"فخ" أوكراني لبوتين... وسباق بين المفاوضات والهدنة! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"فخ" أوكراني لبوتين... وسباق بين المفاوضات والهدنة! - تكنو بلس, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 06:33 صباحاً

غاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعاد بطرح جديد لوقف الحرب في أوكرانيا، يقوم على مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف في أنقرة، وهي محادثات كانت قد حصلت خلال بدايات الحرب بين الطرفين وتوقفت لعدم تحقيقها النتيجة المطلوبة، ولم يتأخر نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للرد بالإيجاب شرط وقف النار مسبقاً.

يقول ساكن الكرملين إن المحادثات لحل "الأسباب الجذرية للصراع" قد تفضي إلى هدنات قصيرة الأمد أو حتى وقف لإطلاق النار، لكن أوكرانيا ومن خلفها أوروبا تؤيّد الاتجاه المعاكس، أي الهدنة ثم المفاوضات، وقد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء نزوله من القطار بعد زيارة أوكرانيا إن "وقف إطلاق النار غير المشروط لا تسبقه مفاوضات".

 

بوتين وزيلينسكي (أ ف ب).

 

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اعتبر أن جهود وقف الحرب بلغت "نقطة تحوّل تاريخية" مرحّباً باستضافة بلاده للمفاوضات، لكن الفجوة لا تزال عميقة، فماكرون يرى أن بوتين "يشتري الوقت"، ولا اتفاق بعد على ما سيسبق، المحادثات أم الهدنة، والملفات الحساسة التي ستطرح على طاولة موسكو - كييف ليست سهلة الإنجاز.

نقاط ميدانية وأخرى سياسية ستُطرح. على أرض الميدان، تريد روسيا وقفاً للحرب عند حدود القتال، وترسيخ وجودها في المناطق التي سيطرت عليها شرق أوكرانيا، وتقدّر بخمس مساحة البلاد، كما تطالب أوكرانيا بالبقاء على حياد وذلك من خلال إسقاط طلب عضويتها في حلف "الناتو"، دون أن يشمل ذلك بالضرورة طلب عضوية الاتحاد الأوروبي.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدّث عن "يوم عظيم" لروسيا وأوكرانيا، في إشارة إلى اقتراب وجهات النظر خطوة إلى الأمام لجهة إنهاء الحرب، لكن تبقى معضلة أولويتَي "المفاوضات أم وقف النار" عاملاً معرقلاً ينتظر تنازلاً من أحد الطرفين، وفي هذا السياق، كان جواب مدير مكتب زيلينسكي أندريه يرماك على عرض بوتين: "أولا وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، ثم كل شيء آخر".

يتمتع بوتين بأفضلية عسكرية في الميدان وتقدم في شرق أوكرانيا يدفعانه لفرض شروطه على المفاوضات، ومن خلال عرضه المفاوضات ثم الهدنة، يريد الزعيم الروسي إجراء المحادثات تحت الضغط العسكري، وهو الواقع الذي يؤكده الديبلوماسي الروسي السابق فياتشسلاف ماتوزوف الذي يقول إن زيلينسكي يريد الهدنة "لوقف تقدم الجيش الروسي، وهذا مرفوض في موسكو".

لا يبدو أن موسكو ستتنازل عن شرط المفاوضات التي ستسبق الهدنة، وينطلق هذا الرفض من قلق روسي من عودة أوكرانية عسكرية محتملة، وفي هذا السياق، يقول ماتوزوف لـ"النهار" إن كييف تريد "مهلة استراحة لترميم الجيش الأوكراني واستقدام المستشارين الغربيين العسكريين للتحضير لهجوم مضاد ضد موسكو"، التي لن تقع في هذا "الفخ"، وفق تعبير الديبلوماسي الروسي السابق. 

وعن المفاوضات المفترضة في حال حصولها، والبنود الرئيسية، فإن الأولوية لإبعاد "خطر الناتو عن الحدود الروسية" حسب ماتوزوف، الذي يشير إلى أن روسيا "لا تريد احتلال" الأراضي الأوكرانية، بل إبعاد خطر "الناتو" عن  العاصمة موسكو، أو بمعنى آخر إنشاء منطقة عازلة شرق أوكرانيا، وهي "منفتحة على المفاوضات ولكن ليس على حسابها".

في المحصلة، فإن الحرب الروسية – الأوكرانية أمام منعطف قد يبدّل الوقائع ويقرّب لحظة انتهاء الحرب الأطول في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن الفخاخ والألغام كثيرة وكفيلة بالإطاحة بالجوّ التفاؤلي الذي تحدّث عنه ترامب، بانتظار ما يمكن أن تحرزه الجهود الديبلوماسية في الأيام القليلة المقبلة، قبل موعد 15 أيار/مايو للمحادثات المفترضة التي عرضها بوتين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق