يحتفل المصريون اليوم الاثنين بعيد شم النسيم. بينما تتحول الحدائق والمتنزهات في المدينة إلى أماكن للفرح المشترك، تظهر النهاية والبيض الملون على موائد المواطنين، ويعتبر هذا أحد أقدم الأعياد المرتبطة بتجدد الحياة والطبيعة.

تنتقل طقوس الأجداد إلى الأحفاد.

يتزايد الطلب على محلات بيع الأسماك المملحة في المدن والقرى، حيث يتوجه المصريون إلى الحدائق والمتنزهات كل عام لشراء وتخزين كميات كبيرة من الفسيخ والرنجة لطقوس تناول الطعام في الهواء الطلق.

قال الباحث في التراث الثقافي المصري الدكتور أحمد جمال عيد، في لقاء تلفزيوني، إن عيد شم النسيم عيد مصري يعود تاريخه إلى أكثر من 2700 عام. ويرمز إلى بداية الربيع وتجدد الحياة.

وأشار الخبير إلى أن تناول السمك المملح كان تقليدًا فرعونيًا قديمًا، وقال إن الفراعنة اعتبروا الفسيخ رمزًا للخلود لأنه يمكن أن يظل طازجًا لفترة طويلة، لذلك كان له مكانة رمزية مهمة في احتفالاتهم.

وأوضح الباحث أن العادة الغذائية لشم النسيم تضمنت فيما بعد تناول البيض الملون والبصل الأخضر، حيث يرمز البيض إلى الخلق والبعث، ويرمز البصل إلى الحماية من الأرواح الشريرة والتطهير الجسدي والروحي.

الأسماك المملحة تشكل خطرا على مرضى القلب.

وفي سياق مماثل، حذر عميد معهد القلب الأسبق الدكتور جمال شعبان من العادات الغذائية المرتبطة بشم النسيم، وخاصة تناول السمك المملح، مؤكداً أن “شم النسيم لا يعني بالضرورة رائحة النجاسة”.

وأوضح الدكتور جمال شعبان في تصريح عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الملح هو العدو الأول للقلب والشرايين، مشيرا إلى أن تناول الماء المالح والرنجة يشكل خطرا حقيقيا على مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والأمراض المزمنة. ودعا الناس إلى الابتعاد تماما عن هذه الأطعمة لتجنب مشاكل صحية خطيرة قد تؤدي إلى العناية المركزة.

وتشمل الأعراض احتقانًا في الرئتين وتسممًا شديدًا.

وأوضح أن تناول هذه الأسماك، خاصة بكميات كبيرة ومملحة، قد يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة، منها اضطرابات الأمعاء وعسر الهضم والحموضة واحتقان الرئة وارتفاع ضغط الدم وحتى التسمم الغذائي بسبب التحضير غير السليم للفسيخ.

وأوضح أن بعض المرضى الذين يعانون من قصور في القلب أو ارتفاع ضغط الدم قد يعانون من تورم في القدمين والبطن واحتقان رئوي شديد ووذمة رئوية شديدة، وقد يتطور الأمر إلى حد يتطلب دخول العناية المركزة.

الآثار الضارة للفسيخ

وينصح الدكتور جمال شعبان بتناول كميات معتدلة من الطعام لا تتجاوز 150 غراماً، والإكثار من تناول الخضراوات الطازجة مثل البصل الأخضر والخس، لأنها تساعد على امتصاص السموم ومحاربة الأكسدة.

وأضاف أن التسمم الناتج عن تناول الفس يعود في الغالب إلى طرق التحضير غير الصحية، مثل قلة الملح وعدم حفظ الفس لمدة لا تقل عن 30 يوماً.

وأشار إلى أن السموم الموجودة في الفسيخ لا يمكن القضاء عليها إلا بتعريضه لدرجات حرارة عالية جداً، وهو أمر يصعب تحقيقه عملياً.