فقدت مصر، وتحديدًا مدينة الإسكندرية، أحد أبرز رموز المال والأعمال بوفاة رجل الأعمال السكندري ميشيل أحد، الذي رحل عن عالمنا يوم الأحد بعد صراع مع المرض داخل أحد مستشفيات المدينة الساحلية. لم يكن ميشيل أحد مجرد تاجر ناجح، بل كان يُلقّب بـ"أغنى أغنياء الإسكندرية"، وامتدت شهرته من تجارة الأدوات الكهربائية إلى امتلاك أحد أكبر أساطيل السيارات في مصر، فضلاً عن كونه وكيل العلامة العالمية Bticino وصاحب مصانعها في البلاد.

رجل الأعمال ميشيل أحد لم يكن مجرد اسم في عالم التجارة، بل كان قصة صعود تروى في أروقة الاقتصاد السكندري، حيث بدأ نشاطه من شارع السبع بنات، أحد أشهر شوارع الإسكندرية الشعبية، كتاجر للأدوات الكهربائية. وبفضل حنكته التجارية وقدرته على التوسع، استطاع أن يحول نشاطه البسيط إلى إمبراطورية متكاملة في مجالات متعددة، أبرزها الأجهزة الكهربائية وتجارة السيارات.

عرف ميشيل أحد بامتلاكه واحدًا من أكبر أساطيل السيارات الفاخرة في مصر، حيث جمع بين الشغف الشخصي بالسيارات والفكر الاستثماري الذكي، مما جعله مرجعًا في عالم تجارة السيارات الفارهة، ووجّهت إليه الأنظار باعتباره من بين القلائل الذين يملكون هذا الحجم من المركبات المميزة في البلاد. وامتدت شهرته لتصل إلى الطبقات الراقية وحتى عالم رجال الدولة، الذين تعاملوا مع مشاريعه وخدماته على مدار سنوات.

لكن إنجازاته لم تقتصر على السيارات، فقد كان ميشيل أحد أيضًا صاحب توكيل Bticino، الشركة الإيطالية الرائدة في صناعة المفاتيح الكهربائية وأنظمة الحماية الذكية. وتمكن من إنشاء مصانع محلية لإنتاج منتجات Bticino في مصر، مما ساعد في توطين الصناعة وتوفير فرص عمل للمئات من العمال والفنيين، ليصبح أحد روّاد الصناعة المحلية التي تمزج بين الجودة الأوروبية والتصنيع المصري.

رحيل ميشيل أحد ترك فراغًا كبيرًا في مجتمع الأعمال، خاصة في الإسكندرية التي كان يعتبر فيها واحدًا من أعمدتها الاقتصادية والرموز الاجتماعية. وقد نعت الأوساط التجارية هذا الاسم الكبير بكثير من الاحترام، مشيدة بتواضعه رغم ثروته الطائلة، وبالتزامه الأخلاقي في العمل، وبمساهماته الخيرية التي ظلّ يقدّمها بصمت بعيدًا عن الأضواء.

وبرحيل "أغنى أغنياء الإسكندرية"، تطوى صفحة أحد أبرز رجال الأعمال العصاميين في مصر، لكن سيرته ستظل مصدر إلهام لكل من يسعى لصناعة نجاح حقيقي من الصفر، بعيدًا عن الصخب، ولكن بقوة التأثير.