إيلون ماسك ودونالد ترامب... وثالثهما سيارة "تسلا" - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيلون ماسك ودونالد ترامب... وثالثهما سيارة "تسلا" - تكنو بلس, اليوم الخميس 3 أبريل 2025 07:53 مساءً

قد يبدو غريباً أن رجلاً خمسينياً يعمل لتحقيق حلمه بالهجرة إلى المريخ، يجد وقتاً وجلداً للانخراط بحماسة في دعم مرشح للمحكمة العليا في ولاية ويسكونسن. لكن الغرابة تظل الصفة الأكثر التصاقاً بكل ما يحيط إيلون ماسك.

على العكس من الحذر الدائم لأترابه الذين تحسب ثرواتهم بمئات مليارات الدولارات، فماسك لديه موهبة هائلة في التسرع والتهور باتخاذ قرارات تراوح بين غزو الفضاء وبين المزاح بشأن شراء منصة "تويتر"، ثم شراؤها بالفعل.

وفي عالم الأسواق المالية الذي تتحكم بمصيره إشاعة أحياناً، يفضل منافسو ماسك في لائحة الأكثر ثراءً، عدم الخوض في السياسة، علناً على الأقل، ويتجنبون ما أمكن لعبة "السوشال ميديا"، فلا يثيرون حفيظة أي زبون محتمل، ويحاولون ما أمكن المحافظة على رصانة بروفيلهم، حماية لسمعة شركاتهم وقيمة أسهمها.

هذا هو بالتحديد ما لم يلتزمه يوماً إيلون ماسك. فهو نادراً ما يتجنب الإدلاء برأيه في العناوين الأكثر إثارة للجدل، اجتماعياً وسياسياً، من دون أي خوف من العواقب المحتملة.

وما انتهى إليه في ويسكونسن بدأه من حادثة بنسلفانيا، حين أعلن بعد دقائق من محاولة اغتيال دونالد ترامب دعمه الكامل للمرشح الرئاسي حينها، مشهراً انخراطه طرفاً في الانقسام الحاد للمجتمع الأميركي. ولأنه إيلون ماسك، لم يكتف بالدعم المعنوي بل أخذ مسألة فوز ترامب على عاتقه، فضخ مئات الملايين في الماكينة الترامبية وأدار عمليات تعبئة الناخبين في الولايات المتأرجحة عبر لوبي الضغط خاصته، "أميركا باك"، كما جيّش حسابه على منصته "إكس" الذي يتابعه أكثر من 218 مليوناً في منشورات حصدت مليارات المشاهدات، استغلها في الهجوم على كمالا هاريس والترويج لترامب.

رهان ماسك على فوز ترامب لم يكن عاطفياً بحتاً. صاحب الشركات والأحلام العديدة يحتاج إلى سلطتين تنفيذية وتشريعية أليفة مع "سبايس إكس" و"تسلا" اللتين تعتمدان على حوافز وعقود حكومية، كما أنه بحاجة إلى السلطة الأليفة في سوق الذكاء الاصطناعي التي تشهد منافسة ضارية.

 

 

رهان ماسك آتى ثماره مباشرة بعد فوز ترامب. لم يعد هناك ما يلجم صعود سهم "تسلا" حتى وصل في منتصف كانون الأول / ديسمبر إلى 479 دولاراً، وقفزت ثروة ماسك خمسين مليار دولار دفعة واحدة. كان يمكنه أن يقف عند هذا الحد وينسحب إلى الكواليس. بدلاً من ذلك، تصدى لإدارة فريق إعدام البيروقراطية والفيدرالية وتابع التفاخر ببطولاته يومياً، وصار شبه مقيم في مكتب ترامب البيضوي. 

ومع تصاعد العداء المحلي لماسك، والغربي لسياسات رب عمله، لم يجد الغاضبون منهما إلا أيقونة إيلون، وابنته المدللة، سيارة "تسلا". بدأت مبيعات الشركة بالتراجع في أميركا والعالم، ووصل الأمر بالحانقين إلى إحراق سيارات الشركة في مراكز بيعها أو التظاهر أمام هذه المراكز. وذهب سهم "تسلا" في رحلة انحدار خسر فيها كل ما كسبه بعد فوز ترامب، ليخسر مع أوائل نيسان/ أبريل الحالي أكثر من 54٪ من قيمته.

وكما أن كل منشأة تحمل اسم ترامب، تمثله شخصياً، فإن من الصعب التمييز بين براند "تسلا" وبراند إيلون ماسك. السيارة باتت كما صاحبها في صلب السياسة. المفارقة أن القيمة السوقية للشركة حلقت مع دخول إيلون إلى واشنطن العاصمة، لتنهار بعدها، وتعود إليها الروح فجأة حين لاحت بوادر خروجه مجدداً من الدائرة الضيقة لترامب.

خبران كان يفترض أن يكون وقعهما سيئاً على ماسك. الأول خسارة المرشح للمحكمة العليا في ويسكونسن، والذي ارتدى ماسك لأجله قبعة على شكل قطعة جبن عملاقة. الآخر كان تقرير "بوليتيكو" نقلاً عن ترامب أن ماسك سيغادر إدارته في غضون أسابيع، وهو ما لم ينفه البيت الأبيض الذي قالت المتحدثة باسمه كارولين ليفيت إن وجود إيلون ماسك على رأس دائرة "دوج DOGE" معروف من البداية أنه موقت.

السوق استقبلت الخبر بما بدا أنه تهليل لخروج ماسك ومعه "تسلا" من السياسة. ارتفع السهم فجأة بشكل ملحوظ، قبل أن يرمي ترامب مساء اليوم نفسه، أسواق العالم برمتها في المجهول مع إعلانه فرض التعريفات الجمركية الجديدة، والتي وصفت بأنها بداية "الحرب التجارية" في العالم، بينما سماها ترامب "يوم التحرير".

ماذا الآن؟ هل يكمل ماسك رحلته في السياسة جارّاً شركاته وراءه، أم ينسحب إلى الظل؟ الرجل الذي يوصف بأنه "غير متوقع" يمكنه أن يذهب في أي خيار يقرره، بغض النظر عن المنطق. فقد يعود إلى مهمته الأصلية في التحضير لرحلته الأولى والأخيرة إلى المريخ، أو، كما يتخوف الديموقراطيون، قد يتحضر لضخ مئات ملايين الدولارات في الانتخابات النصفية العام المقبل، ولا أحد يعلم أي "إرهاب محلي" سيطاول سياراته، وأي ذعر سيصاب به سهمها فيهوي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق