نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تتنبأ الكلاب بالزلازل؟.. 10 حيوانات تشعر بالهزات الأرضية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 06:20 مساءً
في رحاب الطبيعة الغنية والمتنوعة، تتجلى العديد من الظواهر المدهشة، بعضها يفسره العلم، وبعضها الآخر لا يزال يكتنفه الغموض، وكأنه ينتمي إلى عالم ما وراء الطبيعة. ومن بين هذه الظواهر اللافتة، التي لم يحسم العلم بعد طبيعتها الحقيقية، تبرز قدرة بعض الحيوانات المدهشة على استشعار وقوع الزلازل قبل أن يتمكن الإنسان من ذلك.
هذه الحساسية الاستثنائية تجاه الهزات الأرضية شغلت أذهان العلماء والباحثين على مر السنين، حيث تتواتر القصص والروايات عن سلوكيات غريبة تبديها الحيوانات أو هروبها المفاجئ قبل لحظات قليلة من وقوع الكارثة.
وعلى الرغم من أن الآليات الدقيقة وراء هذه الظاهرة لا تزال غير مفهومة تماما، إلا أن فكرة امتلاك الحيوانات لحاسة فطرية تمكنها من إدراك التغيرات الطفيفة في اهتزازات الأرض تفتح نافذة فريدة على أسرار العالم الطبيعي.
حيوانات تتنبأ بالزلازل
في السطور التالية، نستعرض معكم 10 حيوانات تستبق الهزات الأرضية بحركات وانفعالات يمكن أن تكون مؤشرا على حدوث الزلازل.
الكلاب
من الحقائق الراسخة أن الكلاب تتمتع بقدرات حسية تفوق بكثير قدرات الإنسان. ومن الأمثلة البارزة على ذلك استجابتها المبكرة للزلازل.
بفضل سمعها الحاد وحساسيتها للتغيرات البيئية الدقيقة، تستطيع الكلاب التقاط الأصوات ذات التردد العالي، مثل الحركات الطفيفة للصخور الباطنية، والشعور بالاهتزازات الأرضية الخفيفة الناتجة عن الموجات الزلزالية.
وتشير العديد من الروايات إلى أن الكلاب تبدي سلوكيات غير معتادة، مثل النباح المستمر أو محاولات الهرب، قبل ساعات أو حتى أيام من وقوع الزلزال.
الأبقار
تعرف الأبقار أيضا بإظهار سلوكيات غير طبيعية قبل وقوع الزلازل، وهي ظاهرة يلاحظها المزارعون وسكان المناطق الريفية على نطاق واسع. إن حساسيتها العالية للتغيرات البيئية تمكنها من استشعار الاهتزازات الأرضية الدقيقة والتغيرات الجوية قبل وقت طويل من قدرة الإنسان على ذلك.
وقد أفاد المزارعون بحالات أصبحت فيها الأبقار مضطربة، وتوقفت عن تناول الطعام، أو تجمعت في تشكيلات غير معتادة قبل ساعات من وقوع الهزة الأرضية.
وعلى الرغم من أن هذه التغيرات السلوكية تعتمد بشكل كبير على الملاحظات والروايات، إلا أنها لوحظت في مناطق وفترات زمنية مختلفة، مما يشير إلى أن الأبقار قد تعمل كنظام إنذار مبكر طبيعي في المناطق المعرضة للزلازل.
الأفيال
يعتقد أن الفيلة بحجمها الهائل وحساسيتها الفائقة للتغيرات البيئية، قادرة أقدامها الضخمة والمبطنة على التقاط الاهتزازات الأرضية منخفضة التردد التي لا تستطيع حواسنا إدراكها.
وتعد حادثة تسونامي المحيط الهندي عام 2004 مثالا حيا على هذه القدرة، حيث أفادت التقارير بأن الفيلة الموجودة في المناطق الساحلية قد تخلصت من قيودها، وتحركت نحو الداخل، لتنجو بذلك من الكارثة المدمرة التي تلت ذلك.
القطط
لوحظ على القطط، التي غالبا ما تُعرف باستقلاليتها وهدوئها الظاهري، سلوك غير معتاد يسبق وقوع الزلازل. تتمتع القطط بحواس قوية، خاصة السمع الحاد وقدرتها على استشعار الاهتزازات الدقيقة، مما يمكنها من اكتشاف التغيرات الطفيفة في البيئة التي تسبق النشاط الزلزالي.
وقد أفاد مربو الحيوانات ومسؤولو ملاجئ الحيوانات بأن القطط تصبح قلقة ومضطربة، أو تختبئ فجأة، أو تحاول الهرب قبل دقائق أو حتى ساعات من وقوع الهزة الأرضية، لتصبح بذلك بمثابة حراس صامتين ينذرون بالكوارث الطبيعية القادمة.
الضفادع
أظهرت الضفادع، على الرغم من صغر حجمها الذي غالبا ما يجعلها غير ملحوظة، قدرة مدهشة على استشعار النشاط الزلزالي قبل وقوعه بأيام.
في دراسة مهمة أجريت في إيطاليا عام 2009، لاحظ الباحثون مستعمرة من الضفادع الشائعة، وهي تغادر موقع تكاثرها بشكل جماعي قبل خمسة أيام من وقوع زلزال قوي بلغت قوته 6.3 درجة في مدينة لاكويلا.
هذا الهجر المفاجئ وغير المعتاد، الذي حدث خلال ذروة موسم التزاوج، لفت انتباه العلماء، حيث لم تعد الضفادع إلى الموقع إلا بعد أن توقفت الهزات الارتدادية. هذا السلوك يدعم فكرة أن حتى البرمائيات، التي ترتبط عادة ببيئات محددة، يمكن أن تستجيب بغريزة فطرية للتحولات الجيولوجية التي تحدث في الأرض.
الحريش
الحريش، من مفصليات الأرجل، يعتقد أنها كائنات تمتلك حساسية خاصة للتغيرات التي تسبق الهزات الأرضية. تشير العديد من الملاحظات إلى أن أنواعا معينة من الحريش قد تظهر سلوكا مضطربا، وتغادر جحورها بحثا عن مناطق أخرى قبل ساعات أو حتى أيام من وقوع الزلزال.
هذا السلوك يوحي بأن الحريش قد يكون لديه قدرة فطرية على إدراك التغيرات البيئية المرتبطة بالنشاط الزلزالي.
الثعابين
يعتقد أن الثعابين تتمتع بقدرة فائقة على استشعار الموجات الزلزالية. بفضل مستقبلات الاهتزازات الحساسة للغاية الموجودة في مناطق مختلفة من أجسامها، خاصة في البطن والفكين، تستطيع الثعابين التقاط أدق التغيرات في اهتزازات الأرض التي قد لا يشعر بها الإنسان.
وقد وردت تقارير عديدة عن ثعابين تظهر سلوكا غير طبيعي، مثل الهروب من أوكارها أو الشعور بالتهييج والقلق، قبل وقوع الزلازل الكبيرة بعدة ساعات أو حتى أيام. هذه الحساسية قد تمكنها من الاستعداد أو البحث عن أماكن آمنة قبل وقوع الهزة الأرضية.
الفئران
الفئران، بتلك الحواس المرهفة والوعي الشديد بالتغيرات في محيطها، يعتقد أيضا أنها قادرة على استشعار النشاط الزلزالي قبل حدوثه. كمثال على ذلك، خلال زلزال لاكويلا الذي ضرب إيطاليا عام 2009، أفاد العديد من السكان بمشاهدة فئران تغادر المباني مسرعة نحو المناطق المفتوحة قبل ساعات من الشعور بالهزات الأرضية.
وعلى الرغم من أن الأبحاث التي تتناول قدرة الفئران على التنبؤ بالزلازل لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أن هذه السلوكيات تشير إلى أنها قد تمتلك غريزة تمكنها من استشعار الاضطرابات في باطن الأرض، مما يجعلها شديدة الاستجابة للموجات الزلزالية.
النحل
يعرف النحل بقدرته المذهلة على تحديد الاتجاهات وحساسيته الفائقة لما يحيط به، ولكن يبدو أنه يمتلك أيضا قدرة فريدة أخرى تتمثل في استشعار النشاط الزلزالي. هذه الكائنات الدقيقة تتمتع بحساسية عالية للاهتزازات التي تحدث في البيئة، وهي الاهتزازات التي تعتمد عليها في التواصل وتحديد مساراتها.
خلال زلزال هايتي المدمر في عام 2010، انتشرت تقارير تشير إلى أن مربي النحل لاحظوا تغيرات ملحوظة في سلوك نحلهم قبل ساعات من وقوع الكارثة.
وعلى الرغم من أن الدراسات العلمية في هذا المجال لا تزال في بداياتها، إلا أن هذه الملاحظات الأولية تلمح إلى أن النحل قد يكون قادرًا على استشعار الموجات الزلزالية، مما يجعله بمثابة نظام إنذار طبيعي مبكر قبل حدوث الزلازل.
الطيور
لطالما دارت الشكوك حول قدرة الطيور، التي تتميز بحدة بصرها وحساسيتها العالية للتغيرات البيئية، على استشعار النشاط الزلزالي قبل وقوعه.
يعتقد أن العديد من أنواع الطيور، مثل العصافير والحمام والسنونو، لديها حساسية للتغيرات الطفيفة في المجال المغناطيسي للأرض وللاهتزازات ذات التردد المنخفض.
ورغم أن الآليات الدقيقة التي تمكنها من ذلك لا تزال غير مفهومة تماما، إلا أن هذه السلوكيات تشير إلى أن الطيور قد تمتلك قدرة فطرية على استشعار الموجات الزلزالية، مما قد يوفر للعالم الطبيعي نظام إنذار مبكر بوقوع الهزات الأرضية.
في النهاية، تبقى قدرة هذه الحيوانات على استشعار الزلازل قبل وقوعها مجالا مثيرا للبحث العلمي. ففهم الآليات الحسية التي تمتلكها هذه المخلوقات قد يفتح آفاقا جديدة في مجال الإنذار المبكر بالكوارث الطبيعية.
0 تعليق