسَـنـا وعَـلاقـاتِـنـا وعـائِـلاتِـنـا. يَـكـادُ الإِنْـسـانُ يَـشُـكُّ فـي نَـفْـسِـهِ، والأَخُ بِـأَخِـيـهِ، والـرَّجُـلُ بِـزَوْجَـتِـهِ، والـزَّوْجَـةُ بِـرَجُـلِـهـا. بالـشَـكِّ كَـسَـرَ الـشَـيْـطانُ أَرْبِـطَـةَ الـمَـحَـبَّـةِ والأُخُـوَّةِ، فَـعَـمَّ الـفَـسـادُ بِـكُـلِّ أَشْـكـالِـهِ أَرْجـاءَ الـعـالَـمِ".
المطران الياس عودة.
وتابع قائلاً: "زَرَعَ أَفْـكـارًا غَـرِيـبَـةً وَابْـتَـدَعَ آلِـهَـةً مـائِـتَـةً جَـدِيـدَةً، نَـشَـرَ مَـحَـبَّـةً زائِـفَـةً وفَـرَحًـا مُـشَـوَّهًـا، فَـبِـتْـنـا نَـخـافُ ونَـتَـقَـوْقَـعُ، نَـضْـبُـطُ الـحَـجَـرَ عـلـى قَـبْـرِ قُــلُـوبِـنـا، ونُـوصِـدُ الأَبْـوابَ بِـإِحْـكـامٍ، مُـنْـغَـلِـقِـيـنَ فـي إِنْـسـانِـنـا الـعَــتِـيـقِ وكَـأَنَّـنـا نَـخْـشَـى الـتَّـحَـرُّرَ والـمُـصـالَـحَـةَ. لَـكِـنْ، كَـمـا دَخَـلَ واهِـبُ الـحَـيـاةِ عـلى الـتَّـلامِـيـذِ والأَبْـوابُ مُـغْـلَـقَـةٌ، هَـكَـذا يَـدْخُـلُ بِـنُـورِ قِـيـامَـتِـهِ قُــلُـوبَـنـا طـارِدًا الـقَـلَـقَ والـحُـزْنَ والـخَـوْف. يَـدْخُـلُ لِـيَــقْــتَـلِـعَ الـكَـراهِـيَّـةَ والأَنـانِـيَّـةَ وكُـلَّ تَـسَـلُّـطٍ، ولِــيَــزْرَعَ الـمَـحَـبَّـةَ. يَـدْخُـلُ إلـى أَعْـمـاقِ الإِنْـسـانِ الـقَـدِيـمِ الـمـائِـتِ فَـيَـجْـعَــلُـهُ إِنْـسـانًـا جَـدِيـدًا قِـيـامِـيًّـا".
وقال عودة: «هـاتِ إصْـبَـعَـكَ إلى هَـهُـنـا وعـايِـنْ يَـدَيَّ، وهـاتِ يَـدَكَ وَضَـعْـهـا في جَـنْـبـي، ولا تَـكُـنْ غَــيْـرَ مُـؤمِـنٍ بَـلْ مُـؤمِـنًـا» قـالَ يسوعُ لِـتـوما فَـأجـابَ تـوما «رَبّـي وإلَـهي». إيـمـانُ تـوما يَـحُـثُّـنـا أنْ نُـجَـدِّدَ إيـمـانَـنـا بِـقِـيامَـةِ المسيح لأنَّ الـقِـيامَـةَ هـي رَكـيـزَةُ إيـمانِـنـا وخَـلاصِـنـا. لِـذا، مَـعَ تُـومـا، تَـتَـوَجَّـهُ الـكَـنِـيـسَـةُ إلـى كُـلِّ واحِـدٍ مِـنَّـا قـائِـلَـةً: «إِرْجَـعــوا إلـى قُـلُـوبِـكُـمْ وآمِـنُـوا بِـاللهِ، لأَنَّ الإِيـمـانَ يَـنْـبَـعُ مِـنَ الـقَـلْـبِ الَّـذي بِـواسِـطَـتِـهِ نَـعْــرِفُ ونُـحِـبُّ فَــنُـؤْمِـنُ ونُـسَـلِّـمُ حَـيـاتَـنـا للهِ ومَـشِـيـئَـتِـهِ». لَـقَـدْ أَحَـبَّـنـا الـرَّبُّ الإِلَـهُ حَـتَّـى إِنَّـهُ بَـذَلَ نَـفْـسَـهُ مِـنْ أَجْـلِـنـا عـلـى الـصَّـلِـيـب. أَلا يَـسْـتَـحِـقُّ مِـنَّـا أَنْ نُـسَـلِّـمَ ذَواتِـنـا لِـمَـحَـبَّـتِـهِ، فَـنَـحْـيـا بِـهِ وفِـيـهِ حَـيـاةً قِـيـامِـيَّـةً جَـدِيـدَةً؟ لَـقَـدْ مَـيَّــزَنـا اللهُ عَـنْ تَـلامِـيـذِهِ لأَنَّـنـا لَـمْ نَـرَهُ وآمَـنَّـا بِـهِ فَـكـانَ لَـنـا الـطُّـوبَـى، نَـحْـنُ الَّـذِيـنَ نَـحْـيـا كُـلَّ أَيَّـامِـنـا عـلـى الـرَّجـاءِ، بِـالـمَـحَـبَّـةِ والأَمـانَـةِ لَـهُ. بِـمَـوتِهِ وبِـقِـيـامَـتِـهِ خَـلَّـصَـنـا الـمـسـيحُ مـن سُـلْـطَـةِ الـمـوتِ ودَعـانـا إلـى الـسُـلـوكِ فـي الـطَـريـقِ الـذي رَسَـمَـهُ لـنـا، الـمَـبْـنِـيّ عـلى الـمَـحـبّـةِ والـتـواضُعِ والـتَـضْحِـيَـة. هـذا الـطـريـقُ لـيـس سَهْـلاً ولا مَـقْـبـولاً مِـنَ الـجَـمـيعِ «لأنّ كـلَّ مَـنْ يَعْـمَلُ الـسَـيِّـئـاتِ يُـبْغِـضُ الـنـورَ ولا يـأتي إلـى الـنـورِ لِـئَلاّ تُـوّبَّخُ أعـمالُـهُ. وأمـا مَـنْ يَـفْـعَــلُ الـحَـقَّ فَـيُـقـبِـلُ إلـى الـنـورِ لِـكَي تَـظْـهَــرَ أعْـمـالُـهُ أنّهـا بِـاللهِ مَـعْــمـولَـةٌ» (يـو 3: 20-21). لـذا نـحـن مَـدعُـوون أَنْ نَـبـقـى عـلـى الإيـمـانِ والـرَجـاءِ والـمَحَـبّـةِ فَـتَـكُـونُ لَـنـا الـحَـيـاةُ بِـاسْـمِـهِ، حَـيـاةٌ لا كَـحـيـاةِ الـعـالَـمِ الـفـانِـي، بَـلْ حَـيـاةٌ فـي الـرَّبِّ لا تَـفْــنَـى، آمـيـن".
0 تعليق