كتب .. مصطفى محمود

شهدت معتمدية مزونة التابعة لولاية سيدي بوزيد غرب تونس، حادثًا مأساويًا راح ضحيته ثلاثة طلاب تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عامًا، بعد انهيار سور متداعٍ في محيط مدرسة "ابن حزم" الثانوية، في وقت كانوا يستعدون لاجتياز امتحانات البكالوريا المرتقبة بعد أسابيع قليلة.

وفق شهود عيان، تسببت الرياح القوية في انهيار جزء من السور المهترئ، الذي سبق أن نبّه الأهالي إلى خطورته قبل أسابيع، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء فعلي من قبل السلطات المعنية، رغم زيارة مسؤولين من بينهم وزير التربية للمنطقة مؤخرًا، إضافة إلى القتلى الثلاثة، أُصيب طالبان آخران بجروح ونقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسط ذهول إدارة المدرسة والتلاميذ.

وأعقب الحادث حالة من الاحتقان الواسع في المدينة، حيث تعطلت الدروس وأُغلقت محلات تجارية، فيما أشعل محتجون الإطارات المطاطية، وقطعوا الطرقات الرئيسية، كما تعرضت سيارة إدارية للرشق بالحجارة.

وعبّر الأهالي عن غضبهم الشديد من "الاستخفاف بأرواح أبنائهم"، مؤكدين أن التحذيرات من خطورة السور كانت موثقة وشُكيت للسلطات منذ فترة.

وأعاد الحادث إلى الأذهان فاجعة القيروان في ديسمبر 2023، حين انهار جزء من سور قديم وتسبب بمصرع ثلاثة عمّال، في حادثة استتبعت إقالات لعدد من المسؤولين. واليوم، تُطرح تساؤلات جدية حول مدى جاهزية البنية التحتية للمؤسسات التعليمية في تونس.

وفي هذا السياق، جدّدت نقابة التعليم التونسية مطالبتها بخطة عاجلة لترميم المدارس العمومية، محذّرة من تكرار الكارثة في مؤسسات أخرى تعاني أوضاعًا مماثلة.