مددت السلطات الهندية احتجاز اليوتيوبر الأمريكي ميخايلو بولياكوف بعد مغامرته بجزيرة نورث سنتينل المعروفة إعلاميا بجزيرة الموت للتواصل مع قبيلة السينتينليز الأكثر عدائية في العالم!

 ووجد الشاب البالغ من العمر 24 عاما نفسه وراء القضبان، بعد محاولته الدخول غير القانوني إلى جزيرة الموت الموجودة في المحيط الهندي، والتي تعرف بأنها موطن لأحد أكثر المجتمعات البشرية عزلة وانغلاقا على نفسها في العالم.

وسيواجه بولياكوف المحاكمة في محكمة محلية بمدينة بورت بلير، عاصمة جزر أندامان ونيكوبار الهندية، في 29 أبريل الجاري.

وتم اعتقاله في 31 مارس الماضي، بعد يومين فقط من وصوله إلى الجزيرة المحظورة، مخترقا بذلك قانونا هنديا صارما، يمنع الاقتراب من الجزيرة ضمن مسافة 5 كيلومترات.

وتكمن خطورة ما فعله بولياكوف في أنه لا يمثل مجرد مخالفة قانونية عادية، بل ينطوي على تهديد حقيقي لحياة قبيلة بأكملها. فقبيلة السينتينليز، التي عاشت في عزلة تامة عن العالم الخارجي لعشرات الآلاف من السنين، تفتقر إلى المناعة ضد أبسط الأمراض التي يعتبرها العالم الخارجي عادية. أي اتصال معهم قد يحمل في طياته جراثيم قادرة على إبادة هذا المجتمع العتيق بأكمله.

وقد حاول الشاب الأمريكي، في سعيه وراء المحتوى المثير لقناته على اليوتيوب، التواصل مع أفراد القبيلة بطرق غريبة، حيث ترك لهم هدايا غير مألوفة تشمل عبوة من مشروب الدايت كولا وحبة جوز هند، كما قام بتصوير الجزيرة وجمع عينات من رمالها. لكن محاولاته باءت بالفشل، وعند عودته إلى قاربه، لاحظ وجوده بعض الصيادين المحليين الذين أبلغوا السلطات على الفور.

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها بولياكوف اختراق عزلة هذه الجزيرة، مما يثير تساؤلات حول دوافعه الحقيقية وراء هذه المغامرات المتكررة. وفي حين أن زيارة ممثلي القنصلية الأمريكية له في السجن قد توحي باهتمام رسمي أمريكي بالقضية، إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة أن أفعاله تمثل انتهاكا صارخا للقوانين الهندية ولحقوق المجتمع المعزول الذي يسكن الجزيرة.

وقبيلة السينتينليز، المعروفة بعدائيتها الشديدة تجاه أي غريب يجرؤ على الاقتراب من شواطئها، تسببت في وفاة العديد من المغامرين على مر السنين، أشهرهم المبشر الأمريكي جون تشاو الذي قتل عام 2018. وهذا العداء ليس مجرد عنف عشوائي، بل هو آلية دفاع ضرورية حافظت على بقاء هذه المجموعة البشرية الفريدة عبر آلاف السنين.

والآن، بينما يستعد بولياكوف لمواجهة العدالة الهندية التي قد تحكم عليه بالسجن لخمس سنوات مع غرامة مالية كبيرة، تبقى التساؤلات معلقة: هل كانت مغامرته مجرد سعي يائس وراء الشهرة؟ أم أنها تعكس استهتارا خطيرا بحياة الآخرين وخصوصيتهم؟ في كل الأحوال، تظل قضية نورث سنتينل تذكيرا بأن بعض الحدود لا ينبغي تجاوزها، وأن احترام العزلة الاختيارية لبعض المجتمعات هو واجب أخلاقي قبل أن يكون التزاما قانونيا.

المصدر: CNN