رغم الطابع الإيجابي الذي طغى على فعاليات المنتدى العربي للتنمية المستدامة في بيروت، إلا أن الوقائع التي طُرحت تؤكد فجوة متسعة بين الطموحات التنموية والواقع العربي المتأزم.

فالمنتدى شكّل مناسبة للتشديد على أهمية الأمل والتعاون، مسلطا الضوء على ضرورة وجود معالجة فعلية للعقبات البنيوية التي تعيق التنمية، من الحروب والنزاعات، إلى الأزمات الاقتصادية والضعف المؤسسي، خصوصاً في دول مثل لبنان، اليمن، والسودان.

ما طرحته الإسكوا من مبادرات مثل "مقايضة الديون بالعمل المناخي" و"مرصد الإنفاق الاجتماعي" يعبّر عن رؤى مبتكرة، لكنها تصطدم بقدرات تنفيذية محدودة، وتمويل غير مستدام، وغياب التنسيق الفعلي بين الدول. كما أن الدعوة لتحويل الأزمات إلى فرص تبقى نظرية ما لم تقترن بإرادة سياسية حقيقية وخطط تطبيقية واضحة.

أما في لبنان، البلد المضيف، فقد بدا جلياً أن مشاكله البنيوية – من شغور إداري إلى ضعف التمويل – لا تزال تعرقل أي مسار تنموي فعّال، وهو ما أقر به ممثل الرئاسة نفسه.

باختصار، المنتدى أبرز الحاجة إلى مراجعة جذرية لنهج التنمية في المنطقة، قائم على إصلاح المؤسسات، والعدالة في توزيع الموارد، وتمكين الإنسان العربي، لا الاكتفاء بالخطابات والوعود المتكررة.