كرّمت جامعة الروح القدس – الكسليك الوزير السابق إدمون رزق، في احتفال أقيم بدعوة من الأب هادي محفوظ الرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم، في مناسبة تسليم رزق أرشيفه كاملاً إلى مكتبة الجامعة.

مثل رئيس الجمهورية وزير الإعلام بول مرقص، وحضر رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، رئيس مجلس الوزراء ممثلاً بزوجته سحر بعاصيري، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، ووجوه سياسية وحقوقية واجتماعية وإعلامية.

يعد هذا الحدث الثقافي الوطني الفريد، تكريمًا لرجلٍ كرّس حياته للكلمة، والموقف، والسيادة، وللمساهمة في إيصال أرشيف ثمين إلى الأجيال المقبلة. وهو تكريم لمسيرة وطنية وثقافية غنية امتدت لأكثر من ستة عقود، قدم خلالها إدمون رزق مساهمات بارزة في ميادين السياسة، الكتابة، الصحافة، النضال الوطني، والتشريع، إذ شغل منصب نائب في البرلمان اللبناني لأكثر من 24 عاماً ووزيرًا في حكومات رئيسية مختلفة، فكان مشاركاً في مفاصل مصيرية من تاريخ لبنان وشاهداً عليها.

تميّز الاحتفال بمزيج مؤثّر من الشهادات والعرض الوثائقي، الذي أعاد الحضور إلى محطات من تاريخ لبنان المعاصر، كما أضاء على مسيرة رزق الغنية التي تنقّلت بين الصحافة والتشريع والعمل السياسي والوطني. وتحدث كل من: الأب البروفسور جورج حبيقة، الوزير السابق رشيد درباس، الدكتورة منى فياض، الوزير السابق جوزف الهاشم، والسيدة حياة أرسلان، والوزير السابق عدنان السيد حسين، والوزير السابق عباس الحلبي، والدكتور نزار يونس.

في كلمة مؤثرة، استعاد الوزير والنائب السابق إدمون رزق، مسيرته الوطنية والإنسانية والفكرية، مستعرضاً محطات مفصلية في حياته الشخصية والعامة. ووصف الزمن بأنه مرآة تعكس بوضوح الرؤية وتجذر القناعة، مؤكداً أن انتماءه اللبناني المسيحي لم يكن يوماً منغلقاً، بل عاشه من موقع الإيمان بالشراكة الوطنية واحترام التعددية. وقال: "منذ اثنتين وثمانين سنة، كان اندماجي البنّاء في هُويتي اللبنانية العربية، وإيماني المسيحي، في كيان قائم على الاعتراف بالآخر، والشراكة المسؤولة".

تجدر الإشارة إلى أن الأرشيف الشخصي لإدمون رزق، يضمّ ثروة توثيقية مميزة تشمل أكثر من 80 ساعة من التسجيلات الصوتية، 200 فيديو، آلاف الوثائق، والمقالات، المقابلات والمخطوطات، التي توثق تاريخ لبنان السياسي والاجتماعي والثقافي الحديث.