صوتٌ يختار شخصاً واحداً ليسمعه... حقيقةٌ أم ضربٌ من الخيال؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صوتٌ يختار شخصاً واحداً ليسمعه... حقيقةٌ أم ضربٌ من الخيال؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 11:56 صباحاً

في دوامة الضجيج التي تلف العالم، يطل علينا ابتكار ثوري: صوتٌ خاصٌّ، دقيقٌ، يهمس في أذنك وحدك، دون أن يُزعج من حولك. تخيلوا، عالماً يتحدث إليكم فقط، في قلب الصخب!

 

في عالمٍ يغرق في الضجيج، حيث يحيطنا الصوت من كل جانب، يقدم فريق من الباحثين في جامعة ولاية بنسلفانيا تقنية مبتكرة قد تُعيد تعريف مفهومنا للصوت. إذ تُرسل التقنية الصوت مباشرةً إلى شخصٍ محدد، دون الحاجة إلى سماعات رأس، ودون إزعاج أي شخصٍ آخر. تخيلوا أنكم تجلسون في مقهى مزدحم، وتتلقون رسالة صوتية لا يسمعها سواكم. هذا هو الوعد الذي تقدمه هذه التقنية التي تبدو وكأنها خيال علمي سيتحول إلى واقع.

 

كيفية عمل تقنية "audible enclaves"؟

 

يكمن سر هذه التقنية في الموجات فوق الصوتية، موجات صوتية تنتقل بترددات خارج نطاق السمع البشري. على الرغم من كونها صامتة بالنسبة لنا، إلا أنه يمكن التلاعب بها لإنتاج صوت مسموع في نقاط محددة.

 

في التفاصيل، يحقق فريق جامعة ولاية بنسلفانيا ذلك باستخدام شعاعين من الموجات فوق الصوتية بترددات مختلفة قليلاً. عندما يتقاطع هذان الشعاعان، ينتجان ظاهرة تُعرف باسم "التداخل الصوتي". ينتج عن هذا صوت مسموع فقط في النقطة التي تلتقي فيها الموجات، وإذا تحركت بعيداً سيختفي الصوت كما لو أنك خرجت منه.

 

يزداد الأمر إثارةً بقدرة التقنية على ثني الموجات الصوتية حول العوائق، ما يضمن وصول الرسالة إلى المستلم المقصود حتى في البيئات المزدحمة. وحتى الآن، تم اختبار هذه التقنية على مسافات تصل إلى ثلاثة أقدام.

 

مستقبل يتجاوز الخيال

 

يشكل التلوث الضوضائي مصدر قلق وإزعاج يومي، وفي حين يمكن لهذه التقنية أن تقدم نوعاً جديداً من الخصوصية الصوتية، مثل توجيهات صوتية مخصصة في الأماكن العامة، في المحطات والمطارات، يمكن استخدامها أيضاً في إعلانات مستهدفة في مراكز التسوق، دون الحاجة إلى ارتداء سماعات الرأس أو تحمل مكبرات الصوت الصاخبة.

 

وفي العمل، يمكن استخدام التقنية لتقديم إشعارات سرية أو إجراء مكالمات خاصة، ومثلاً يمكن لموظفي السلامة العامة تلقي تعليمات حساسة دون سماعها من قبل الآخرين. حتّى في أماكن الترفيه، يمكن للجمهور سماع تعليقات أو ترجمات مخصصة لهم. 

 

لكن على الرغم من إمكاناتها الهائلة، فإن التقنية ليست جاهزة للاستخدام الجماهيري بعد وتحتاج مزيداً من البحث. وكما هو الحال مع أي تقنية تقدم المعلومات بشكل انتقائي، سيحتاج المطورون وصناع السياسات إلى إنشاء ضوابط لضمان الخصوصية والشفافية.

 

مع أن هذه التقنية لا تزال في طور التكوين، إلا أنها تبشر بمستقبلٍ يهمس فيه الصوت بالخصوصية والدقة، ليُحوّل تفاعلنا مع التكنولوجيا إلى تجربةٍ هادئةٍ ومدهشةٍ في قلب العالم الصاخب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق