نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انتظار مفاوضات مسقط أو استباق نتائجها؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 13 أبريل 2025 08:27 صباحاً
أظهر المسؤولون في إيران حرصاً على الحديث عن منح المحادثات مع الولايات المتحدة في مسقط " فرصة حقيقية" قبل انطلاقها، فيما كرّر وزير خارجيتها عباس عراقجي بعد الجلسة الأولى لهذه المحادثات التي ستتبعها جلسة اخرى السبت المقبل" أنّ هناك فرصة للتفاهم مع الولايات المتحدة الاميركية في شأن المحادثات النووية"، كما قال باعتبار أنّ إيران تصرّ على حصر الموضوع ببرنامجها النووي فحسب. وثمة ترقّب عالمي واقليمي لهذه المفاوضات لتداعياتها الكبيرة المحتملة سلباً أو إيجاباً، ولا يخرج لبنان في شكل خاص عن هذا الاطار فيما ضغط الأميركيون حتى الآن لفصل لبنان عن إيران من خلال عدم انتظار المفاوضات المرتقبة معها لبتّ نزع سلاح " حزب الله"، ولكن الرهانات بقيت قوية في هذا الاتجاه وأبرزها رهان الحزب نفسه ما اذا كانت المفاوضات يمكن أن تنقذ سلاحه الى حدً ما قياساً إلى اعتبار إيران أنّ نفوذها الإقليمي ليس على بساط البحث. والتحدّي بالنسبة إلى لبنان الذي تُثيره هذه المحادثات يتصل بضرورة توظيف لبنان مدة المفاوضات الأميركية الإيرانية لوضع نزع سلاح الجزء على النار وبسرعة وقبل انتهائها في حين يُعوّل بعض اخر على أنّ نتائج المفاوضات قد تعطي دفعاً لجهود لبنان على هذا الصعيد.
القضية الرئيسية المحورية في لبنان راهناً لا تزال إيران وارتباطها بأحد أبرز أذرعها في المنطقة. ما لا يتم التركيز عليه على نحو كافٍ على هذا الصعيد وفي ضوء زيارة مساعدة الموفد الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أنّ لا مجال للتراجع بالنسبة لإسرائيل أمام ما حققته على حدودها الشمالية. ويمكن أن يكون "قمع" الرئيس الاميركي لطموح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال الفرصة المتاحة راهناً أمام توجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية بمثابة إطلاق يد ممدّد لإسرائيل التي لا تستطيع وفق لتصريحات مسؤوليها أن تتحمّل عدم إنهاء المهمة التي بدأتها في لبنان وتفكيك الترسانة التي كانت موجّهة إليها بالكامل انطلاقاً من انها قد لا تحصل على فرصة أخرى مماثلة أبداً. وهذا ما يفترض أن يأخذه لبنان في الاعتبار وفقاً لمصادر ديبلوماسية تتفهّم أنّ لبنان لا يستطيع مجاراة نصيحة أورتاغوس كليّاً بعدم ربط موضوع الواقع اللبناني وتطوراته بمجريات مفاوضات الأميركية الايرانية علماً أنّه تم تحييد لبنان إلى حدّ كبير عن السطوة الإيرانية بفعل إضعاف الحزب.
إلّا أنّ إيران التي تعلن حصر المفاوضات ببرنامجها النووي باتت من دون ترسانة عسكرية وأظهرت أخيراً استعداداتها بالتخلّي عن كل التهديدات العملانية والموجّهة إلى إسرائيل ان في العراق او في اليمن. وتالياً هناك الكثير من النتائج الإيجابية الأخرى الممكنة للبنان إنّما على خلفية مسارعته الى بدء مسار نزع سلاح الحزب. والضغط الداخلي السياسي والشعبي الذي تتعرّض له السلطات اللبنانية مجاراة للضغط الخارجي بعض الشيء والاستفادة منه على الارجح أو أكثر، لأنّ لبنان الذي استعاد الذكرى الخمسين سنة لبدء الحرب سلط مسؤولوه الضوء بقوة على اهدار حياة اللبنانيين لمصلحة حروب اعادتهم عقود الى الوراء من دون نتائج ايجابية مفيد ومهم على هذا الصعيد. وما يقوله المسؤولون بتردّد أو لا يقولونه إطلاقاً أنّ هناك ضغطاً كبيراً لا يُستهان به، إذ يمكن القول أنّ المرحلة الحالية هي للضغوط فقط على أن تأتي مرحلة قطف الثمار لاحقاً.
فالحكومة اللبنانية انكبّت بدأب على السعي إلى إنهاء مشاريع القوانين المطلوبة حول السرية المصرفية واعادة هيكلة المصارف قبيل اجتماعات صندوق النقد الدولي في 21 الجاري في واشنطن، علماً أنّ معلومات متعددة المصادر أفادت بأنّ مرحلة إعادة الإعمار في لبنان لم توضع على الطاولة في المؤتمر الذي كان معدّاً لعقده حول إعادة الاعمار في دول المنطقة ويعتقد انه سيتم التركيز بدفع اقليمي على اعادة الاعمار في سوريا في حين ان لبنان مؤجل الى مرحلة لاحقة.
هذه المرحلة التي باتت مرتبطة وفق ما بات معروفاً ووفقاً لما ركزت عليه أورتاغوس في زيارتها الاخيرة لبيروت على نزع سلاح الحزب كما على الاصلاحات المطلوبة والتي طال انتظارها. وفي الوقت الذي ظهرت بداية اهتمام الحكومة بالإصلاحات، يودّ الجميع رؤية بدء المسار الملموس على نزع سلاح الحرب لارتباط الامرين معاً. وهذه مسؤولية مشتركة لكل من الحزب الذي يتوقف عليه إثبات ارتباطه بمصلحة لبنان واللبنانيين وحدّهم بعدما اضطر قسرا وفي ظل الوجع الكبير الذي أصابه ولكن أصاب اللبنانيين أكثر إلى فكّ ارتباطه بغزة وللدولة اللبنانية التي عليها أن تتحرّك بالزخم نفسه الذي تحركت به تحضيراً لاجتماعات صندوق النقد.
[email protected]
0 تعليق