أثارت صور الفنان المصري جمال صالح من داخل دار رعاية كبار السن التابعة لنقابة المهن التمثيلية جدلاً واسعاً وتفاعلاً إنسانياً لافتاً، بعد أن ظهر وحيداً في الدار التي انتقل إليها بمحض إرادته.

وجاءت تلك الصور لتعيده إلى دائرة الضوء بعد سنوات من الغياب الفني، وتفتح باب التساؤلات حول خلفيات انتقاله للدار، لا سيما مع تداول روايات غير مؤكدة عن وجود خلافات مع ابنته الوحيدة.

مصدر من دار الرعاية يوضح: لا خلافات عائلية

ونفى مصدر مطّلع من داخل دار رعاية كبار السن للفنانين بشكل تام وجود أي خلاف بين جمال صالح وابنته، مؤكداً أن علاقته بها ما زالت قائمة بشكل منتظم، وأنها كانت تستضيفه في منزلها بمدينة نصر، حيث أقام معها لفترة.

ولكن ظروف عملها وانشغال أبنائها بالدراسة فرضت عليه العزلة اليومية لساعات طويلة، ما دفعه إلى البحث عن بيئة توفر له رفقة اجتماعية ودعماً نفسياً.

رغبة شخصية وسند نفسي.. قرار من الفنان نفسه

وبحسب المصدر ذاته، فإن القرار بالانتقال إلى دار رعاية الفنانين كان برغبة من الفنان نفسه، وقد طلب الأمر بشكل مباشر من نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، الذي حاول في البداية إيجاد بدائل تبعده عن العيش داخل الدار، نظراً لتحفظ الابنة في البداية.

إلا أن إصرار جمال صالح، مدفوعاً بحاجته إلى بيئة اجتماعية ودعم طبي مستمر، حسم القرار، لا سيما مع وجود عدد من زملائه القدامى في الدار، مما ساعده على تحسين حالته النفسية.

ظروف مالية ورغبة في الاستقرار الصحي

الابتعاد الطويل عن الوسط الفني، الذي تجاوز 15 عاماً، جعل الفنان يواجه ضغوطاً مالية أثّرت على نمط معيشته. ومع تقدمه في السن وحاجته إلى رعاية طبية دورية، وجد في دار النقابة ملاذاً آمناً يوفر له الاستقرار والرعاية اللازمة، بعيداً عن الوحدة التي فرضتها ظروف الحياة العملية لابنته.

زيارات منتظمة وعلاقة عائلية قائمة

المصدر أكد أيضاً أن الابنة لم تنقطع عن والدها، بل تزوره بشكل أسبوعي داخل الدار، كما يستمر تواصلهما الدائم سواء من خلال اللقاءات أو المتابعة الطبية، حيث يقوم أطباء بزيارته داخل الدار بناءً على ترتيب خاص منها، كما يستضيفها في نهاية كل شهر في منزله المؤقت هناك.

تصريحات سابقة

دخول جمال صالح دار رعاية كبار السن للفنانين ليست مفاجئة، في ديسمبر 2024 خرج الفنان المصري عن صمته، وأعلن في تصريحات صحفية رغبته الشديدة في الالتحاق بزملائه من الفنانين المقيمين هناك، نظراً لحالة الوحدة التي يعيشها ورغبته في الانضمام لأُناس في مثل عمره.

الفنان أكد أيضاً  أنه لم يعتزل التمثيل، لكنه لا يتلقى أي عروض للمشاركة في أعمال جديدة، ولا يملك مصدر دخل ثابت، مما دفعه للاعتماد على مساعدات بسيطة وخدمات يقدمها مقابل المال.

وأشار صالح إلى أنه يعاني من جرح في ساقه لا يعرف سببه، ولم يلتئم رغم إجراء التحاليل الطبية التي أكدت أنه لا يعاني من مرض السكري، وقال: "نفسي الجرح يخف، ادعولي".

وفي رسالة إنسانية، طلب الفنان من أشرف زكي مساعدته في دخول دار للمسنين، موضحاً أنه سيشعر براحة أكبر وسط من يمكنه الحديث معهم، بل وأبدى استعداده لخدمة من يعيشون هناك.

كما أعرب عن أمله في العودة للتمثيل، مؤكداً أمنيته بالعمل مع النجمين محمد رمضان وأمير كرارة.

من هو جمال صالح؟.. رحلة فنية لم تكتمل

جمال صالح، من مواليد 7 يوليو 1964، بدأ مسيرته الفنية في منتصف الثمانينيات بأدوار ثانوية كان أغلبها يميل لطابع الشر. رغم امتلاكه حضوراً فنياً وشكلاً مميزاً، إلا أن حصره في أدوار محددة من قبل المخرجين قلل من فرص تألقه كبطل أول.

وشارك في أفلام شهيرة مثل "وداعاً يا ولدي"، "دموع الشيطان"، "مهمة في تل أبيب"، و"اللعيبة". كما شارك في مسلسلات بارزة مثل "ليالي الحلمية"، "العمة نور"، "نساء في الغربة"، و"الوسية".