فى ذكرى رحيله الـ32، التي تُصادف اليوم 21 أبريل تستعيد الساحة الفنية سيرة الفنان المصري ذي الأصول الفلسطينية بدر الدين جمجوم 1934–1992، الذي اشتهر بأدواره الكوميدية كـ جحا المصري، وارتبط اسمه بزواجه من الفنانة الطفلة المعجزة فيروز، ليكون ثنائيًا فنيًا وإنسانيًا استثنائيًا.

بدر الدين جمجوم فيروز

وُلد جمجوم في 26 ديسمبر الأول 1934 بمصر، لأسرة فلسطينية، ودرس الآداب بجامعة القاهرة قبل أن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية ويتخرج عام 1961. بدأ مشواره الفني مع فرقة «ساعة لقلبك»، ثم انضم إلى فرقة إسماعيل ياسين، حيث لفت الأنظار بأدواره الثانوية التي جسدها ببراعة، رغم محدوديتها، ليُكرس نفسه كوجه كوميدي لا يُنسى.

في مطلع الستينيات، تعرَّف جمجوم على الفنانة فيروز التي اشتهرت باسم الطفلة المعجزة لموهبتها المبكرة، والتي كانت تعمل وقتها مُديرة في فرقة إسماعيل ياسين، وتطورت العلاقة بينهما إلى زواجٍ جمع بين مسلمٍ ومسيحية، لكنه – كما روى المقربون – كان نموذجًا للوحدة الوطنية؛ إذ كان يرافقها إلى الكنيسة، وترافقه إلى مسجدَي السيد البدوي والحسين. عاش الثنائي 30 عامًا في شقةٍ بسيطة بحي العباسية، ارتبطت بحكاية طريفة كان لأصدقائهم الخمسين مفتاحًا للشقة، يدخلونها دون استئذان، حتى اضطر الجميع لاحترام خصوصيتهما بعد الزواج.

شارك جمجوم في أكثر من 60 عملًا بين المسرح والسينما والتلفزيون، منها مسرحية روبابيكيا مع تحية كاريوكا، وأفلام مثل «زقاق المدق ودقة قلب، ومسلسلات مثل محمد رسول الله وألف ليلة وليلة. رغم ندرة حصوله على أدوار البطولة، إلا أنه حوّل الشخصيات الثانوية إلى علامات فارقة، مؤمنًا بأن الإخلاص في العمل الفني يخلد صاحبه.

رحيل الجسد وبقاء الإرثرحل جمجوم في 21 أبريل 1992 بعد صراع مع المرض، تاركًا آخر أعماله فيلم السرعة لا تزيد عن صفر مع عبلة كامل وأحمد بدير، تُلخص سيرته فلسفةً مفادها أن السعادة ليست في الشهرة، بل في الرضا والقناعة، كما تظل قصته مع فيروز شاهدةً على أن الحب الحقيقي يتخطى كل الحدود.