نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ألونسو.. بطل معجزة إسطنبول ومحطم كذبة «نيفركوزن» - تكنو بلس, اليوم السبت 10 مايو 2025 02:43 مساءً
تتراقص الجبال الخضراء مع شواطئ المحيط الأطلسي في قلب إقليم الباسك، المتفرد بمدينته الساحرة سان سيباستيان، التي تُعدّ جوهرة ثقافية وكروية.
وبين أزقة أمارا حيها القديم ونكهة أطباق «بينتكسوس»، نشأ شابي ألونسو، الطفل الذي صار أسطورة، وانطلق حاملًا إرث عائلة كروية وشغفًا لا ينطفئ، ليصبح اليوم، في سن الـ 43، أحد أعظم المدربين في العالم.
الجمعة، في مؤتمر صحافي طغت عليه العواطف، أعلن رحيله عن باير ليفركوزن بنهاية الموسم، فاتحًا باب التكهنات حول عودة ملكية إلى ريال مدريد، مكتفيًا بابتسامة هادئة يكتنفها الغموض، وهو يقول: «حان وقت الوداع».
ولد شابي في 25 نوفمبر 1981 في تولوسا، لكنه ترعرع في سان سيباستيان، عاصمة الباسك الثقافية، ضمن عائلة تجري الساحرة المستديرة في عروقها.
والده، ميجيل أنخيل «بيريكو» ألونسو، كان نجمًا في السبعينيات والثمانينيات، قاد ريال سوسيداد للقبين تاريخيين في الدوري الإسباني «1981 و1982»، وأضاف كأس الملك مع برشلونة.
بيريكو لم يكن مجرد لاعب، بل ملهمًا لشابي، الذي كان يجلس في مدرجات ملعب أنويتا، يحلم بتكرار إنجازات والده.
والدة شابي، إيزابيل أوخوا، زرعت في أبنائها موازنة بين طموحهم الكروي وتقاليدهم.
أخوه الأكبر، ميكيل، لعب محترفًا في ريال سوسيداد، بينما اختار أخوه الأصغر، جون، أن يكون حكمًا، هكذا، أصبحت عائلة ألونسو قصة عشق كروية.
في طفولته، كان شابي يركل الكرة في شوارع أمارا مع ميكيل وأصدقاء الحي، والده كان يصطحبه إلى ملعب «أونداريتا» المحلي، من أجل تغذية مهاراته الأولى.
في المنزل، كانت مناقشات التكتيكات جزءًا من العشاء العائلي، وبيريكو يروي قصص المباريات، وشابي ينصت بحب.. العائلة كانت تتجمع لمشاهدة ريال سوسيداد، وهو يحلم بقميصه الأبيض والأزرق.
شابي متزوج من ناجوري أرانبيري، حبيبته منذ المراهقة في سان سيباستيان، أنجبا ثلاثة أطفال: جون، إيما، وآن.
ناجوري، ابنة الباسك أيضًا، رافقته من ليفربول إلى مدريد وميونيخ، وأخيرًا ليفركوزن وجون الصغير يُظهر شغفًا مبكرًا بالكرة، وغالبًا ما يُشاهد مباريات والده من مقاعد الأنصار.
بدأ ألونسو مسيرته الكروية في ريال سوسيداد، النادي الرئيس لإقليم الباسك، حيث لعب مباراته الرسمية الأولى في ديسمبر 1999. بعد فترة إعارة قصيرة إلى إيبار في موسم 2000ـ2001، عاد ليصبح قائدًا للفريق في سن العشرين.
في صيف 2004، انتقل ألونسو إلى ليفربول، وأصبح عنصرًا أساسيًّا في تشكيلة مواطنه رافاييل بينيتيز.
في موسمه الأول، أسهم في تتويج ليفربول بدوري أبطال أوروبا 2005، وسجَّل هدف التعادل في نهائي «معجزة إسطنبول» أمام ميلان، حين عاد «الريدز» من تأخر 0ـ3 ليفوز بركلات الترجيح.
في 2009، انضم ألونسو إلى ريال مدريد، ولعب تحت قيادة مدربين مثل جوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي، محققًا الدوري الإسباني 2012، وكأس ملك إسبانيا 2011 و2014، ودوري أبطال أوروبا 2014، إضافة إلى كأس السوبر الإسباني.
في 2014، انتقل ألونسو إلى بايرن ميونيخ بطلب من العبقري بيب جوارديولا، وأضاف إلى سجله لقب الدوري الألماني ثلاث مرات متتالية «2015ـ2017»، وكأس ألمانيا 2016.
أعلن اعتزاله كرة القدم في 2017 بعد مسيرة حافلة، حيث لعب أكثر من 700 مباراة وسجَّل نحو 40 هدفًا، وكان معروفًا بدقة تمريراته وقلة أخطائه.
على الصعيد الدولي، لعب ألونسو 114 مباراة مع إسبانيا، وسجَّل 16 هدفًا وكان جزءًا من الجيل الذهبي الذي فاز بكأس أمم أوروبا 2008 و2012، وكأس العالم 2010.
بعد اعتزاله، بدأ ألونسو مسيرته التدريبية في 2018 مع ريال مدريد تحت 14 عامًا، وفاز بلقب الدوري.
عندما تولى شابي تدريب باير ليفركوزن في 2022، كان الفريق على شفا الهبوط، لكن ألونسو، مستلهمًا شغف والده وانضباط والدته، قاد ثورة كروية. في موسم 2023ـ2024، نقش إنجازًا خالدًا بثنائية الدوري الألماني وكأس ألمانيا دون هزيمة «34 مباراة، 28 انتصارًا، 6 تعادلات»، محققًا أول لقب دوري في تاريخ النادي، وأنهى لقب «نيفركوزن»، الذي يطلق عليه من باب التندر بسبب وصافاته المتكررة وأصبح رمزًا شعبيًّا.
«الأحد سيكون يومًا لا يُنسى»، قال شابي بنبرة تخفي دمعة، مباراته الأخيرة في «باي أرينا» ضد دورتموند، تليها وداعه في ماينتس، ستكونان عرضًا ختاميًّا لبطل غيّر التاريخ.
التكهنات تضع شابي على رأس الهرم في البيت الأبيض المدريدي بعد مونديال الأندية الذي يفتتحه الملكي بمواجهة الهلال السعودي.
لحظة الحقيقة، ستظهر في سانتياجو برنابيو حين يتولى شابي خلافة معلمه الطلياني كارلو ويشرع في كتابة قصة مجد تنسف تندر جديد عنوانه «نيفريال».
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : ألونسو.. بطل معجزة إسطنبول ومحطم كذبة «نيفركوزن» - تكنو بلس, اليوم السبت 10 مايو 2025 02:43 مساءً
0 تعليق