قام الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي بزيارة مدينة العريش اليوم، وذلك لتأكيد التضامن بين البلدين وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 وقد تضمنت الزيارة العديد من الأنشطة واللقاءات المهمة التي أظهرت حجم التعاون والتنسيق بين البلدين في دعم الجرحى الفلسطينيين.

الهدف من الزيارة: دعم فلسطين وتأكيد التضامن مع الجرحى

صرّح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الزيارة تأتي في سياق دعم فرنسا لمصر في جهودها الإنسانية الكبيرة التي تتعلق باستقبال ورعاية الجرحى الفلسطينيين. 

وقد تم خلال الزيارة تفقد مستشفى العريش حيث التقى الرئيسان بعدد من الجرحى الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال الذين أصيبوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. 

كما شملت الزيارة مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري، الذي يتم من خلاله تجميع المساعدات الإنسانية المقدمة لمساعدة سكان غزة.

تفاصيل جهود مصر في تقديم الرعاية الصحية

قام الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، باستعراض جهود الدولة المصرية في تقديم الرعاية الصحية للجرحى الفلسطينيين. وأوضح أن مصر قد استقبلت نحو 107 آلاف فلسطيني، تم إجراء الفحوصات الطبية لهم وتطعيم 27 ألف طفل فلسطيني. كما استقبلت المستشفيات المصرية أكثر من 8 آلاف مصاب فلسطيني وأجرت أكثر من 5160 عملية جراحية. تم توزيع المصابين على 300 مستشفى في 26 محافظة بمصر، بينما تم توفير الرعاية للمرافقين أيضًا. كما أشار إلى أن تكلفة الخدمات الطبية التي قدمتها مصر بلغت نحو 578 مليون دولار ومن المتوقع أن تصل إلى مليار دولار.

جهود الإسعاف المصري واللوجستيات

كما تم تخصيص 150 سيارة إسعاف في محافظة شمال سيناء لاستقبال الحالات القادمة عبر المعبر من الهلال الأحمر الفلسطيني. وشاركت نحو 750 سيارة إسعاف في نقل الجرحى إلى المستشفيات المصرية، مما يبرز التنسيق اللوجستي الكبير الذي تبذله مصر لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين. وأشار وزير الصحة إلى أن جهود الحكومة المصرية تشمل أيضًا تقديم خدمات الإعاشة والإقامة لجميع المرافقين للجرحى.

موقف مصر الثابت ودعوتها لوقف إطلاق النار

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على الموقف الثابت لمصر في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر تبذل جهودًا حثيثة على المستوى الدبلوماسي للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. كما أكد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل عاجل لحماية المدنيين ودرء تداعيات العدوان. وقد أشاد الرئيس السيسي بالدور الفرنسي في تقديم الدعم الإنساني والطبي لفلسطين.

رسالة مشتركة من الرئيسين: ضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين

خلال الزيارة، شدد الرئيسان السيسي وماكرون على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدين على أهمية توفير الحماية للمدنيين وعمال الإغاثة الذين يعملون في مناطق النزاع. كما رفضا القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكّدين على موقفهما الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.

تعزيز التعاون الثنائي ودعم فلسطين

واختتمت زيارة الرئيسين إلى مدينة العريش بتأكيد التعاون المستمر بين مصر وفرنسا في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في محنته، مع التركيز على الجوانب الإنسانية والطبية. وتبقى هذه الزيارة بمثابة تجسيد حقيقي للتضامن بين الشعبين المصري والفرنسي في مواجهة الأزمات الإنسانية.