أسعار الذهب تسجل مستويات غير مسبوقة بفعل الحرب التجارية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، حيث تخطت حاجز 3 آلاف دولار للأونصة نتيجة للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول العالم. قرارات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، برفع التعريفة الجمركية على الواردات، أدت إلى اضطراب الأسواق وأضعفت الدولار. تلك الإجراءات جاءت ضمن محاولات إصلاح الاقتصاد الأمريكي منذ دخوله سباق الانتخابات الرئاسية.

ارتفاع أسعار الذهب عالمياً

أسعار الذهب عالمياً شهدت قفزة كبيرة تجاوزت التوقعات. سجلت أسعار الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 1.6% لتبلغ 3,031.02 دولار للأونصة، كما ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 1.9% لتصل إلى 3,046.61 دولار للأونصة. جاء هذا الارتفاع بعد موجة انخفاض مؤقتة دفعت الأسعار إلى أقل من 3,000 دولار للأونصة في وقت سابق من الأسبوع، لتحقق بعدها مكاسب تعكس تأثير الحرب التجارية والقرارات الاقتصادية الأمريكية.

تُشير توقعات العديد من المؤسسات المالية إلى استمرار صعود الذهب، مع احتمال بلوغ الأسعار مستويات جديدة بحلول عام 2025. يعود ذلك للحرب التجارية وتأثيراتها السلبية على الدولار، حيث انخفض مؤشره إلى أدنى مستوياته في ستة أشهر، مما حفز الطلب على الذهب كمخزن آمن للقيمة.

أداء بقية المعادن الثمينة

لم يكن الذهب هو المعدن الوحيد الذي شهد تغييرات جذرية. ارتفعت أسعار الفضة الآجلة بنسبة 1.8% لتسجل 30.210 دولار للأونصة، بينما صعد البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 916.65 دولار للأونصة. على العكس، انخفضت أسعار النحاس بنسبة 0.6% في بعض العقود الآجلة ببورصة لندن للمعادن، مما يعكس آثاراً متباينة للقرارات الاقتصادية.

أثر الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي

الحرب التجارية التي قادها ترامب أحدثت أضراراً اقتصادية بالغة، حيث فرضت تعريفة جمركية تصل إلى 50% على بعض الأسواق الآسيوية والعربية. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ركود اقتصادي، مع تأثر القوى الشرائية وزيادة التضخم في عدة دول. هذه السياسات أثرت بشكل كبير على أسواق السلع العالمية، معززاً دور الذهب كملاذ آمن خلال الأزمات الاقتصادية.

ختاماً، يبقى الذهب المستفيد الأكبر من التوترات التجارية العالمية، وسط توقعات بمواصلة الاتجاه الصعودي خلال الأعوام القادمة.