دراسة: السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دراسة: السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة - تكنو بلس, اليوم الأحد 13 أبريل 2025 10:39 صباحاً

في خطوة علمية غير مسبوقة، أعلنت هيئة التراث في المملكة العربية السعودية عن نتائج دراسة استثنائية كشفت عن ماضٍ بيئي مذهل لأرض المملكة. فمن خلال تحليل متكونات كهفية محلية تُعرف باسم "دحول الصمّان"، توصل فريق بحثي إلى أن شبه الجزيرة العربية لم تكن يومًا مجرد صحراء قاحلة، بل كانت قبل نحو 8 ملايين سنة واحة خضراء زاخرة بالحياة. هذا الاكتشاف يفتح أبوابًا واسعة لفهم التاريخ البيئي والمناخي للمنطقة، ويعيد رسم تصورنا لطبيعة الجزيرة العربية عبر العصور الجيولوجية.

وخلال مؤتمر صحفي قد عقد في مقر الهيئة بالرياض، أوضح الدكتور عجب العتيبي، المدير العام لقطاع الآثار في هيئة التراث، أن هذا المشروع العلمي اعتمد على تحليل دقيق لترسبات 22 كهفًا في منطقة الصمّان. وتُعد هذه التكوينات الكهفية أرشيفًا طبيعيًا نادرًا، يُخزن في طبقاته معلومات دقيقة عن تغير المناخ والرطوبة ومستويات الأمطار والنباتات على مدى ملايين السنين.

وقد نشرت هيئة التراث مقالة علمية في مجلة "نيتشر" العلمية تحت عنوان "الحقب الرطبة المتكررة بشبه الجزيرة العربية خلال الـ 8 ملايين سنة الماضية" وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والدولية تحت مظلة مشروع الجزيرة العربية الخضراء، الذي يهدف لاستكشاف التاريخ الطبيعي والبيئي للمنطقة.
 
وكشفت الدراسة العلمية عن سجل دقيق للمناخ القديم حول أرض السعودية وذلك من خلال تحليل 22 متكونًا كهفيًّا تعرف علميًا بالهوابط والصواعد، حيث قد استخرجت من 7 دحول تقع شمال شرق منطقة الرياض بالقرب من مركز شَوية بمحافظة رماح، كما تعرف هذه الكهوف باسم "دحول الصمّان" محليًا.

كما قد شارك بهذه الدراسة 30 باحثًا من 27 جهة متنوعة محلية ودولية، وكان من أبرزها هيئة التراث، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعات ومراكز بحثية من دول مثل ألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة.

وأكد الدكتور العتيبي أن الدراسة أسفرت عن إنشاء أطول سجل مناخي مستمر في الجزيرة العربية، بل وأحد أطول السجلات المناخية المعروفة على مستوى العالم، حيث يمتد عبر فترة زمنية هائلة تصل إلى 8 ملايين عام. ويُعد هذا إنجازًا فريدًا يُضيف المملكة إلى قائمة الدول الرائدة في أبحاث المناخ القديم والبيئة الجيولوجية.

ومن أبرز ما كشفته الدراسة هو أهمية موقع الجزيرة العربية باعتبارها ممرًا حيويًا انتقلت من خلاله الكائنات الحية بين ثلاث قارات، أفريقيا، آسيا، وأوروبا. هذه الحقيقة تدعم النظرية القائلة بأن تغير المناخ لعب دورًا محوريًا في دفع الكائنات الحية والبشر الأوائل للانتقال والهجرة عبر هذه الأرض. ويعزز هذا الفهم من قيمة الجزيرة العربية كمسرح طبيعي للتنوع البيولوجي والهجرات الكبرى التي شكلت تطور الإنسان والنظام البيئي العالمي.

تُعد نتائج هذه الدراسة حجر زاوية في فهم التحولات المناخية العالمية، خاصةً أن الترسبات الكهفية نادرة في هذه المنطقة من العالم. وستسهم هذه البيانات الجديدة في دعم أبحاث متعددة التخصصات، تشمل علم الأحياء القديمة، الجيولوجيا، وعلم الإنسان. كما أنها تدعم الجهود السعودية نحو استكشاف إرثها الطبيعي والبيئي، وتعزيز دورها العلمي في خريطة البحوث العالمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق