كتب - محمود كمال 

أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جهاز الأمن الداخلي بفتح تحقيق فوري بعد تسريب تفاصيل عرض أميركي حساس يتعلق باتفاق جديد بشأن الاستفادة من الأصول الأوكرانية في إطار صفقة المعادن الحيوية. 

واستند زيلينسكي إلى تقارير نشرتها صحيفة فاينانشيال تايمز والتي كشفت عن بنود الاتفاق الأخير الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دون موافقة أوكرانية واضحة ما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين. 

وكشفت التسريبات عن مسودة الاتفاق التي نشرها النائب المعارض ياروسلاف جيليزنيك في 26 مارس الماضي زاعما حصوله على نسخة رسمية منها قبل أن تتولى الصحيفة البريطانية نشر الوثيقة الكاملة في اليوم التالي. 

وأبدى زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي عقد بعد يومين من الواقعة، استغرابه من الجهة التي سربت تلك المعلومات الحساسة وتساءل صراحة عن الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بنقل تفاصيل العرض الأميركي إلى الصحافة. 

وأعرب مسؤولون أوكرانيون عن استيائهم من حجم الطلبات الأميركية الجديدة، واعتبروا أن بعض بنود العرض الأميركي الجديد غير قابلة للتنفيذ سياسيا خاصة ما يتعلق باستخدام البنية التحتية الوطنية دون مقابل أو ضمانات أمنية. 

وأخضع جهاز الأمن الأوكراني عددا من الموظفين في عدة وزارات لاختبارات كشف الكذب، دون أن يكشف عن عددهم أو الجهات المستهدفة مفضلًا إبقاء التحقيق سريا. 

وأكد الجهاز في بيان مقتضب التزامه بحماية أمن البلاد، مع المحافظة على سرية تفاصيل أنشطته ونتائج تحقيقاته. 

وأثار استخدام اختبارات كشف الكذب جدلا واسعا خاصة أن فعاليتها محل شك علمي لكنها تستخدم في أوكرانيا بشكل روتيني، سواء في التحقيقات الجنائية أو أثناء فحص المتطوعين الراغبين في الانضمام للجيش. 

وتصاعد التوتر بين واشنطن وكييف بشكل ملحوظ مؤخرا، بعد تقديم خطة أميركية معدلة توسع من نطاق العرض السابق وتركز على استغلال المعادن النادرة وموارد الطاقة الحيوية الأوكرانية دون التزام أميركي بتقديم أي ضمانات أمنية لكييف.