وسط تصاعد الأزمات السياسية في تركيا، حيث دخلت القضية القضائية لعمدة إسطنبول السابق، أكرم إمام أوغلو، في مرحلة جديدة من التطورات، جاءت خطوة حظر حسابه على منصة “إكس” لتزيد من تعقيد الوضع السياسي في البلاد.

وتزامن هذا القرار مع استمرار الملاحقات القضائية بحق أوغلو، الذي يعد من أبرز وجوه المعارضة التركية، ويُنظر إليه الآن كأحد المنافسين الرئيسيين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

حظر حساب إمام أوغلو

في خطوة مفاجئة، أعلنت السلطات التركية حظر حساب أكرم إمام أوغلو على منصة “إكس” بناءً على أمر قضائي، وذلك بعد أن كانت قد تعرضت حساباته السابقة لحملات تدقيق ومراجعة متواصلة.

وبحسب رسالة ظهرت على الحسابات، فإن حظر الحساب جاء بموجب أمر من المحكمة التركية، وهو ما أثار جدلاً كبيراً بين الأوساط السياسية، لا سيما في ظل توقيت الحظر الذي تزامن مع الأزمات التي يشهدها إمام أوغلو منذ اعتقاله في مارس 2025.

أزمة اعتقال إمام أوغلو

تجدر الإشارة إلى أن أوغلو، الذي شغل منصب عمدة إسطنبول في دورتين متتاليتين، قد اعتُقل في 19 مارس 2025، في إطار تحقيقات طالت عشرات المسؤولين في مدينة إسطنبول بتهم فساد.

ويأتي هذا الاعتقال ليشكل واحدة من أبرز التحولات في السياسة التركية في السنوات الأخيرة، حيث أثار احتجاجات واسعة النطاق في البلاد، اعتُبرت من بين الأكبر منذ عقد.

استطلاعات الرأي تدعم إمام أوغلو

على الرغم من وجوده خلف القضبان، أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسستا “متروبول” و”كوندا” في أبريل 2025 ارتفاعاً ملحوظاً في التأييد الشعبي لإمام أوغلو مقارنةً بالرئيس أردوغان.

وأظهرت نتائج الاستطلاع الأول أن إمام أوغلو يحقق تقدماً مريحاً على أردوغان إذا أُجريت الانتخابات في الوقت الحالي، حيث بلغ دعم أوغلو نحو 46.7% مقابل 39.3% لدعم أردوغان.

وفي استطلاع آخر، ارتفع دعم أوغلو إلى أكثر من 40% في أبريل، مما يعكس تزايد شعبيته في ظل الحملة السياسية التي يتعرض لها.

إمام أوغلو منافس رئيسي لأردوغان في الانتخابات المقبلة

تشير هذه الاستطلاعات إلى أن والي إسطنبول السابق أصبح يمثل تهديداً حقيقياً لحزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أردوغان، ويُتوقع أن يكون المنافس الأبرز له في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وبالرغم من أنه لن يكون هناك تصويت رئاسي قبل عام 2028، إلا أن الاستطلاعات الحالية تؤكد أن أوغلو استطاع أن يحقق نسبة تأييد مرتفعة، متجاوزاً الرئيس أردوغان في العديد من الفئات الانتخابية.

 انقسام غير مسبوق في تركيا

بحسب تقارير فقد تزايد الاستقطاب السياسي في تركيا بشكل ملحوظ منذ اعتقال والي إسطنبول حيث ظهرت مشاعر الانقسام بين مؤيدي حزب العدالة والتنمية والمعارضة، مما يعكس تحولات كبيرة في المشهد السياسي التركي.

وفيما يرى العديد من المحللين أن سجن  أوغلو قد عزز فرصه السياسية في المستقبل، يرى آخرون أن الحكومة تسعى إلى تقويض طموحات المعارضين من خلال التهم الموجهة إليهم والضغوط القضائية التي تمارس ضدهم.

معركة سياسية في الأفق

وفق مراقبون تمثل قضية أكرم أوغلو اختباراً حقيقياً للسياسة التركية في المرحلة المقبلة. ومن المتوقع أن تتزايد التوترات السياسية في الأيام المقبلة، خاصة في ظل التوقعات بزيادة الاستقطاب بين الحكومة والمعارضة.

ووفقاً للنتائج الحالية للاستطلاعات، يبدو أن إمام أوغلو، حتى وهو في السجن، يشكل تهديداً حقيقياً للرئيس أردوغان ويُعد أحد الأسماء التي ستشكل ملامح الانتخابات الرئاسية في المستقبل القريب.

اقرأ أيضا

أمريكي يدير القطاع.. هل تخطط واشنطن لتكرار سيناريو بول بريمر العراق في غزة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط