نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عاجل.. رحيل رجل الدولة في لحظة مفصلية: وفاة فؤاد المبزع رئيس تونس المؤقت بعد ثورة 2011 - تكنو بلس, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 12:43 صباحاً
في لحظة استحضرت خلالها تونس واحدة من أدق محطاتها التاريخية، غيّب الموت مساء الأربعاء الرئيس التونسي المؤقّت الأسبق ورئيس مجلس النواب السابق فؤاد المبزع، عن عمر ناهز 91 عامًا.
رحل المبزع، الذي ارتبط اسمه بمرحلة ما بعد ثورة 14 يناير 2011، تاركًا خلفه مسيرة سياسية امتدت لأكثر من نصف قرن، وتخللتها محطات دقيقة وحاسمة في تاريخ البلاد الحديث.
من بورقيبة إلى بن علي... ثم مرحلة الثورة
وُلد فؤاد المبزع في 15 يونيو 1933، وبدأ مسيرته السياسية في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة، مؤسس الدولة التونسية الحديثة، حيث تقلّد عدة مناصب وزارية، أبرزها وزير الشباب والرياضة ووزير الصحة العمومية.
واصل المبزع نشاطه السياسي خلال عهد الرئيس زين العابدين بن علي، إذ شغل منصب سفير تونس لدى المغرب، وتولى رئاسة بلدية قرطاج، قبل أن يُنتخب رئيسًا لمجلس النواب، وهو المنصب الذي حافظ عليه حتى لحظة التحوّل التاريخي في يناير 2011.
رئيس تونس المؤقت: رجل التهدئة بعد الثورة
عقب سقوط نظام بن علي في 14 يناير 2011، كان فؤاد المبزع أحد رجال الدولة المخضرمين الذين تم الاعتماد عليهم لتسيير البلاد خلال المرحلة الانتقالية.
في 15 يناير 2011، تولّى المبزع رئاسة الجمهورية المؤقتة، مستندًا إلى نص دستوري أتاح له إدارة شؤون الدولة، في فترة اتسمت بالغموض والاضطراب.
استمر في المنصب حتى 13 ديسمبر من نفس العام، حيث أشرف على نقل السلطة بسلاسة بعد أول انتخابات حرة في البلاد، مؤكدًا على التزامه بروح الثورة والدستور.
شخصية توافقية ومؤسسة
تميّز فؤاد المبزع بأسلوبه الهادئ، وبكونه شخصية توافقية جمعت بين الحكمة السياسية والخبرة الإدارية.
وقد نُظر إليه خلال الأزمة السياسية في 2011 كشخص قادر على إدارة المرحلة الانتقالية دون انزلاق البلاد نحو الفوضى، وهو ما جعله محل تقدير شعبي ورسمي حتى بعد خروجه من السلطة.
وداع رجل الدولة
بوفاة فؤاد المبزع، تُطوى صفحة من صفحات رجال الدولة الذين عايشوا تونس منذ فجر الاستقلال وحتى مرحلة التحول الديمقراطي.
وسيبقى اسمه مرتبطًا بإحدى أكثر الفترات حساسية في تاريخ تونس، حين كان الجسر بين نظامين وزمنين.
وقد عبّرت مختلف الأوساط السياسية في تونس عن حزنها لرحيل المبزع، مشيدة بدوره الوطني في الحفاظ على تماسك الدولة، ودوره الهادئ والفاعل في تأمين المسار الانتقالي خلال لحظة فارقة.
فؤاد المبزع لم يكن مجرد سياسي أو إداري، بل كان شاهدًا على حقبات كبرى في تاريخ تونس.
رجل ظلّ وفياً للدولة ولمؤسساتها حتى لحظة الوداع الأخيرة.
0 تعليق