وسط تصاعد التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، وتعقيد المشهد التجاري العالمي، أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت عن إمكانية التوصل إلى صفقة كبيرة بين القوتين الاقتصاديتين بشرط توفر الجدية من الطرف الصيني في إعادة التوازن إلى نظامها الاقتصادي. 
التصريحات جاءت في وقت أبدى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعماً واضحاً لنهج المواجهة الاقتصادية، مؤكداً أن عصر نهب واشنطن قد انتهى. 

هذه المواقف تكشف عن ملامح مرحلة جديدة من المفاوضات التجارية التي قد تغيّر شكل العلاقات بين واشنطن والصين.

الصين بحاجة إلى ضغط خارجي للتغيير

صرّح وزير الخزانة الأمريكي أن الصين تدرك حاجتها إلى تغيير اقتصادي عميق، لكنه أكد أن هذا التغيير غالباً ما يتطلب ضغطاً خارجياً. 
وأوضح أن الولايات المتحدة تعمل على تحفيز هذا التغيير من خلال إعادة تنظيم النظام التجاري العالمي، مشيراً إلى أن إدارة ترامب وضعت الأسس الأولى لهذا التوجه عبر سياسات حمائية وتحفيزية شجاعة.

صفقة اقتصادية كبرى... بشروط

أكد الوزير أن هناك فرصة سانحة لعقد صفقة كبيرة بين الولايات المتحدة والصين، شريطة أن تُظهر بكين جدية في معالجة الخلل الاقتصادي، خاصة في ميزان التجارة. 
وقال: "إذا كانت الصين جادة، فإننا كذلك"، مضيفاً أن أكثر من 100 دولة تواصلت مع واشنطن لطلب مساعدتها في إعادة توازن التجارة العالمية، ما يعكس مكانة أمريكا القيادية في هذا المجال.

عجز الميزانية.. ونظام تجاري غير عادل

شدّد وزير الخزانة على أن الولايات المتحدة تواجه واقعاً اقتصادياً قاسياً يتمثل في عجز كبير ومستمر في الميزانية، مؤكداً أن السبب الأساسي هو نظام تجاري غير عادل. 
واعتبر أن إعادة ضبط هذا النظام هو الخطوة الأولى نحو استعادة التوازن المالي والاقتصادي داخل الولايات المتحدة.

صندوق النقد والبنك الدولي بحاجة إلى إصلاح

وفي جانب آخر، وجه الوزير انتقادات مباشرة إلى مؤسسات التمويل الدولية، قائلاً إن "توسع مهام صندوق النقد الدولي والبنك الدولي قد أخرجهما عن مسارهما الأصلي"، مؤكداً ضرورة إجراء إصلاحات هيكلية في هاتين المؤسستين لضمان استمرارية دورهما في الاقتصاد العالمي.

ترامب: لن نخسر أموالاً بعد الآن

من جانبه، أكد الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن تخسر أموالاً بعد الآن في التجارة، مشيراً إلى أن الاتفاقات الجديدة ستضمن عدالة تجارية حقيقية مع الصين. 

وأضاف: كنا نخسر ما يصل إلى 5 مليارات دولار يومياً، وكانت الدول تنهبنا. هذا لن يحدث مجدداً
بين الحديث عن إصلاحات جذرية وصفقات اقتصادية ضخمة، تُعِدّ الولايات المتحدة العدة لما قد يكون أكبر إعادة صياغة للتوازن التجاري مع الصين منذ عقود. 
ومع تصاعد الضغوط الداخلية والدولية، فإن النجاح في هذا المسار يتوقف على مدى جدية الصين واستعدادها لتقبل الإصلاحات، وإلا فالصدام الاقتصادي قد يكون العنوان القادم.