حالة من الانقسام والتوتر تعيشها إسرائيل هذه الأيام بسبب دعوات رفض الخدمة العسكرية التي بدأت تستشري داخل الأسلحة والوحدات العسكرية والاستخبارية بعد عريضة الاحتجاج لنحو ألف من الطيارين والجنود في سلاح الجو الإسرائيلي الذين طالبوا بإنهاء الحرب، وقد أثارت هذه العريضة عاصفة من ردود الفعل داخل جيش الاحتلال، والمستوى السياسي، وبدأ الإعلام يتحدث عن حركة واسعة من رفض الخدمة في الجيش بسبب الحرب المستمرة.

وبالانتقال بين وسائل الإعلام العبرية يمكن عرض أبرز ما جاء فيها حول هذا الموضوع على هذا النحو.

هآرتس: مئات الجنود من القوات الخاصة ينضمون إلى عريضة القوات الجوية المطالبة بوقف الحرب

البداية مع تناولت صحيفة هآرتس العبرية التي ذكرت أن أكثر من 1500 جندي احتياط في سلاح المشاة والقوات الخاصة وقّعوا على رسالة أعربوا فيها عن دعمهم لموقف طياري القوات الجوية، مطالبين بإنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، ومن بين الموقعين على العريضة جنود احتياط في وحدات خاصة في الجيش منها وحدة “شَالداج”. وبحسب ما جاء في هذه الرسالة، فإن 16% من الموقعين عليها هم في الخدمة الفعلية. حيث يطالبون بعودة المحتجزين إلى ديارهم دون تأخير، حتى لو أدى ذلك إلى وقف فوري للقتال”. وأكد الموقعون ضرورة وقف القتال لان كل يوم يمر يعرض حياة المحتجزين للخطر.

وأوضح الموقعون على الرسالة أنهم لا يدعون إلى عصيان الأوامر وعدم الحضور، وأنهم سيواصلون الخدمة في قوات الاحتياط؛ لكنهم يؤكدون عزمهم على ممارسة حقوقهم المدنية، ويحذرون من استمرار القتال الطويل الذي يعرض حياة المحتجزين والجنود والمدنيين للخطر، وأشاروا إلى أن استمرار الحرب يخدم أهدافًا سياسية. كما أكدوا اعتراضهم على قرار فَصْل أفراد الاحتياط من القوات الجوية، وقالوا إن هذا القرار يهدف إلى إسكات الانتقادات المدنية المشروعة.

وأشارت الصحيفة العبرية أيضا إلى الرسالة التي وقع عليها 250 من أفراد الاحتياط في وحدة الاستخبارات 8200 الذين أكدوا هم أيضًا أن استمرار الحرب لا يساهم في تحقيق أي من أهدافها المعلنة. وأشارت الصحيفة إلى رسائل مشابهة من جنود الاحتياط في سلاح المدرعات وضباط سابقين في البحرية.

هيئة البث العبرية: بعد القوات الجوية والبحرية: رسالة احتجاج أيضا من شعبة الاستخبارات

تطرقت أيضًا هيئة البث العبرية إلى رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي الذي أخذ يستشري في مختلف الأسلحة والوحدات العسكرية للمطابة بوقف إطلاق النار والتضامن مع طياري القوات الجوية الذي تم فصلهم مؤخرًا، تقول القناة العبرية إن احتجاجات أخرى بدأت تظهر بين ضباط الوحدات الخاصة والاستخباراتية، سواء بين أفراد الخدمة الفعلية، أو الضباط في الاحتياط، لمطالبة حكومة نتنياهو بالعمل على إطلاق سراح عن المحتجزين حتى لو كان ذلك على حساب وقف القتال في غزة. وأشارت القناة أنه تم بالفعل حتى الآن جمع مئات التوقيعات، ويعتزم الموقعون نشر رسالة احتجاج كما فعلت القوات الجوية.

وأشارت القناة أن البيان الصادر عن ضباط في الاستخبارات، مشابه في محتواه للرسائل الأخرى التي وقع عليها أفراد الجيش للمطالبة بوقف الحرب، حيث يتفق الجميع على أن استمرار الحرب في هذا الوقت يخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية وليس مصالح أمنية. كما أن استمرار الحرب لا يساهم في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وسيؤدي إلى مقتل المحتجزين والجنود والأبرياء في قطاع غزة. وعبّر ضباط الاستخبارات عن قلقهم مما وصفوه باستنزاف أفراد الخدمة الاحتياطية وارتفاع معدلات عدم الالتحاق بالخدمة الاحتياطية، وحذروا من خطورة التأثيرات المستقبلية لهذا الاتجاه الذي بدأ يستشري في الجيش.

القناة 13: نتنياهو يشن هجوما على جنود الاحتياط الموقعين على عريضة إنهاء الحرب: “حفنة من الأعشاب البرية تريد إسقاط الحكومة”

أشارت القناة الـ 13 إلى الهجوم الشديد الذي شنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ضد جنود الاحتياط الذين وقعوا على الرسائل المعارضة للحرب، وتؤكد القناة أن نتنياهو كرر مرة أخرى راويته الكاذبة بأن هذه الدعوات تهدف إلى رفض الخدمة والتمرد، وأضافت القناة أن نتنياهو هاجم الموقعين، قائلا: “مرة أخرى نفس الرسائل، مرة باسم الطيارين، مرة باسم جنود البحرية، ومرة باسم آخرين. لكن الجمهور لم يعد يصدق تلك الأكاذيب التي تُرددها وسائل الإعلام” على حد زعمه.

وتضيف القناة أن نتنياهو وصف الموقعين بأنهم “حفنة من الأعشاب البرية، تديرهم جمعيات ممولة من الخارج هدفها الوحيد هو إسقاط حكومة اليمين”، مضيفًا: “هذا ليس تيارًا، ولا ظاهرة جماهيرية، بل مجموعة صغيرة وصاخبة من المتقاعدين الفوضويين المنفصلين عن الواقع، معظمهم لم يخدم في الجيش منذ سنوات”. على حد قوله.

وختم نتنياهو حديثه بالتحذير من الترويج لما وصفه بـ”التمرد المغلف”، مؤكدًا أن كل من يشجع على رفض الأوامر العسكرية سيتم إقصاؤه فورًا.

وأشارت القناة كذلك إلى بيان أصدرته هيئة عائلات المحتجزين أعلنوا فيه دعمهم لعريضة القوات الجوية، ومطالبين بإنهاء الحرب فورًا، وإعادة جميع المحتجزين دفعة واحدة دون تأخير، وأكدوا كذلك أن استمرار الحرب في هذا الوقت، تخدم بالأساس المصالح السياسية والشخصية للحكومة، لا المصالح الأمنية والوطنية والاجتماعية للشعب والدولة. وأن استمرار الحرب لا يُسهم في تحقيق أيٍّ من الأهداف المعلنة للحرب، وسيؤدي إلى استنزاف إضافي لجنود الاحتياط يتجاوز الاستنزاف الشديد الموجود بالفعل.

يسرائيل هايوم: عائلات المحتجزين: تعيين رون ديرمر أضر بالمفاوضات.. “إما أن يتوصل إلى اتفاق أو يستقيل” ومكتب نتنياهو يرد: “حملة تخدم حماس”

وبالانتقال إلى صحيفة يسرائيل هايوم نجد أنها اهتمت أيضًا بأسباب تأخر المفاوضات، وعدم تحقيق أي انجاز خلال الفترة الماضية، وأشارت الصحيفة إلى بيان لعائلات المحتجزين الإسرائيليين أعربوا فيه عن قلقهم إزاء تقرير لشبكة CNN يفيد بأن إبعاد رئيس جهاز الشاباك رونين بار من فريق التفاوض واستبداله بوزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أدى إلى توقف المحادثات بشأن الصفقة.

وأكدت هيئة عائلات المحتجزين أن تقرير شبكة CNN يؤكد ما ذهبنا إليه بتعمد حكومة نتنياهو عرقلة مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين. وأوضحوا أن الحكومة وعدتهم بأن تعيين ديرمر سيؤدي إلى تحقيق تقدم، إلا أنه في الواقع يبدو أن شيئًا آخر يحدث.

وطالبت العائلات في تصريحات شديدة اللهجة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بإعادة الـ59 أسيرا من غزة أو الاستقالة من منصبه.

 وبحسب التقرير الذي أوردته الشبكة الأمريكية عن مصدر مطلع على المحادثات، فإنه مع تولي رون ديرمر رئاسة فريق التفاوض في فبراير، حدث “اختلاف كبير في الزخم” وتباطؤ في وتيرة المفاوضات، مقارنة بالمناقشات التي ترأسها رونين بار ورئيس الموساد ديفيد بَرْنِياع. وأضاف المصدر أن “هناك تغييرا واضحا في الأولويات، ويبدو أن إسرائيل قامت بتسييس المفاوضات”.وفقًا لماذا ذكرته الصحيفة العبرية.

معاريف: المقترح المصري لإعادة المحتجزين يحظى بدعم أمريكي.. وإسرائيل: الطريق إلى اتفاق لا يزال طويلا

ننتقل الآن إلى صحيفة معاريف والحديث عن مفاوضات وقف إطلاق النار؛ حيث أشارت الصحيفة إلى المقترح المصري الأخير الذي رفضته إسرائيل بشدة، عاد للواجهة بقوة بعد المحادثات التي أجراها نتنياهو في البيت الأبيض. وتقول الصحيفة إن هذا المقترح يلقى دعمًا أمريكيًا، وأصبح بمثابة مخطط جديد لصفقة المحتجزين، حيث يتم مناقشته بين إسرائيل والولايات المتحدة ومصر، وتفيد تقارير عن تحقيق بعض التقدم في المحادثات في هذا المقترح.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى اجتماع الكابينت الذي عقده نتنياهو بعد عودته من الولايات المتحدة، حيث أطلع وزراء المجلس الأمني على المفاوضات بشأن الصفقة مؤكدًا أن حماس تظهر “علامات تحرك إيجابية”.

وتضيف الصحيفة أن نتنياهو أجرى تقييمًا للوضع مع فريق المفاوضات ومع قادة جهاز الأمن.

وأفادت معاريف أن الاقتراح المصري يتضمن إطلاق سراح من ثمانية إلى تسعة محتجزين أحياء، من بينهم الجندي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية، بالإضافة إلى 8 محتجزين قتلى. وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن 300 أسير فلسطيني، منهم 150 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، فضلا عن 2,200 أسير من قطاع غزة.

وبحسب المقترح المصري، فإن الاتفاق يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 70 يوما، يتم خلالها استئناف المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار دائم واستئناف المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

يديعوت أحرونوت: اكتمال حصار رفح.. الفرقة 36 تسيطر على محو فيلادلفيا الجديد ووفد حماس يصل القاهرة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش انتهى خلال الـ24 ساعة الماضية من تطويق رفح بجنوب قطاع غزة، وأن الفرقة 36 أنجزت فتح “محور موراج” – الذي أطلق عليه نتنياهو اسم “فيلادلفيا الجديدة” – الذي يقسم جنوب قطاع غزة بين رفح وخان يونس. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات تواصل القضاء على ما أسماهم بالمخربين وتعمل على تدمير البنية التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها. طبقًا لما جاء في بيان للجيش.

وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان أن قوات الجيش “ستواصل بسط السيطرة على محور موراج وتنفيذ عمليات بالمنطقة”.

وأصبحت رفح الآن محاصرة بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث تسيطر الفرقة 36 على ممر موراج، بينما تعمل فرقة غزة في ممر فيلادلفيا، في المنطقة الحدودية بين مصر وغزة.

وذكرت الصحيفة العبرية أنه تم اعتراض ثلاثة صواريخ أطلقت من جنوب قطاع غزة في مناطق نير يتسحاق وسوفا وحوليت. وأعلن الجيش أيضا أن جنديا من الاحتياط أصيب بجروح خطيرة خلال نشاط عملياتي على الحدود اللبنانية.

ننتقل الآن إلى هذا المقطع الذي يتحدث عن سيطرة جيش الاحتلال على محور موراج – الذي سيقسم قطاع غزة إلى قسمين، وكما سيظهر أمامكم يعترف الجيش بتدمير قطاع غزة ونسف كل المباني فوق الأرض.. والسؤال ألا يعد هذا الفيديو توثيقًا للجرائم التي اقترفها جيش الاحتلال وباعترافهم أنفسهم كما جاء في الفيديو.

واللا: الجيش يسيطر على نحو 30% من قطاع غزة ولديه خطط لمواصلة القتال

بالانتقال إلى موقع واللا والحديث عن العمليات العسكرية في القطاع فقد ذكر الموقع أنه خلال الـ48 ساعة الماضية، توغلت قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وتقدمت القوات بمساعدة سلاح الجو ونيران المدفعية والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك). وتركزت معظم عمليات التقدم في مناطق رفح ومحور موراج جنوب قطاع غزة، ومحور نتساريم وبيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة. وبحسب تقديرات مصدر أمني رفيع المستوى، فإن الجيش الإسرائيلي يقترب من السيطرة على 30% من قطاع غزة، في محاولة للضغط على قيادة حماس التي تختبئ في الأنفاق. حسب ما جاء في الموقع العبري.

ويضيف الموقع أنه طبقًا لتقديرات المؤسسة الأمنية فإن انتقال السكان الفلسطينيين إلى ما أسمته بالمناطق الآمنة سيؤدي إلى الضغط على حماس، على أمل أن تدفع تلك الخطوة إلى التقدم في المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين وتحقيق وقف إطلاق النار. وبحسب مصدر أمني رفيع، إذا لم تحقق حماس تقدمًا في المفاوضات في المستقبل المنظور، فإن الجيش يخطط للسيطرة على 50% من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة أخرى، إضافة إلى رفح، وإجلاء عدد أكبر بكثير من السكان الفلسطينيين إلى ما وصفه ملاذات إنسانية آمنة جديدة؛ حسب ما نقله الموقع العبري.

التقرير من إعداد و ترجمة الدكتور أيمن عبد الحفيظ؛ مترجم فوري ومذيع بالبرنامج العبري بالاذاعات الدولية الموجه إلى إسرائيل.