كتب .. مصطفى محمود

توجهت أنظار المستثمرين بشكل متزايد نحو الذهب باعتباره ملاذاً آمناً، وذلك في ظل الضبابية التي تكتنف المشهد الاقتصادي العالمي وتصاعد المخاوف من ركود اقتصادي وشيك، وهو ما انعكس في توقعات متفائلة أطلقتها مؤسستا "غولدمان ساكس" و"يو بي إس"، رجّحت أن ترتفع أسعار المعدن النفيس إلى مستويات غير مسبوقة خلال العامين المقبلين.

توقعات أسعار الذهب 2025

وبحسب مذكرتين منفصلتين صدرتا مؤخراً، تتوقع "غولدمان ساكس" أن يصل سعر الذهب إلى 3700 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025، مع احتمال بلوغه 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026، في المقابل، توقعت "يو بي إس" أن يصل السعر إلى 3500 دولار للأونصة بحلول ديسمبر 2025، في ظل زخم متصاعد للطلب على الذهب من مختلف شرائح السوق.

وتأتي هذه التقديرات بعد أسبوع حافل حقق فيه الذهب مكاسب بلغت 6.6%، ليسجل سعراً قياسياً جديداً تجاوز 3245 دولاراً للأونصة، وفق بيانات "بلومبرغ".

وربط محللو "غولدمان ساكس" هذه التوقعات بزيادة كبيرة في مشتريات البنوك المركزية، والتي قد تصل إلى 80 طناً شهرياً في المتوسط خلال 2024، بالإضافة إلى توقعاتهم بزيادة الطلب من صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) مع تصاعد احتمالات الركود، والتي قدّروها بنسبة 45%.

وفي حال تحقق سيناريو الركود، فإن تدفقات المستثمرين نحو الذهب قد تتسارع بشكل إضافي، ما قد يدفع الأسعار إلى مستويات تقترب من 3880 دولاراً للأونصة بحلول نهاية العام الجاري.

من جهتها، لفتت المحللة الاستراتيجية في "يو بي إس"، جوني تيفيز، إلى أن الطلب القوي على الذهب يأتي من شرائح واسعة تشمل البنوك المركزية، وصناديق الثروات الخاصة، ومديري الأصول، والمستثمرين الأفراد، مؤكدة أن البيئة الجيوسياسية والتجارية الراهنة تدفع بشكل متزايد نحو البحث عن أصول آمنة.

وأشارت تيفيز إلى أن محدودية المعروض من الذهب نتيجة ضعف نمو الإنتاج من المناجم، إلى جانب احتجاز كميات ضخمة من المعدن في احتياطات البنوك المركزية وصناديق المؤشرات، قد يؤدي إلى تضخيم تحركات الأسعار في حال تزايد الطلب.

كما لفتت إلى أن السوق لا تزال غير مشبعة من حيث تموضع المستثمرين في الذهب، مشيرة إلى أن نسب التمركز ما تزال دون المستويات القصوى التي سُجلت في ذروتي 2012 و2020، ما يترك مجالاً واسعاً للمزيد من التدفقات.