في خطوة تعكس استمرار حالة التذبذب في أسواق مواد البناء، شهدت أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 5 أبريل 2025 تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية، مقارنة بالأيام الماضية. ويأتي هذا التراجع وسط مؤشرات على تباطؤ الطلب في القطاع العقاري، وتغيرات في أسعار مدخلات الإنتاج، فضلاً عن السياسات التجارية والمالية التي تؤثر بشكل مباشر على حركة الأسواق في مصر.

وفي هذا التقرير المفصل، نرصد أسعار الحديد والأسمنت اليوم في مختلف الشركات والمصانع المنتجة، بالإضافة إلى تحليلات لأسباب هذا الانخفاض، وتأثيراته المحتملة على القطاع العقاري والمستهلكين والمطورين على حد سواء.

تراجع ملحوظ في أسعار الحديد.. والمستهلكون يأملون في استمرار الانخفاض

سجلت أسعار الحديد انخفاضًا جديدًا مع بداية تعاملات اليوم السبت، في وقت ينتظر فيه المستهلكون والمقاولون مزيدًا من التراجع الذي قد يسهم في خفض تكاليف البناء والمشروعات السكنية. ويُعد الحديد من أبرز مواد البناء التي تؤثر أسعارها بشكل مباشر على تكلفة الإنشاءات في السوق المحلي.

أسعار الحديد في السوق المحلي اليوم السبت:

حديد عز: سجل سعر الطن نحو 39,000 جنيه، ليبقى ضمن الفئة الأعلى في السوق رغم التراجع الطفيف.

حديد بشاي: تراجع إلى 38,500 جنيه للطن، بانخفاض لافت مقارنة بالفترة السابقة.

حديد العتال: انخفض إلى 38,000 جنيه للطن، مواصلاً سلسلة التراجعات منذ بداية مارس.

حديد المراكبي: استقر عند 37,300 جنيه للطن.

حديد المصريين ومصر ستيل: سجلا نفس السعر وهو 37,000 جنيه للطن، في ظل المنافسة السعرية بين الشركات.

حديد المعادي: بلغ سعر الطن 36,500 جنيه.

حديد الكومي: سجل 36,000 جنيه.

حديد العشري: بلغ سعره 35,800 جنيه.

حديد بيانكو وسرحان: سجلا أدنى الأسعار اليوم عند 34,000 جنيه للطن.

هذا التراجع يأتي نتيجة عوامل متعددة، أبرزها انخفاض أسعار الخامات عالميًا، خاصة خام البيليت والخردة، فضلًا عن تحسن نسبي في سعر صرف الجنيه أمام الدولار خلال الأسابيع الماضية.

الأسمنت يسير على خطى الحديد.. والأسعار تتراجع تدريجيًا

كما انخفضت أيضًا أسعار الأسمنت اليوم في تعاملات السوق المصري، ما يمثل فرصة سانحة لأصحاب المشروعات العقارية الصغيرة والمتوسطة لخفض التكاليف وزيادة معدلات التنفيذ في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة.

أسعار الأسمنت في الأسواق المصرية اليوم السبت:

أسمنت السويدي: سجل الطن 3,500 جنيه.

أسمنت قنا: بلغ 3,420 جنيه.

أسمنت العسكري بني سويف: وصل إلى 3,400 جنيه.

أسمنت التعمير: بلغ 3,350 جنيه.

أسمنت المخصوص والسويس: سجلا 3,300 جنيه للطن.

أسمنت المعلم: بلغ 3,230 جنيه.

أسمنت مصر بني سويف: سجل 3,220 جنيه.

أسمنت النصر: بلغ 3,260 جنيه.

أسمنت الفهد ووادي النيل وسيناء 42.5: سجل كل منها 3,200 جنيه.

أسمنت السهم: بلغ 3,250 جنيه.

أسمنت حلوان: سجل 3,320 جنيه.

وتأتي هذه الأسعار في ظل حالة من المنافسة بين الشركات المنتجة، لا سيما بعد استقرار نسبي في تكاليف النقل والطاقة خلال الفترة الماضية، الأمر الذي سمح بإعادة تسعير المنتجات بشكل أكثر مرونة.

ما العوامل التي ساهمت في انخفاض أسعار الحديد والأسمنت اليوم؟

يرجع هذا التراجع في أسعار الحديد والأسمنت اليوم إلى عدد من العوامل المشتركة بين المنتجين والمستهلكين، أبرزها:

تراجع الطلب المحلي بسبب تباطؤ نشاط البناء والتشييد في بعض المناطق.

انخفاض أسعار مدخلات الإنتاج عالميًا مثل خام الحديد والكلنكر.

استقرار أسعار الطاقة نسبيًا، مما خفّض من تكاليف التشغيل.

تحسن سعر صرف الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية.

تخفيضات وعروض من بعض الشركات لجذب المقاولين والمستهلكين.

تأثير الأسعار الجديدة على السوق العقاري والمشروعات القومية

يؤكد خبراء أن هذا التراجع في الأسعار قد يكون له أثر إيجابي على تنفيذ المشروعات القومية، مثل مبادرة “سكن لكل المصريين” ومشروعات البنية التحتية، إضافة إلى تحفيز المستثمرين العقاريين للعودة إلى تنفيذ المشاريع المتوقفة.

كما يُعد هذا الانخفاض فرصة للمواطنين المقبلين على بناء مساكنهم الخاصة، حيث يمكنهم تقليل ميزانية الإنشاء بنسب قد تتراوح بين 10 و15%، خاصة في ظل ارتفاع أسعار التشطيبات ومواد البناء الأخرى خلال الأشهر الماضية.

توقعات مستقبلية لأسعار مواد البناء

تُظهر المؤشرات أن أسعار الحديد والأسمنت اليوم ليست نهاية المطاف، بل يتوقع بعض المحللين استمرار التذبذب خلال الأسابيع المقبلة، خاصة إذا حدثت تقلبات في أسعار النفط والطاقة عالميًا، أو تغيرات في السياسات النقدية والجمركية في مصر.

ويُرجّح أن تبقى الأسعار في نطاقها الحالي مع احتمالات لانخفاضات طفيفة، في حال استمرت معدلات الطلب على حالها، دون ظهور محفزات جديدة لنشاط البناء أو تحفيز القطاع العقاري بشكل أكبر.

الشركات المنتجة تحاول ضبط الأسعار للحفاظ على الحصة السوقية

مع استمرار تراجع الطلب وتقلص حركة المبيعات، تسعى الشركات المنتجة للحديد والأسمنت إلى إعادة هيكلة استراتيجياتها التسويقية، من خلال طرح عروض ترويجية وخصومات على الأسعار، للحفاظ على حصتها في السوق، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة ووجود العديد من العلامات التجارية المحلية.

ويشير مراقبون إلى أن السوق المصري يشهد حاليًا ما يشبه “حرب أسعار” بين بعض المصانع، إذ تسعى الشركات الأقل شهرة أو الأصغر حجمًا إلى كسر حدة المنافسة مع الكيانات الكبرى مثل “حديد عز” و”أسمنت السويدي” عبر تخفيض الأسعار بشكل جذري، في محاولة لاجتذاب شريحة أكبر من المستهلكين والمقاولين في مناطق بعينها.

ماذا يعني انخفاض الأسعار للمستهلك العادي؟

لا شك أن تراجع أسعار الحديد والأسمنت اليوم له انعكاسات مباشرة على الأفراد الذين يخططون لبناء منازلهم أو تطوير عقاراتهم. ويُتوقع أن يُسهم ذلك في خفض تكلفة البناء الإجمالية بنسبة قد تتراوح بين 12% و20%، وفقًا لنوع المشروع، وحجم الكميات المستخدمة من المواد الإنشائية.

كما أن انخفاض الأسعار يخفف الأعباء المالية على المواطنين، خصوصًا في القرى والمناطق الريفية، التي تأثرت مؤخرًا بارتفاع أسعار مواد البناء وركود حركة العمران، مما جعل البعض يتردد في استكمال بناء المنازل أو الانخراط في مشروعات صغيرة.

العلاقة بين أسعار البناء وسوق العقارات

من المعروف أن تكلفة الإنشاءات تؤثر بشكل مباشر على أسعار العقارات النهائية، سواء الوحدات السكنية أو الإدارية أو التجارية. ومع تراجع أسعار الحديد والأسمنت، من المتوقع أن تتباطأ وتيرة ارتفاع أسعار الشقق السكنية، وتظهر حالة من التوازن المؤقت في السوق.

لكن خبراء يحذرون من أن هذا التأثير قد يكون مؤقتًا، في حال لم تترافق الانخفاضات الحالية مع استقرار طويل الأمد في باقي مدخلات البناء مثل مواد التشطيب، وأسعار العمالة، ورسوم التراخيص، وأسعار الأراضي، وهي عناصر لها تأثيرات غير مباشرة على التسعير العقاري العام.

القطاع العقاري بين الركود والانفراجة

يشير العديد من المطورين العقاريين إلى أن السوق يشهد حالة من الترقب، حيث ينتظر المستثمرون والمستهلكون استقرار الأسعار لفترة أطول قبل اتخاذ قرار الشراء أو البناء. وتراهن الحكومة على أن استقرار أسعار الحديد والأسمنت اليوم قد يحفز تنفيذ مشروعات التنمية العمرانية الجديدة، لاسيما في المدن الجديدة والمجتمعات العمرانية التي تشهد توسعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة.

أهمية تحديث أسعار الحديد والأسمنت يوميًا

تُعد متابعة أسعار الحديد والأسمنت اليوم من الأمور الجوهرية التي يهتم بها التجار والمقاولون والمستهلكون على حد سواء، نظرًا لتغيرها شبه اليومي في ظل السوق المفتوح والتقلبات العالمية. ولذلك تُعتبر متابعة الأسعار لحظة بلحظة أداة مهمة لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، سواء بالشراء أو التعاقد أو التخزين.

هل تستمر الانخفاضات خلال الفترة المقبلة؟

تُجمع تحليلات الخبراء أن مستقبل الأسعار سيعتمد على عوامل داخلية وخارجية متشابكة، من أبرزها:

مدى استمرار انخفاض أسعار الخامات عالميًا.

حجم الطلب في السوق المحلي خلال موسم الصيف المقبل.

مدى فعالية مبادرات الحكومة لدعم المشروعات العقارية.

الاستقرار السياسي والاقتصادي الداخلي، وتحسن البيئة الاستثمارية.

ورغم التراجع الحالي في الأسعار، فإن استمرار هذا الانخفاض مرهون بعوامل غير ثابتة، ما يجعل من الضروري متابعة مؤشرات الأسواق العالمية وموقف الدولار ومدى استقرار قطاع الطاقة.